يعاني المرضى الكينيون مع استمرار إضراب الأطباء

في محاولة يائسة لعلاج ابنتها البالغة من العمر خمسة أشهر من عدوى جلدية في كينيا، ركبت سيلين نياغا لمدة ساعة على ظهر دراجة نارية، محتضنة طفلتها بين ذراعيها.

أمضت سيدة الأعمال البالغة من العمر 23 عامًا كل الصباح في استكشاف المستشفيات العامة للعثور على طبيب أطفال لأودري مع استمرار إضراب الأطباء على مستوى البلاد للأسبوع السابع.

لطالما كان نظام الرعاية الصحية في كينيا مثقلًا بالأعباء ويعاني من نقص التمويل، لكنه توقف تقريبًا بعد انسحاب حوالي 7000 عضو في نقابة الممارسين الطبيين والصيادلة وأطباء الأسنان في كينيا (KMPDU) من وظائفهم للمطالبة بشروط عمل أفضل.

وقالت نياغا لوكالة فرانس برس لدى وصولها إلى مستشفى كيامبو المستوى الخامس شمال العاصمة نيروبي: 'أنا مرهقة وقلقة للغاية'.

كان المستشفى بمثابة شبكة أمان حيوية للفقراء الكينيين، وكان بالكاد قادراً على البقاء واقفا على قدميه مع طاقم عمل مرهق يعتني بالمرضى في غياب الأطباء.

وكان المستشفى المكتظ عادة خاليا تقريبا خلال زيارة صحافيين من وكالة فرانس برس، حيث جلس عدد قليل من المرضى بصمت على مقاعد خشبية، وهم أضعف من أن يتمكنوا من الدردشة.

وقال وزير الصحة في مقاطعة كيامبو إلياس ماينا لوكالة فرانس برس أثناء زيارته للمنشأة إن عدد المرضى انخفض إلى نحو 30 بالمئة من القدرة المعتادة.

'أشعر بالقلق'

وقال ماينا إن العديد من المرضى لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج في العيادات الخاصة الباهظة الثمن نسبيا ويجلسون في منازلهم 'لا يعرفون ما سيحدث بعد ذلك'.

'حتى أولئك الذين سيبقون على قيد الحياة خلال هذه الفترات، سيعودون إلينا عندما تتدهور حالتهم، لذلك سنكون في وضع أسوأ'.

وكان آخرون يقومون بجولات على كل مستشفى عام في متناول أيديهم، عازمين على الحصول على المساعدة.

وكانت فيث نجيري، وهي أم عازبة لثلاثة أطفال، قد زارت منشأة كيامبو مرتين بحثاً عن تشخيص وعلاج لابنتها البالغة من العمر سنة واحدة، والتي كانت تعاني من مشاكل في الصدر.

وأضافت أنها لم يحالفها الحظ.

وقالت مصففة الشعر البالغة من العمر 25 عاماً: 'لم أجد أي طبيب هناك، لذا علي الآن أن أطلب من الصيدلية بعض الأدوية أو شيء من هذا القبيل'، مضيفة أنها 'تعاني' مالياً.

بالكاد يبقى مستشفى الإحالة كيامبو واقفاً على قدميه مع طاقم مرهق من الممرضات والمسؤولين السريريين

'أشعر بالسوء، أشعر بالقلق. الآن، الجو بارد جدًا، وتمطر، وقد تتفاقم حالتها'.

وانهارت المحادثات بين الأطباء المضربين والحكومة هذا الأسبوع على الرغم من الموعد النهائي الذي حددته المحكمة للتوصل إلى اتفاق، حيث ألقى كل جانب باللوم على الآخر.

وفي قلب الخلاف هناك مواجهة بشأن رواتب المتدربين الطبيين، الذين يشكلون حوالي 30% من الأطباء، وفقًا لـ KMPDU.

وقال مجلس الوزراء يوم الثلاثاء إنه 'من غير المستدام' دفع راتب شهري للمتدربين قدره 206 آلاف شلن كيني (1530 دولارًا) وعرض بدلاً من ذلك 530 دولارًا.

ورفضت النقابة التنازل عن ما تقول إنه 'خرق للصفقة'.

وقال نائب الأمين العام لحزب KMPDU دينيس ميسكيلا لوكالة فرانس برس: 'دع الحكومة تصدر تهديداتها وتبذل قصارى جهدها، ثم سيعودون ويتحدثون'، في إشارة إلى التحذيرات من أن الأطباء سيفقدون وظائفهم إذا لم يلغوا الإضراب.

الحوامل

وقال وزير المقاطعة ماينا إن الإضراب المطول قد يكون مميتًا.

وفي عام 2017، نظم الأطباء إضرابًا على مستوى البلاد لمدة 100 يوم، وتوفي عشرات المرضى بسبب نقص العلاج خلال هذا الإضراب.

وأعربت جماعات الضغط عن قلقها من أن الأمهات الحوامل يتحملن العبء الأكبر في إضراب الأطباء

وقال ماينا 'هذا هو أكبر ما يقلقني'.

'لا يمكنك أن تحدد ثمناً لحياة إنسان، و(إذا) فقدت حياة واحدة فلن تستردها'.

لقد تحول بعض الأشخاص بالفعل إلى الطب البديل، بما في ذلك المعالجون بالأعشاب والمعالجون بالإيمان غير المعتمدين، لأنهم لا يستطيعون تحمل أي شيء آخر.

وفي الوقت نفسه، ظلت ردهات المستشفيات فارغة في مركز كارورا الصحي، الذي يعالج ما بين 60 و80 مريضًا يوميًا، ويعالج أقل من 20 حالة يوميًا.

وقد أعربت جماعات الضغط عن قلقها من أن الأمهات الحوامل يتحملن العبء الأكبر من الإضراب.

وقالت منظمة CFK Africa غير الهادفة للربح إن منشأتها في كيبيرا، أكبر الأحياء الفقيرة الحضرية في كينيا، شهدت زيادة بنسبة 200 بالمائة في عمليات التسليم.

وقال جيفري أوكورو، المدير التنفيذي للمجموعة: 'بينما يستقبل موظفو مرافق الولادة لدينا أكبر عدد ممكن من المرضى، فقد واجهوا صعوبات عند إحالة الحالات إلى حالات التوليد الطارئة التي تتطلب رعاية متخصصة، مثل الولادات المقعدية'.

وقال اتحاد المحاميات في كينيا، الأربعاء، إنه يدرس اتخاذ إجراءات قانونية ضد أولئك الذين فشلوا في حل المشكلة.

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية، فإن الوقت ينفد.

وقال نياجا: 'يمكن للأشخاص الذين نتوقع حل هذا الإضراب أن يسافروا خارج البلاد لتلقي العلاج، ولن يعاني سوى الفقراء'.