ما المهارات التي على الطالب الجامعي تطويرها مبكراً؟

الحياة الجامعية مرحلة جديد في حياة أي شاب أو فتاة، ويجب الاستعداد لها جيداً؛ لتفادي أخطاء قد تؤثر في الحياة في مرحلة لاحقة، فالحياة في الجامعة ليست مجرد محاضرات وامتحانات، بل هي مرحلة تأسيسية تصنع شخصية الطالب وتجهزه ليكون جاهزاً لسوق العمل والحياة العملية، بحسب سيدتي.

كثير من الشباب يقعون في خطأ التركيز على نتائج السنوات الدراسية فحسب، ويغفلون أن المرحلة الجامعية هي أفضل فرصة لصقل مهاراتهم؛ فما أهم المهارات التي يجب أن يبدأ الطالب الجامعي في تطويرها منذ سنواته الأولى؟

مهارات يجب أن يتعلمها الشباب مبكراً في الجامعة

التقت 'سيدتي' مع مها بنوره، كوتش ومستشارة أسرية وتربوية وخبيرة في تنمية الوعي والرفاهية النفسية، التي حددت مجموعة من المهارات التي يجب أن ينتبه لها الشباب ويعملوا على اكتشافها في المراحل الأولى من الحياة الجامعية، وشملت:

مهارات إدارة الوقت

تقول بنوره: 'الجامعة مليئة بالمحاضرات، والواجبات، والأنشطة، والحياة الاجتماعية. الطالب الذي لا يعرف كيف ينظم وقته سيشعر بالفوضى والضغط المستمر. تعلم التخطيط الأسبوعي، تحديد الأولويات، والالتزام بالمواعيد النهائية هي مفاتيح النجاح الأكاديمي والشخصي'.

مهارات التواصل الفعَّال

وهنا أضافت: 'التواصل لا يعني الكلام فقط، بل يشمل: الإصغاء الجيد، وطرح الأسئلة بوضوح، والقدرة على التعبير عن الأفكار بثقة. هذه المهارة تفتح أبواب العلاقات الإيجابية مع الأساتذة، والزملاء، وحتى في المقابلات المستقبلية للعمل'.

التفكير النقدي وحل المشكلات

شددت بنورة على أن الجامعة هي أفضل مكان لتعلم كيف تفكر بعمق، لا أن تحفظ فقط. التفكير النقدي يساعدك على تحليل المعلومة، وتقييمها، ثم بناء رأيك الخاص. أما مهارة حل المشكلات؛ فهي تجعلك ترى التحديات بوصفها فرصاً لاختبار قدراتك.

مهارات التكنولوجيا والبحث

تقول كوتش مها: 'نحن في عصر رقمي، والطالب المتميز هو من يعرف كيف يستخدم الأدوات الحديثة: البحث عبر الإنترنت، وبرامج العروض التقديمية، وأدوات التحليل، والمكتبات الإلكترونية. هذه المهارة تضاعف من كفاءتك الأكاديمية وتزيد فرصك الوظيفية'.

الذكاء العاطفي وإدارة الضغوط

وأردفت بنورة في حديثها عن المهارات التي يجب اكتسابها مبكراً في الحياة الجامعية، قائلة 'الطالب الناجح لا يركز على عقله فقط، بل يهتم أيضاً بصحته النفسية. تعلم كيف تدير مشاعرك، وتتحكم بتوترك، وتتعامل بمرونة مع المواقف الصعبة يجعلك أكثر ثباتاً وقوة'.

مهارات العمل الجماعي والقيادة

معظم المشاريع الجامعية تعتمد على فرق عمل، هكذا قالت الخبيرة التربوية التي ترى في هذه التجربة فرصة لتعلم مهارات جديدة، وقالت: 'هنا يتعلم الطالب كيف يتعاون، ويوزع المهام، ويحفز زملاءه. تطوير مهارات القيادة المبكرة يجعلك جاهزاً لقيادة فرق حقيقية في المستقبل'.

التعلم الذاتي والمستمر

العالم يتغير بسرعة، والمناهج وحدها لا تكفي. وأوضحت بنورة أن الجامعة فرصة للتعلم الذاتي، وأضافت: 'الطالب الناجح هو من يتعلم كيف يبحث بنفسه، يسعى وراء المعرفة، ويطور نفسه باستمرار خارج حدود قاعة المحاضرة'.

وفي نهاية الحديث أكدت كوتش مها بنورة أن الجامعة ليست محطة عابرة، بل هي ورشة لبناء المستقبل. كل طالب يستطيع أن يخرج منها بشهادة فقط، أو بشهادة مضافاً إليها رصيد ضخم من المهارات التي تفتح له أبواب النجاح. ابدأ من الآن، استثمر وقتك في تطوير هذه المهارات، وستكتشف أن سنواتك الجامعية كانت أعظم استثمار في حياتك.