اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
بعد حملة عسكرية أمريكية استمرت 52 يوماً وضربت أكثر من ألف هدف في اليمن، أعلنت واشنطن فجأة وقف عملياتها ضد جماعة الحوثيين، رغم استمرار قدرة الجماعة على تعطيل الملاحة الدولية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، وفقاً لتحليل نشرته مجلة 'فورين أفيرز'.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برر القرار بالقول إن الحوثيين 'تخلوا عن الرغبة في القتال'، بينما أكدت سلطنة عمان –الوسيط الرئيسي– التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين، مع احتفاظ الحوثيين بحق استهداف السفن 'المرتبطة بإسرائيل'، دون تقييد صريح لهجماتهم ضد دول أخرى.
اتفاق يكرس الهشاشة الإقليمية
لفتت المجلة إلى أن الاتفاق لم يُحدد مصير الهجمات الحوثية ضد إسرائيل، والتي استهدفت بشكل مكثف السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، ربطاً بوقف الحرب في غزة.
كما أبرز التقرير مفارقة توقيت الإعلان، إذ إن موقف الحوثيين العسكري لم يتغير جوهرياً رغم الضربات الأمريكية التي بلغت تكلفتها ملياري دولار، بل وصفته الجماعة بـ'انتصار لليمن'.
من 'الراكب الخشن' إلى المأزق الاستراتيجي:
عندما أطلقت واشنطن عملية 'الراكب الخشن' في مارس 2023 لاستعادة الردع، ركز الحوثيون على إسرائيل وامتنعوا عن استهداف السفن الأمريكية، وفق التقرير.
وبعد توقف القصف، أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام التزام الجماعة بموقفها السابق: وقف الهجمات على السفن الأمريكية مقابل توقف واشنطن عن الضربات، مع استمرار استهداف إسرائيل.
انتقادات لغياب الرؤية الطويلة المدى:
حذرت 'فورين أفيرز' من أن وقف إطلاق النار قد يكون 'أضر مما نفع'، إذ وفّر للإدارة الأمريكية مخرجاً سريعاً من حملة مكلفة، لكنه عزز موقف الحوثيين دون ضمانات لاستقرار اليمن أو المنطقة.
وأشارت إلى أن الإدارة تخلت عن خيار التنسيق مع حلفاء مثل السعودية والإمارات لدعم تسوية سياسية تُحد من نفوذ الجماعة، مقابل تبني سياسة عدوانية قصيرة النظر تحت ضغط التيار الانعزالي في واشنطن، بقيادة نائب الرئيس جيه دي فانس.
مقارنة بين إدارتي ترامب وبايدن:
نبه التقرير إلى أن استراتيجية ترامب –المتمثلة في التصعيد العسكري والضغوط الاقتصادية– انقلبت إلى أداة دعائية للحوثيين، بينما اتبع سلفه جو بايدن سياسة 'الرد المحدود' لتجنب التورط في حرب مفتوحة.
كما انتقدت المجلة تصنيف ترامب للحوثيين كـ'منظمة إرهابية أجنبية'، معتبرة أنه زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية في اليمن.
بدائل مُهمَلة:
طرح التقرير بديلاً يتمثل في دعم مسار سياسي عبر الأمم المتحدة وحلفاء إقليميين، لفرض ضغوط متعددة الجوانب على الحوثيين، مع تعزيز الضمانات الأمنية للسعودية والإمارات لتمكينهما من دعم الحكومة اليمنية.
وحذر من أن الانسحاب الأمريكي المفاجئ يهدد بانهيار الحكومة اليمنية، ما قد يُعيد تنظيم القاعدة إلى الواجهة، ويفتح الباب أمام توسع حوثي إضافي.
خلاصة محفوفة بالمخاطر
اختتمت 'فورين أفيرز' تقريرها، بالتحذير من أن وقف إطلاق النار شجع الحوثيين على استخدام أداة القرصنة البحرية مستقبلاً لتحقيق مكاسب سياسية، بينما تُرك الحلفاء الإقليميون في مواجهة تهديدات متصاعدة دون استراتيجية أمريكية واضحة.