اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
كشفت دراسة جديدة أن بناء الكتلة العضلية قد يُشكّل أحد أكثر الطرق فعالية لتقليل الدهون في الجسم وتحسين التوازن الأيضي، مقارنة بالأساليب التقليدية مثل الحميات الصارمة أو تناول أدوية التخسيس، بحسب الرجل.
واعتبر الباحثون أن تعزيز الكتلة العضلية يوفر مسارًا علميًا بديلًا لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة، خاصة في ما يتعلق بالتحكم في مستويات سكر الدم.
وقد حلل الباحثون بيانات 122 دراسة سابقة لتقييم العلاقة بين السمنة، الكتلة العضلية، ونمط السكري من النوع الثاني. وأظهرت النتائج أن زيادة الكتلة العضلية بنسبة بسيطة – لا تتعدى 2 إلى 3% – قد ساهمت في خفض متوسط دهون الجسم بنسبة 4%، وتحسين مؤشر HbA1c، وهو أحد أهم المؤشرات الطبية للتحكم في سكر الدم على المدى الطويل.
ما الرابط بين العضلات وسكر الدم؟
توضح الدراسة أ المنشورة في مجلة Sports Medicine، أن بناء العضلات لا يغيّر الشكل الخارجي للجسم فحسب، بل يعزّز أيضًا المسارات الأيضية المرتبطة بامتصاص الجلوكوز.
فالعضلات الأكبر حجمًا تحتاج إلى طاقة أكثر، مما يجعلها تمتص كميات أكبر من السكر من الدم، وهو ما يُحسّن حساسية الإنسولين ويقلل من فرص تراكم الدهون، خاصة الحشوية منها.
ويُعد ذلك أحد الجوانب المهمة في الوقاية من النوع الثاني من السكري، إذ يرتبط توزيع الدهون – لا سيما في منطقة البطن – بضعف السيطرة على مستويات السكر ومقاومة الإنسولين.
الدراسة أشارت إلى أن تحقيق هذه النتائج لا يتطلب ساعات طويلة من التدريب. فقد أظهرت أبحاث سابقة أن جلستين فقط في الأسبوع، كل واحدة مدتها 30 دقيقة، كافية لتحفيز نمو الكتلة العضلية.
في إحدى التجارب، مارس المشاركون تسع تمارين بسيطة، بمعدل مجموعة واحدة من 8 إلى 10 تكرارات حتى الوصول للإجهاد العضلي، وكانت النتيجة زيادة في الكتلة العضلية وتحسّن في اللياقة.
وما يميز هذا النوع من التدريب أنه لا يقتصر تأثيره على وقت التمرين فقط، بل يمتد لساعات وربما أيام، حيث تحافظ العضلات على حرق السعرات بشكل مستمر لدعم وظائفها الخلوية.
لمن يسعى لفقدان الدهون أو ضبط سكر الدم، تُقدم هذه الدراسة دليلًا عمليًا بأن الحل لا يكمن فقط في الحميات أو تقليل السعرات، بل في دعم الجسم بكتلة عضلية نشطة.
ويعني ذلك أن رفع الأثقال أو أداء تمارين المقاومة ليس حكرًا على الرياضيين، بل أداة وقائية وعلاجية يمكن أن يستفيد منها الجميع، حتى من يفتقرون للوقت الكافي.