اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
في قلب منطقة البحر الأسود شمال تركيا، وتحديدا في قضاء 'آراج' التابع لولاية قسطموني، تكتسي المرتفعات بلمسات الطبيعة الساحرة، لتتيح للزائرين فرصة تأمل سحر الأرض في أبهى حللها.
وتُعرف مرتفعات 'فندقلي' و'كولجك' بأنها واحدة من أجمل الوجهات الطبيعية في المنطقة، حيث تمتزج المناظر الخلابة بمعالم الحياة التقليدية.
وتنتشر فيها الألوان الزاهية في كل مكان حيث تغمر الأجواء نسمات الربيع العطرة، وكأن الزمان قد توقف ليتيح للزائرين فرصة تأمل سحر الأرض في أبهى حللها.
وتجد المنازل الخشبية التي بُنيت ببراعة هندسية عالية دون استخدام مسمار واحد، لتُبرز فن العمارة المحلية الأصيلة.
وبين تلك الأكواخ، تتدفق مياه الينابيع العذبة في مجارٍ طبيعية تُضفي على المكان رونقًا لا يُنسى.
أما الغابات المحيطة، فهي تحتضن المرتفعات من كل جانب، وكأنها حضن الطبيعة الأم، لتكتمل لوحة الجمال بأزهار الربيع التي تتفتح في كل شبر من الأرض، مُشكّلة مهرجاناً من الألوان الزاهية.
شنول ديري، مختار قرية فندقلي قال في حديث للأناضول إن هذه المرتفعات تُعد من جواهر البحر الأسود، حيث تقام فيها الاحتفالات والفعاليات على مدار السنة.
وأوضح ديري أن 'المرتفعات الآن تفيض بجميع درجات اللون الأخضر، والزهور بدأت بالتفتح، ما يجعلها مكاناً مثالياً للزوار.
يأتينا الناس من كل أنحاء تركيا، هناك من يأتون بكرفانات، وآخرون يقيمون بخيام، وكلهم يستمتعون بجمال الطبيعة، تابع المختار.
وتحدث ديري عن ماضي المرتفعات، وكيف كان الأهالي يصعدون إليها بمجرد أن تبدأ المراعي بالجفاف في القرى، ليرعوا ماشيتهم هناك، ويستفيدوا من الحليب الطازج واللبن والقشطة.
لكنه أشار بأسف إلى أن أعداد من يمارسون هذه العادة قد تناقصت بمرور الزمن، رغم أن هناك من لا يزالون أوفياء لتلك التقاليد حتى اليوم.
كما شدد ديري على أهمية تشجيع السياحة الطبيعية في المنطقة، شريطة ألا تضر هذه الأنشطة بالتوازن البيئي.
وعن ذلك قال: 'ما دام لا يتم الإضرار بالطبيعة، فإن السياحة البيئية ستكون مكسباً كبيرا'.
وأردف: 'لا نريد أن نرى أبنية خرسانية أو فنادق ضخمة هنا، بل نريد الحفاظ على هذه الأماكن وجهات طبيعية مؤقتة تتيح للناس الاستمتاع بالطبيعة فقط'.
أما برهان آرقوتجو، أحد مربي الماشية في المنطقة، فقد أكد أهمية المرتفعات لمعيشة كثير من الأهالي.
وقال للأناضول: 'نصعد إلى هنا مع مواشينا في مايو (أيار)، ونبقى حتى أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام'.
وزاد: 'نرعى أغنامنا ونستفيد من حليبها ولحمها. الطبيعة هنا تجعل الحليب أوفر جودة وأكثر غنى'.
من جانبه، أشار المصور الفوتوغرافي التركي جبرايل قليج إلى أن مرتفعات قسطموني، وبخاصة 'فندقلي' و'كولجك'، تُعد بمثابة استوديو مفتوح لعشاق هذا النوع من التصوير.
وقال للأناضول: 'تجد هنا أفضل اللقطات في جميع الفصول، سواء كان ذلك خلال مهرجانات الثلوج في الشتاء أو مع تفتح الزهور في الربيع'.
وعلى سبيل المثال ذكر: 'ترى الآن أزهار الزنبق البري والزهور المقلوبة والأزهار المعروفة بزهور الزفاف، في مشهد يجعل كل مصور يشعر أنه أمام لوحة فنية لا يمكن مقاومتها'.