اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٨ نيسان ٢٠٢٤
شهدت مناطق روسية في الأورال وغرب سيبيريا فيضانات غير مسبوقة منذ عقود، دفعت سكان مدينة أورسك الأكثر تضررا للتظاهر مطالبين بمحاسبة المسؤولين.
وتشكلت هذه الفيضانات التي وصفت بأنها استثنائية، في الأيام الأخيرة بسبب الأمطار الغزيرة المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وتزايد ذوبان الثلوج وتفكك الجليد الشتوي الذي يغطي الأنهار.
وأفادت وزارة الطوارئ الروسية صباح الإثنين بأن مياه الفيضانات اجتاحت أكثر من عشرة آلاف مبنى سكني.
وتجري غالبية عمليات الإجلاء حالياً في منطقة أورينبورغ المتاخمة لكازاخستان. وقالت السلطات المحلية عصر الإثنين إنه تم إجلاء أكثر من 6500 شخص منها.
وغمرت المياه جزءا كبيرا من مدينة أورسك البالغ عدد سكانها 220 ألف نسمة وثاني أكبر مدينة في المنطقة، بعد انهيار سد بالقرب من نهر الأورال الذي فاض مساء الجمعة. وأظهرت لقطات وسط المدينة وأحياءها مغطاة بالمياه، كما غمرت المياه بعض المنازل بالكامل.
'وصمة عار'
في هذه المدينة البالغ عدد سكانها 220 ألف نسمة، تجمّع متظاهرون الإثنين للمطالبة بمحاسبة المسؤولين.
وبث موقع الإخباري المحلي (Orsk.ru) تسجيل فيديو يظهر مئات الأشخاص متجمّعين أمام مقر البلدية. وكان النائب العام الإقليمي قد حذّر من مغبة المشاركة في أي تجمّع غير مرخّص في ظل حال الطوارئ، مهددا بملاحقة المخالفين قضائيا.
وهتف محتجّون 'وصمة عار! وصمة عار!'، وفق فيديو بثّه الموقع الإخباري الروسي (RBK) الذي لفت إلى مطالبة بعض المتظاهرين باستقالة رئيس البلدية.
وللتظاهرات في روسيا أطر صارمة، ويعاقَب على تلك المناهضة للسلطة منذ الهجوم الذي شنّته القوات الروسية على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، بتوقيف المشاركين فيها وحتى بالحبس.
وتعهّدت منطقة أورينبورغ صرف تعويضات مالية للمنكوبين، وقد التقى الحاكم دينيس باسلر محتجين في أورسك، وفق وكالة الأنباء ريا نوفوستي.
قبل الاحتجاجات كان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعتبر الإثنين أن سكان المناطق التي غمرتها مياه الفيضانات 'ثابتون في تحمّل' هذه المحنة وأن 'لا شكاوى من جانب السلطات المحلية'.
لكن على الرغم من هول الكارثة، لا يعتزم بوتين تفقّد المنطقة.
في أورسك أُدخل تسعة أشخاص المستشفى من جراء الفيضانات كما نقل نحو مئة إلى منشآت طبية لتلقي رعاية، وفق وزارة الصحة المحلية.
حال طوارئ
وأعلنت السلطات المحلية أن منسوب نهر الأورال في أورسك 'انخفض بمقدار تسعة سنتيمترات' ووصل إلى 963 سنتيمترا، لكنه ارتفع بمقدار 16 سنتيمترا وصولا إلى 872 سنتيمترا في العاصمة أورينبورغ التي تعد قرابة 570 الف نسمة.
وتوقعت إدارة الأرصاد الروسية (روسجيدروميت) أن تبلغ الفيضانات ذروتها في أورينبورغ الأربعاء وأن تطال العديد من أحياء المدينة.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن رئيس بلدية المدينة سيرغي سالمين قوله 'لم نر مياها بهذه الغزارة في أورينبورغ منذ فترة طويلة. سُجل الرقم القياسي في عام 1942 (...) وبعد ذلك لم نشهد فيضانات كهذه. والآن، ما يحدث أمر غير مسبوق'.
وأُعلنت حال الطوارئ في كورغان (الأورال) وتيومين (غرب سيبيريا) الإثنين، وفق ما حاكمي المنطقتين.
وقال حاكم منطقة كورغان فاديم شومكوف إن 'توقعات الفيضانات تزداد سوءا، كميات متزايدة من المياه تصل على نحو متسارع'.
أما حاكم تيومين ألكسندر مور فأشار إلى أن الأوضاع حتى حينه ما زالت 'تحت السيطرة' ولفت إلى أن حال الطوارئ تتيح 'استجابة سريعة' في حال تفاقمها.
وتشهد روسيا بانتظام ظواهر مناخية متطرفة، مثل الفيضانات أو حرائق الغابات المدمرة، والتي غالبا ما تتفاقم بسبب تغير المناخ.
وتأثرت كازاخستان، المتاخمة لروسيا، كذلك بالفيضانات، وتحدث رئيسها قاسم جومارت توكاييف السبت عن 'كارثة طبيعية' وصفها بأنها 'على الأرجح الأكبر من حيث الحجم والتداعيات خلال الأعوام الثمانين الماضية'.
