اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
نشر موقع UnHerd البريطاني مقالًا مسلطًا الضوء على فشل واشنطن في تأمين البحر الأحمر رغم استخدامها لترسانتها الأكثر تطورًا وتكلفة، فيما اعتبره 'إذلالًا عسكريًا' للولايات المتحدة على يد الحوثيين في اليمن.
وقال الموقع إن بداية الحصار البحري الذي فرضته صنعاء ردًا على عدوان الاحتلال على غزة، مثّل لحظة فارقة في تآكل الهيمنة الأمريكية، إذ بدا أن القوة العسكرية الأعظم في العالم 'اشنطن'، عاجزة عن فرض سيطرتها على أحد أهم طرق التجارة الدولية.
ولفت المقال أن الولايات المتحدة أطلقت عمليتين عسكريتين سعت إلى تأمين الملاحة من خلال تحالف دولي، لكنها واجهت انسحاب الحلفاء وتعرضت سفنها لضربات متكررة، فيما شملت ضربات جوية أمريكية وبريطانية ضد مواقع الحوثيين، لكنها لم تُحقق أي تغيير حقيقي على الأرض، واستمرت الهجمات البحرية من جانب صنعاء، مما أدى إلى فشل واضح في تحقيق الردع.
وأضاف: أن إدارة ترامب أطلقت عملية 'رافر رايدر' في مارس 2025، والتي استمرت ستة أسابيع كاملة. واستخدمت فيها قاذفات B-2 الشبحية النادرة، التي أقلعت من قاعدة دييغو غارسيا، بالإضافة إلى مقاتلات على متن حاملات الطائرات. بعد انتهاء الحملة، أعلن ترامب 'استسلام اليمن'، واعتبر أن القصف الأميركي لم يعد له ضرورة، معلنًا التوصل إلى وقف إطلاق نار بوساطة عمان.
وأشار المقال إلى أن شروط 'الاستسلام' كانت مثيرة للشك بقوله: صنعاء وافقت فقط على عدم مهاجمة السفن الأمريكية، بينما ظل الحصار على البحر الأحمر مستمرًا، واستمر إطلاق الصواريخ على الاحتلال وبذلك، فإن من أعلن نهاية الحرب لم يكن الطرف الذي رفع الراية البيضاء، بل واشنطن نفسها.
وكشف الموقع أن فشل الولايات المتحدة لم يكن فقط بسبب القيادة السياسية، بل بسبب تآكل القدرة العسكرية الأمريكية ذاتها. مشيرًا أن الجيش الأمريكي اضطر في عملية 'رافر رايدر' إلى سحب أنظمة دفاع جوي وذخائر من مناطق مثل المحيط الهادئ من أجل التركيز على اليمن، ما يعكس حجم الاستنزاف. حتى مقاتلات F-35 الشبحية اضطرت لتفادي صواريخ دفاع جوي وأُسقط عدد من طائرات MQ-9 بدون طيار، ومع ذلك، لم تتمكن أمريكا من فرض التفوق الجوي، ما اضطرها إلى الحد من استخدام طائراتها القديمة غير الشبحية، خوفًا من إسقاطها.
ويؤكد التقرير أن الأمر لا يتعلق بجبنٍ أو تردد، بل بعجز هيكلي في تجديد القوة، إذ تعاني واشنطن من نقص في أحواض بناء السفن، والمهندسين، واليد العاملة، والموارد المالية، مع غياب خطة واضحة لتعويض الترسانة التي ورثتها من سباق التسلح في الثمانينيات.
وحذر من أن 'الحرب الجوية'، التي شكلت العمود الفقري لاستراتيجية أمريكا، لم تعد مجدية، حتى ضد قوات في دولة فقيرة ومنهكة. لقد استخدمت واشنطن قاذفاتها الشبحية، وحاملات طائراتها، وذخائرها الأكثر تطورًا، ومع ذلك لم تنتصر، بل أُجبرت على التراجع. وكل هذا يُعطي دلالة صريحة بأن عصر التفوق العسكري الأمريكي في طريقه إلى الزوال، وأنه في البحر الأحمر بدأت أول فصول أفول القوة الإمبراطورية الأمريكية.