اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كتب : محمد قايد ابوعميد
منذ إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي عن ترتيبات وتحركات جماهيرية في وادي حضرموت، نشهد حملة إعلامية هستيرية تقودها قنوات المهرية،و بلقيس، ويمن شباب وغيرها من المنصات التي لم نرَ منها في يوم من الأيام تضامنًا صادقًا مع معاناة المواطن الجنوبي، لا في الأمن، ولا في المعيشة، ولا في استعادة القرار والسيادة، بل رأيناها دومًا تقف خصمًا في معركة الوعي، مدافعة عن مشاريع مشبوهة، ومسوقة لخطاب انقسامي باسم 'الوطنية الزائفة' و'السيادة الوهمية'.
ونسأل هنا سؤالًا بسيطًا ومشروعًا:
لماذا كل هذا الصراخ الإعلامي المستمر كلما تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي أو تحشد الجنوبيون في حضرموت؟
هل أصبحت حضرموت، بالنسبة لمموليكم، آخر أوراق النفوذ في الجنوب، وهاجسًا مرعبًا لا يطيقون فكرة أن تعود لأهلها؟
هل أرعبكم أن وادي حضرموت قال كلمته: كفى تهميشًا، كفى احتلالًا ناعمًا باسم الشرعية والوصاية؟
يا أبواق التضليل،
حضرموت ليست 'ساحة حرب' كما تحاولون تصويرها، بل هي اليوم ساحة وعي شعبي ناضج، يرفض البقاء رهينة لصراعات قوى متنفذة، تسعى لتقاسم خيراتها دون أن تنظر لمعاناة أهلها.
وإن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يقتحم حضرموت، بل يعود إليها استجابة لنداء أبنائها الذين سئموا العبث والتهميش والسيطرة العسكرية المفروضة من خارج إرادة أبناء الوادي.
فما الذي يزعجكم تحديدًا؟ هل ترعبكم الرايات الجنوبية التي ترتفع فوق جبال حضرموت؟
أم تخشون أن تتحول حضرموت إلى نموذج للسيادة الجنوبية، يعري مشاريعكم المستوردة؟
دعونا نذكّركم بالتالي:- أبناء حضرموت هم من دعوا لإحياء الفعاليات. - أبناء حضرموت هم من طالبوا برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى.
- أبناء حضرموت هم من أعلنوا رفضهم أن يكونوا تابعين لمحاور مأرب أو أدوات لابتزاز سياسي.
فكفاكم كذبًا على الناس، فكفاكم ارتداء عباءة الحياد وأنتم تمارسون تحريضًا ممنهجًا ضد تطلعات الجنوب، وكأنكم أوصياء على مصيره.
لقد سقطت أقنعتكم، وبات وعي الناس أعلى من حملاتكم المفبركة، ولم تعد الجماهير تُخدع بخطاب 'الشرعية' الذي تحول إلى عنوان للفشل والفساد والنهب والتبعية.
حضرموت اليوم تقول كلمتها بوضوح:
نريد إدارة جنوبية بيد أبنائها،
نريد قوات أمنية تمثلنا،
نريد قرارًا سياسيًا لا يُدار من مأرب أو الدوحة أو إسطنبول،
نريد مشروع دولة، لا مشروع ارتزاق إعلامي وشحن مناطقي.
وفي الختام، نقول لكل الأصوات المرتعشة:
كلما ارتفع صوت الجنوب… ارتفع صراخكم.
وكلما اقتربنا من النصر… زاد نباح أبواقكم.
لكن الحقيقة واحدة لا تتغير:
الجنوب قادم… وحضرموت لن تكون إلا جنوبية، بإرادة شعبها، لا بخطابكم الموجّه من غرف الفنادق













































