اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لا ثلج هنا يُذَكِّرني
بحنين الأمكنة المنسية
أو رمل هناك أُدرِّب عليه خطواتي
لإتقان حذاقة مُفترضة
تدعم انهيارات صوتنا المكسور
في سماوات مطموسة الأبواب والعناوين
ما بين خريف مهزوز التضاريس
وعُمر متلبك الساعات والأوراق
تتبعثر نظراتي اليتيمة إلا من الأسى
ونحن وحدنا مُرجأون
لغرانيق الشك وطواعين التسويف
تسبقنا فوالج الصقيع ومشارط الحمى والفتك
يستعرض القرن العجوز
فتوته الباليستية على أبواب بغداد
المصعوقة بنبال المقت
وصوارم حروب الردة ونوافذ أصفهان
لكنني وحدي لم أزل
في ظلال الخوف الكاذبة الظلال
أنفخ زجاج مخاوفي
المفخخة الوساوس والتعاويذ
في حجرات دفء مزحومة البرد لا مكان لي فيها.
'سانتا كلوز' سيتأخر عن المجيء
هذا الكريسماس نظراً لانشغاله بجدولة
ديونه المتأخرة لصندوق النقد الدولي
وحدهم كما جرت العادة أطفال شمال الأرض
الغارقون في أنهار 'الميلك شيك'
الثخينة الزبدة والفراولة
ودسومة 'مكدونالدز' الباذخة الخفق
والمقرمشة الـ'فرنش فرايز''
لن يفتقدوه في زحمة الأعياد المبعثرة التفاصيل
وليس سواهم منسيو الشوارع
المجذومة بالقتل المُرَقَّش
وسكاكين الفاقة المخنَّثة الأنساب واللمسات
في بغداد أو قندهار وبيت لحم وخرائب غروزني
من لا يعلم بالتواريخ السرية لـ'سانتا كلوز'
لقصر معرفي حاد ببداهة النوم دون خوف
أو لمتانة بنيوية ساطعة الأشْفار والفواتك
في كوابيس دموية مُقَرَّحة الأجفان والنبالم
لم يعترف 'سانتا نويل' أو 'بابا كلوز'
بعمائه الجغرافي لأحد
لكن أطفال الدونستاريا
في جنوب مدار السرطان
يدركون ذلك دون سواهم.
لا ثلج هنا أو رمل هناك
كل المسافات صارت سواداً واحداً
مُشطَّرة الجياد مفتتة الصهيل والأغاني
في شقائي البعيد الحاضر في ارتباك الوعول
في روحي ومسننات الحصبة وفائض الجدري
لم يعرني 'سانتا' المتورم البياض بالأحمر
وثخين الجوارب المذهبة الحواشي
نصف التفاتة أو حذاءً باليَ الخيوط
أنكرته مسبقاً معارج عيد قتيل
تحاصرني خوازيق جفاف مُفَوَّلذ العض والنهش
وخوف خبز بائت تخشّب بين الأصابع
وأملاح الأنين الساخنة الفتات
وما تبقى مما تركته طيور الخريف
لم أسمع صلصلة أجراس
العربة الجليدية.. لم أسمع
أو أرى زيف شاراتها الملونة التي تجرها
غزلان غزوات يورانيوم مُنَضَّب
وأدلجة 'ماسنجر' أبكم ومشوَّش الـ'دي إس إل'
عند عبورها الضاري في خارطة سماوات
لم يسمع بها 'سانتا' العملاق
التجاهل وضجيج الأبواق
المشفَّرة وأحجيات روابط 'الياهو'.
'سانتا' الأمي ببداهة 'البيسك' المعوي
وفصاحة حاسوب شوارع جنوب الأرض
المشهر الأنيميا وفقر الدم المنجلي
أو 'غوغل إيرث' وأكواخ الصفيح
ولقطاء الحواري الغارقة
في حروبها المنسية والمنسيون.
'سانتا مارينز نويل' الفاتك الـ'بلاك هوك'
ونعومة الـ'إف سكستين' الصاعقة الهدايا المدمرة
'سانتا' الذي لا يعرف أزقة 'نجامينا'
أو مساقط الفتك بعرصات 'ساو باولو'
'سانتا'...
لا ثلج هنا أو رمل أشجان يانعة هناك
قالت 'صياد': ...................!
فحادت عن صعودها النفسيجي شقائق البازلت
'صياد' العاشقة الشاهقة النعيق ومتوارية المقاصد
'صياد' الغارات المعدنية الحز وأبد الفاقة الطويل
التي كانت تملأ بنحيبها الوثني طرق قريتي
الملعونة بنسيانات 'سانتا' المتحجرة القلب
بين أصم الصخر والصخر والصخر وشواهق عشر
وأودية جبال سهو خائفة المزهرة بشقائق الألغام.
قال رجل طاعن في السن: 'ماذا يعنيني اللابتوب؟'،
فخرج علي ابن زايد من إرثه الشفهي
مصاباً بفيروس شبكات معطوبة الـ'كليك'
تطارده نقرات 'هاكرز' مخصيون وأنصاف تقنيات
يحتلون مجرة الإعطاب لا يقدر عليهم 'هارد وير'.
لا ثلج...
أو....!
نمرُّ ممسوسين بهذيانات
'جيجا' حامضة المضارب
و'داون لود فري سلو' ومعطوب
منسيو بهجة الـ'باس وورد'
على شفرات مواقع عمياء
تعاني هلوسات بيسك عجماء الرموز
لا 'إيميل' شفوق يمحو مقاتلنا
ولا 'سوفت وير' ساقط وابن كلب
يعلمنا أبجدية نجاة مشفرة
يوتيبا مخضوضة الحاسوب
في عتمة سديمنا الإلكتروني المقفل المفاتيح
لا رمل،...
أقبل الشتاء مبكراً هذا العام
ليبصق في وجوهنا تعللات
'سانتا' المنزوعة الأسلاك
بينما الصيف مثل كلب عقور مبرمج القواعد
يلمملم أوصال لهاثه من حانات العطش المرّة
وحدائق الجدب المنسية المواسم
المصابة بسكتة الهجر وسفلس الغبار.
صمتت 'صياد' عن زعيقها الجبلي
وأطلت 'الريسة حليمة' برأس غوايتها
من رفات قتلى نسيتهم في عجالة التدوين الناقصة.
لا ثلج، ...
عرج 'سانتا' بعربة الـ'بي فيفتي تو'
في معراج غزواته مدججاً بمرطّل البارود
ولم أزل خائفاً لا أُذكر
أشدُّ على شتاتي لحاف الغريب.
لم يعد هنا أو هناك حنين
لا أرض تدركنا بشائرها أو بلاد
لم أعد أنا إياي أو أنا أناي
ولم يعد ثمة ثلج مؤازر يواسي
انكسارنا في خرائط القنص الغادرة
أو رمل شتات أبا عيد
متساهل التصنيف والإغواء
طمست كلاب المحو سيرة النهر
وأول الآبار من كتب الرمان
وعذقان ريحان محروقة الريحان
وبغداد من غلب 'ماسنجر' تلملم مذابحها
على رصيف قيامة 'ديسكات' فاضحة الترميز
لا تُسأل مجتثة الأحقاب أو تدرك
لا ثلج في الـ'هنا' ثلج وملح أسفلت
ولا رمل مسرات الـ'هنا' رمل
يدهمنا نسياننا النبوي العثرات
متعرج ومعقوف ومغتال.
رمل
مضارب
قلاع
نحيب يُتم وهوادج
مجاعات
قارات
سغب
تخمة أبدان
وكوليسترول منادب
................
....................
..........................
سانتا
أين أنت؟!
صنعاء – آخر خريف، أول شتاء 2007
*شاعر وقاص وروائي وناقد يمني امريكي
فتوح:
— سانتا كلوز: شخصية خرافية في الثقافة الغربية…
— ميلك شيك: حليب مخفوق بنكهات متنوعة.
— مكدونالدز: سلسلة مطاعم أمريكية تقدّم الوجبات السريعة.
— بابا نويل: هو نفسه سانتا كلوز.
— مِذْحَل: صدئ.
— مسجز: جمع 'مسج' وتعني الرسائل الإلكترونية.
— ياهو: أحد أشهر المواقع الإلكترونية في العالم.
— بيسك (BASIC): شفرة الأوامر الرمزية متعددة الأغراض للمبتدئين.
— جوجل إيرث: برنامج يعرض تمثيلاً ثلاثي الأبعاد للأرض.
— ستينغرز: صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات.
— إف 16: طائرة 'الصقر المقاتل' عالية المناورة.
— نجامينا: عاصمة تشاد.
— ساو باولو: مدينة برازيلية كبرى تشتهر بصناعة البن وبعصابات أطفال الشوارع.
— صيّاد: جنية في الأساطير اليمنية تُصوَّر كامرأة ذات قدمي حمار.
— لاب توب: كمبيوتر محمول.
— علي بن زايد: حكيم يمني شهير.
— كليك: ضغطة زر.
— هاكرز: قراصنة إلكترونيون.
— جيجا: وحدة قياس تعني 'عملاق'.
— داونلود: تنزيل الملفات.
— باسووردز: كلمات المرور.
— سوفت وير: البرامج والتعليمات التي تشغّل الأجهزة.
— الريسة حليمة: شخصية يسارية يمنية بارزة في السبعينيات.
— بي–52: قاذفة أمريكية عملاقة.
— ماسنجر: يُستخدم غالباً للإشارة إلى 'فيسبوك ماسنجر'.
— CD / ديسكات: أقراص مدمجة.
— غروزني: عاصمة جمهورية الشيشان.













































