اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في مسعىً حثيث للإجابة عن هذين التساؤلين المركزيين 'ما تفسير اهتمام 'إسرائيل' المتصاعد بطارق صالح والانتقالي؟ وما أدوارهم الفعلية ضمن المشروع الإسرائيلي-الأمريكي في اليمن والمنطقة؟' يكشف تقرير غربي حديث عن تنامي الاهتمام الإسرائيلي المُلح بالفصائل اليمنية المدعومة إماراتيًا وهو ما يأتي في إطار تنسيق متصاعد بين أبوظبي وكيان الاحتلال يستهدف التأثير على موازين القوى في اليمن ومحيط باب المندب وخليج عدن.
خاص-الخبر اليمني:
يعرض التقرير الذي أعده الباحث 'جورجيو كافيرو' لمعهد الأبحاث الأمريكي 'المركز العربي واشنطن دي.سي –Arab Center for Washington D.C' معطياتٍ تفصيلية حول الاتصالات السياسية والأمنية بين الأطراف والوجود الإسرائيلي في مناطق استراتيجية يمنية وتأثير ذلك على التوترات الإقليمية وخطوط الملاحة الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن.
في صيغة تأكيد صارم يشدد المركز على أن طارق والانتقالي يسعيان بشكل متزايد إلى فتح قنوات تواصل 'مباشرة' مع إسرائيل، مستندًا في ذلك إلى تصريحات سابقة لرئيس المجلس الانتقالي 'عيدروس الزبيدي' خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أبدى فيها انفتاحًا على التطبيع مع الاحتلال في حال 'قيام دولة جنوبية مستقلة' ومغازلات 'طارق صالح' لإسرائيل وأمريكا طوال فترة الإسناد اليمني لغزّة وحتى اليوم.
الاعتبارات الاستراتيجية للموقف الإسرائيلي والإماراتي:
يوضح التقرير أن هناك اعتمادًا غربيًا وإسرائيليًا كبيرًا على قوات طارق والمجلس الانتقالي الجنوبي باعتبارهما بوابة مباشرة للتأثير في مسار الجبهة اليمنية المعادية والمحتربة مع إسرائيل، وقد لاقت تصريحات الانتقالي ومبادراته اهتمامًا واسعًا في كلٍّ من واشنطن وإسرائيل، خاصة في ظل أولويات الولايات المتحدة والاحتلال في البحر الأحمر وخليج عدن، كما أن التطور في موقف إسرائيل من الانتقالي وطارق تعزّز بعد اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي عام 2020 وما تلاه من مباركات قيادات الانتقالي مثل هاني بن بريك للاتفاق، باعتباره مؤشرًا على توافق مبكر في الرؤى بين الطرفين 'إسرائيل من جهة والانتقالي وطارق من جهة أخرى'.
التواجد الإسرائيلي في المناطق الاستراتيجية اليمنية:
يسلط تقرير المركز الضوء على حقيقة وجود تعاون بين أبوظبي وإسرائيل على مدى السنوات الماضية لإنشاء منشآت عسكرية وتجسسية في الجزر اليمنية وأرخبيل سقطرى، مشيرًا إلى نقل ضباط وجنود إسرائيليين إلى الجزيرة ومشاركتهم في مناورات بحرية ضمت قوات إماراتية وأمريكية وبحرينية وإسرائيلية، كما يرى التقرير أن هذا التعاون عزز قدرة إسرائيل على مراقبة الأنشطة البحرية في بحر العرب وخليج عدن، خصوصًا بعد العمليات التي نفذتها القوات التابعة لحكومة صنعاء دعمًا لغزة منذ نوفمبر 2023.
الانفتاح على التطبيع والمخاطر الداخلية:
يشدد التقرير على أن المجلس الانتقالي يُعد الفصيل اليمني الأكثر انفتاحًا على إقامة علاقة مباشرة مع إسرائيل بهدف تعزيز شرعيته الدولية في مسار الانفصال مقابل الحصول على دعم استخباراتي وسياسي، محذرًا من أن هذا المسار يحمل مخاطر داخلية كبيرة نظرًا لحساسية الموقف الشعبي اليمني تجاه القضية الفلسطينية. كما يرجح التقرير زيادة الدعم الإسرائيلي للفصائل المدعومة إماراتيًا في اليمن، وعلى رأسها الانتقالي وقوات طارق صالح، نظرًا للأهمية الاستراتيجية التي يكتسبها باب المندب في حسابات المساعي الطموحة لإقامة مشروع 'إسرائيل الكبرى' والهيمنة على كامل المنطقة.
تداعيات على الأمن الإقليمي:
في هذا السياق يشير التقرير بوضوح إلى أن التوسع الإسرائيلي في مناطق النفوذ الإماراتي في اليمن قد يفاقم التوترات الإقليمية ويزيد خطر التصعيد في البحر الأحمر وخليج عدن، ويعمق خطر التدخل الأجنبي في الشؤون اليمنية بما يهدد الاستقرار الوطني والإقليمي، ويعزز موقف صنعاء الشعبي والعسكري في مواجهة محاولات التمدد الأجنبي وتأكيد قدرة الأخيرة على التصدي لأي محاولات للهيمنة أو التأثير على موازين القوى المحلية.
في العموم يعكس هذا التحليل الاستراتيجي حجم التنسيق الإسرائيلي الإماراتي مع الفصائل اليمنية المدعومة خارجيًا وتأثيره المحتمل على الأمن البحري والإقليمي ويبرز أهمية اليقظة الوطنية وتعزيز القدرات الأمنية لمواجهة أي محاولات للتدخل الأجنبي في الشؤون اليمنية، كما يؤكد أن أي تحركات لدعم الانفصال أو التطبيع المباشر مع الاحتلال ستواجه بمواقف سياسية وأمنية وعسكرية حاسمة من جانب الدولة اليمنية في صنعاء وذلك لحماية سيادتها ومصالحها الاستراتيجية وتعزيز موقفها من قضايا الأمة.













































