اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
يعد الصبر من أعظم الفضائل، لكن لا أحد يُعلّمنا فعلاً كيف نكون أكثر صبراً، سواء كنا عالقين في الزحام، ننتظر دورنا في طابور طويل، أو نعيد شرح ما قلناه لأحدهم للمرة الثالثة!، بحسب زهرة الخليج.
صحيح أن البعض يبدو أكثر صبراً بطبيعته. لكن، الصبر لا يعتمد فقط على سماتٍ شخصيةٍ معينة، بل هو مهارة يمكن تدريبها وتطويرها؛ لأن القدرة على الانتظار بهدوء ليست موهبة فطرية، بل ممارسة واعية تستحقين تعلمها. وإذا كنتِ تجدين نفسكِ سريعة الغضب أو لا تحتملين الانتظار، فلا تقلقي.. إليكِ دليلًا عمليًا من المختصين؛ لمساعدتكِ على تنمية الصبر في حياتكِ اليومية.
الصبر لا يعني الرضا الدائم:
إن كنتِ تظنين أن الصبر يعني أن تكوني هادئة بشكل دائم، ولا تتضايقين أبداً، وتوافقين على كل شيء بابتسامة، فليس من المستغرب أن يبدو مستحيلاً. الأشخاص غير الصبورين يواجهون صعوبة في قبول الأمور كما هي: بطء سير الأمور، أو الحاجة إلى وقت لفهم فكرة جديدة، وهذا يُولّد لديهم شعوراً بالإحباط أو الغضب.
في المقابل، الذين يبدو أنهم يأخذون الحياة بسهولة، ليس لأنهم لا ينزعجون، بل لأنهم يتقبلون أن الحياة فوضوية أحياناً. الصبر لا يعني أن تحبي التأخير أو المشاكل، بل أن تتمكني من التعامل معها، دون أن تفسد يومكِ أو مزاجكِ.
- انظري من منظور الآخرين قبل أن تنفعلي:
جزء كبير من شعورنا بالنفاد السريع للصبر، يأتي من توقعات غير معلنة:
- «يجب أن يكون النادل أسرع».
- «شريك الحياة عليه المساعدة دائمًا».
- «جسدي يجب أن يتعافى، الآن، بعد أن اتبعت تعليمات الطبيب».
مجرد أنه يجب أن تسير الأمور بطريقة معينة، تتوافق مع منظوركِ، لا يعني أن من حقكِ أن تتصرفي على أساس أن ذلك حتمي. في كثير من الأحيان، الصبر يبدأ من القدرة على رؤية الواقع من وجهة نظر الآخرين، قبل أن تتنهّدي بغضب، أو تطلقي أحكامًا فورية.
وتغيير هذا المنظور قد يجعلكِ تدركين أن أغلب ما يضايقكِ ليس موجهاً ضدكِ شخصياً، بل مجرد مواقف بشرية عابرة لا تستحق الانفجار.
أبطئي وتيرة حياتكِ.. حتى في حركتكِ الجسدية:
قد يبدو هذا غريباً، لكن التباطؤ الجسدي يساعد على تهدئة التوتر العقلي. والركض وراء كل مهمة كأنها حالة طوارئ، يرسل إشارة لعقلكِ: «هناك أزمة!.. يجب حلّها فوراً!».
وبدلاً من ذلك، جرّبي: التنفس العميق قبل الرد على رسالة متأخرة، ومقاومة الرغبة في تجاوز المشاة البطيئين، ومضغ الطعام بهدوء، أو الحديث بوتيرة أبطأ. وحين تتحكمين في جسدكِ، يبدأ عقلكِ بالتباطؤ والتهدئة أيضاً، وهنا يبدأ الصبر في التشكّل تدريجيًا.
أفرغي طاقتكِ البدنية بدل الانفجار:
حتى لو حاولتِ التماسك، قد تتراكم المشاعر، ويصعب التحكم فيها. لذا، ينصح المختصون بتفريغ الطاقة الجسدية عبر طرق بسيطة:
- استخدمي كرة ضغط أثناء الانتظار.
- أمسكي بأداة لعب صغيرة (فيجيت)، بعد موقف مزعج.
- امتصي مكعب ثلج، أو خذي حمامًا باردًا أو ساخنًا.
قد تبدو هذه الطرق بسيطة، لكنها مدعومة علميًا، وتساعدكِ على كبح الانفعال، وإعطاء عقلكِ مساحة للتعامل بهدوء.
تدرّبي على فعل.. لا شيء:
من أكبر تحديات الصبر، اليوم، مقاومة الإيقاع المتسارع للحياة. نحن اليوم ننتقل من شيء إلى آخر بلا وعي: نستيقظ، ونفتح الهاتف، ونُعِدُّ القهوة، ونذهب للعمل. هذا التكرار يُبرمج دماغنا على توقّع الحركة المستمرة، وبالتالي نفقد صبرنا عند أول لحظة فراغ، أو تأخير.
خصصي وقتًا للهدوء المقصود، مثل:
- بعد الغداء مع صديقاتك، اتركي بقية اليوم بلا خطط.
- خصصي 10 دقائق يومياً بلا هاتف، وبلا شاشات.. فقط أنتِ مع اللحظة.
مع الوقت، سيتعلم دماغك أن الهدوء لا يعني فقدان السيطرة، بل العكس تمامًا. حين تدركين أنكِ لا تحتاجين لملء كل لحظة، يصبح الانتظار أسهل، ويقل تأثير التأخيرات على راحتكِ النفسية.