اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الحديدة - سبأ: تقرير/ جميل القشم
بعد سنوات من الإهمال في ظل الأنظمة المتعاقبة، يبرز مشروع إعادة تأهيل وتطوير كورنيش ساحل مدينة الحديدة كخطوة حضرية تستهدف توفير الخدمات والتوسعة والتهيئة الملائمة للمرافق العامة على امتداد الواجهة البحرية، بما ينسجم مع موقع المدينة وطبيعة الحركة الكبيرة على ساحلها.
تتجه جهود تنفيذ المشروع، عبر مراحل متعددة، لإعادة تنظيم الشريط الساحلي وتحديث مكوناته المختلفة بصورة تواكب احتياجات مرتادي الساحل والزوار، وتعيد الاعتبار لأحد أهم المتنفسات العامة، بوصفه واجهة بحرية رئيسية تحمل بعداً خدمياً واجتماعياً وسياحياً واضحاً لمدينة الحديدة.
واستكملت المحافظة مرحلتين رئيسيتين من المشروع وبدأت مرحلة ثالثة تمتد على مساحة أطول وتستوعب عناصر فنية وخدمية إضافية، حيث أسهمت الأعمال المنجزة في تحسين الممرات وتطوير الأرصفة وتنظيم الواجهات ورفع كفاءة منظومة الإنارة والخدمات، بما عزز سهولة الحركة واستعمال المساحات العامة، وأوجد بيئة حضرية أكثر انسجاماً مع طبيعة استخدام المكان، وفق معايير فنية تراعي احتياجات مرتادي الكورنيش.
وتُظهر الأعمال المنفذة في المرحلتين الأولى والثانية تحسناً واضحاً في جاهزية أجزاء واسعة من الكورنيش، إذ جرى ترتيب المسار العام للمشاة وتعديل نقاط الالتقاء بالخدمات المحيطة، الأمر الذي أوجد مساحة منظمة قابلة للاستعمال اليومي، وفتح المجال أمام توسعة إضافية يجري تنفيذها ضمن المرحلة الثالثة.
ويأتي المشروع كجزء من خطة محلية تستهدف إعادة الاعتبار للمرافق العامة في المدينة، من خلال معالجة تراكمات عمرانية وخدمية ظلت مرافقة للساحل خلال سنوات طويلة، حيث يجري تنفيذ الأعمال الحالية ضمن تصور فني موحد يعيد صياغة الموقع ويمنحه مظهراً حضرياً متكاملاً يجمع بين البنية التحتية والخدمات والمشهد البصري.
ويشكل إنجاز المرحلتين والانتقال إلى الثالثة دليلاً عملياً على نجاح الدولة وقيادة محافظة الحديدة وقطاع الأشغال في توظيف الإمكانات المتاحة لتلبية احتياج ملح يرتبط بتطوير الواجهة البحرية وتعزيز الدور السياحي للكورنيش في مدينة الحديدة، في مسار يواكب مكانة الشواطئ في العالم كفضاءات رئيسية للترفيه والحركة الاقتصادية، ويبرهن هذا المسار على قدرة الإدارة المحلية على تنفيذ مشروع بنية تحتية حيوية في ظل ظروف اقتصادية صعبة وتحديات واسعة فرضها العدوان والحصار.
ويبرز المشروع مقارنة لافتة مع فترات سابقة شهدت البلاد خلالها استقراراً اقتصادياً ووفرة في الموارد العامة، تزامنت مع إهمال واضح للكورنيش وإخراجه من أولويات التطوير، الأمر الذي راكم اختلالات خدمية ودفع المرافق إلى حالة متواضعة قياساً بحجم المدينة وطبيعة موقعها البحري، فيما تركز المرحلة الحالية على معالجة هذا الواقع عبر خطة تأهيل متكاملة تعيد ترتيب الواجهة البحرية وفق احتياجاتها الفعلية.
ويعد مشروع الكورنيش محوراً رئيسياً في خطة المحافظة لتحسين بيئتها الحضرية حيث يؤكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي أن الأعمال الجارية تمثل خطوة مهمة في إعادة توسعة المرافق العامة للكورنيش وتعزيز حضور المدينة على البحر الأحمر، مبينا أن الواجهة البحرية تحتاج إلى معالجة شاملة تضمن استدامة الخدمات وتنظيم حركة المرتادين.
وأوضح أن التحسينات التي شهدتها أجزاء الكورنيش خلال المرحلتين السابقتين انعكست مباشرة على مستوى الاستخدام اليومي، لافتاً إلى أن المرحلة الثالثة تأتي لتوسيع نطاق العمل وربط ما جرى إنجازه ضمن مسار واحد يمنح الواجهة البحرية مظهراً متجانساً ودوراً أكبر في النشاط الاجتماعي والسياحي والتنموي داخل المدينة.
واعتبر المحافظ، المشروع نموذجاً للتوجه التنموي بما يعزز مكانة الحديدة كمدينة بحرية، ويمنح الكورنيش موقعاً أفضل ضمن مكونات المشهد الحضري، مع متابعة دقيقة لأعمال التنفيذ وضبط جودتها، بما يضمن تحقيق النتائج المستهدفة وتحويل الموقع إلى مساحة حديثة تناسب الحركة الواسعة للسكان والزوار.
وحول تفاصيل هذا المشروع الحيوي ذكر مسؤول قطاع الأشغال والطرق بالمحافظة المهندس محمد مثنّى، أن المرحلة الثالثة تعتمد على خطة تنفيذية تشمل توسعة الممرات وتطوير الأرصفة وترتيب الواجهات وتنفيذ شبكات خدمات وتحسينات واسعة، موضحاً أن الفرق الفنية تعمل وفق معايير واضحة تضمن انسجام العناصر الهندسية وتكاملها مع ما تم تنفيذه سابقاً.
وأكد أن التطوير المتواصل يوفر قاعدة فنية قوية للمراحل اللاحقة، حيث تجري الأعمال الحالية ضمن تصور هندسي موحد يعزز من قوة البنية التحتية ويمنح الواجهة البحرية لشاطئ الحديدة صورة تنظيمية واضحة، مبينا أن التنسيق بين فرق العمل والجهات التنفيذية رفع من وتيرة الإنجاز وأعطى للمشروع ملامح حضرية أكثر تقدماً.
ويمضي مشروع تطوير كورنيش الحديدة نحو مراحل أكثر اتساعاً في العمليات الفنية والخدمية، مع استمرار الجهود في تنظيم المرافق العامة وتأهيل الشريط الساحلي بما يلائم طبيعة الحركة اليومية، ويعكس هذا التقدم رؤية تنموية واضحة تستهدف تعزيز حضور المدينة على ساحل البحر الأحمر وتوفير بيئة ملائمة للسكان والزوار، قائمة على بنية تحتية محدثة وخدمات متكاملة.
كما يضع هذا المشروع الواجهة البحرية في موقع مختلف من حيث الوظيفة والمظهر، ويؤسس لمسار طويل من التحسينات التي تعزز مكانة الحديدة كمدينة ساحلية تمتلك مقومات التطور خلال الفترة المقبلة.
إكــس













































