اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
ما زال هارديف سينغ الستّيني يحتفظ بذكريات مؤلمة عن المواجهات العسكرية التي دارت بين الهند وباكستان في بلدته الهندية القريبة من الحدود ويرجو ألا تقع حرب جديدة.
وتبدو بلدته داوك التي تضمّ 1500 نسمة ومعبدا أبيض كبيرا للسيخ تعلوه قبّة مذهّبة من فوق كأنّها قطعة أرض هندية متناهية الصغر نسبة إلى مساحة باكستان.
سيّجت القرية على أطرافها بسياج عال يشكّل 'خطّ الفصل' الذي يقوم مقام الحدود بين البلدين في زمن السلم وجبهة المواجهة في زمن الحرب.
ويروي هارديف سينغ 'في 1971 وفي 1999، تمّ نقل النساء والأطفال والمواشي وأغلبية الشباب إلى ملاجئ أكثر أمنا. وبقي كبار السنّ في البلدة لمنع أعمال النهب'.
ومنذ الهجوم الذي أودى ب 26 شخصا الأسبوع الماضي في مدينة باهالغام الواقعة في الشطر الهندي من كشمير، عادت طبول الحرب تقرع بين الهند وباكستان.
وبادرت نيودلهي إلى تحميل إسلام آباد مسؤولية الهجوم، الامر الذي نفته السلطات الباكستانية من جانبها. ولم تتبن بعد أيّ جهة هذا الهجوم الدامي.
وعاد تبادل إطلاق النار على الحدود بين القوّتين النوويتين اللتين تكثّفان العقوبات الدبلوماسية. وطُلب من رعايا كلّ من الدولتين مغادرة أراضي الدولة الأخرى.
- التحلّي بالإيجابية -
في داوك في ولاية بنجاب (شمال غرب)، أغلقت الحدود بإحكام.
ولم يؤثّر بعد هذا التصعيد على الحياة اليومية لسكان هذه القرية الصغيرة، لكن القلق يستولي عليهم من دون شكّ.
ويقول هارديف سينغ 'من المؤسف أن يكون هجوم همجي قد وقع في حقّ مدنيين، لكنهم لن يعودوا' إلى الحياة، مشيرا إلى أن 'حربا أخرى ستعيد البلدين سنوات إلى الوراء وتزهق أرواحا أخرى'.
وما زالت ذكريات المواجهات العسكرية العنيفة بين البلدين في 1999 في منطقة كارغيل على بعد مئات الكيلومترات شمالا، في ذاكرة غورفيندر سينغ.
ويقول المزارع البالغ 38 عاما 'يومها، زرعت ألغام في جزء كبير من حقولنا ولم نتمكّن من زرعها لفترة'.
لكن الوضع لم يبلغ بعد هذا الحدّ في داوك، فالحياة 'في بلدتنا ما زالت طبيعية'، على قول غورفيندر سينغ الذي يضيف 'إن جرت مواجهة فهي ستكون بعيدة من هنا، في منطقة ما في الهملايا'.
وعلى بعد بضعة كيلومترات، في قرية راجاتال الواقعة هي أيضا على الحدود، يتشارك السكان المخاوف عينها.
- 'ما سيحدث مقدر' -
ويؤكّد غورفيندر سينغ 'أنا لست قلقا، فهي ستكون حربا تكنولوجية وليس بواسطة الخناجر كما في السابق'.
ويفضّل جاره ساردار لاكها سينغ البالغ 77 عاما التركيز على الذكريات الجميلة عندما لم يكن الحاجز الذي يمثّل الحدود موجودا. وكان وقتذاك يتنقّل كغيره من المزارعين بحرّية مطلقة في المنطقة برمّتها.
ويروي 'كنّا نعبر إلى الطرف الآخر لإطعام المواشي'.
واليوم، ما زال لبعض السكان حقول في الجانب الآخر من الخطّ الفاصل يمكنهم ان يقصدوها إذا كانت في حوزتهم تراخيص خاصة، وذلك في الأحوال العادية.
ويورد غورفيل سينغ (65 عاما) 'يرافقنا حارس لضمان أمننا. لكن، لا يمكننا أن نتنقّل أينما كان، مثلا خارج ساعات العمل'.
والأسبوع الماضي، استولى القلق على المزارعين في المناطق الحدودية عندما أعلنت وسائل إعلام عن تعليق العمل بتراخيص العبور على المدى المنظور لأسباب أمنية.
وشرع البعض في توضيب متاعه استعدادا للعودة قبل أن تنفي السلطات صدور أيّ قرار من هذا القبيل.
ويقول ساردار لاكها 'ما سيحدث مقدر. لم نتوقّع حدوث حرب في 1965، وكذلك الحال في 1971. فلا داعي للقلق مسبقا'.