اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لقي خمسة شباب مصرعهم، وأصيب آخرون بحالات خطيرة، صباح اليوم الاثنين، في العاصمة اليمنية صنعاء، إثر تسمم حاد بعد تناولهم مشروباً كحولياً مُصنّعاً محلياً بطرق بدائية وغير خاضعة لأي رقابة صحية.
وأفادت مصادر محلية بأن الضحايا جميعهم من سكان حي الحصبة، وأن الحادثة قد أثارت حالة من الذعر والغضب في الأوساط الشبابية والأسرية.
وكشفت تفاصيل الحادثة أن الشباب الضحايا تناولوا المشروب الكحولي، الذي يُعرف محلياً بـ'الخمر البلدي'، في أحد المواقع السرية التي تنتشر في العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تفرض حظراً صارماً على بيع وتناول الكحول.
ووفقاً للمصادر، تم الحصول على المادة السامة عبر وسطاء يعملون في الخفاء، مما يبرز خطورة الشبكات التي تزدهر في ظل هذا الحظر. ففي غياب أي رقابة صحية أو قانونية، تلجأ شبكات التصنيع المحلي إلى استخدام مواد كيميائية خطرة وسامة في عملية التقطير، بهدف زيادة التركيز وتقليل التكاليف.
ويُعد هذا الحادث مثالاً صارخاً على العواقب المميتة لتجارة الكحول العشوائية. فالحظر الشامل لا يمنع الطلب بقدر ما يدفعه نحو السوق السوداء، حيث يصبح المستهلك ضحية لمنتجات مجهولة المصدر، يُصنّع غالباً في منازل مغلقة وباستخدام مكونات مثل الميثانول (الكحول الصناعي)، وهو مادة سامة بشكل مميت حتى بجرعات صغيرة.
شهادة من قلب المأساة
نقلت مصادر مطلعة عن أحد أفراد أسرة أحد الضحايا قوله في اتصال هاتفي: 'تجارة الخمر البلدي تتم عبر حلقات ضيقة جدًا. الشباب لم يشربوا كمية كبيرة، لكن المادة كانت سامة للغاية... استيقظنا على خبر وفاتهم جميعاً'. كلمات تعكس حجم الصدمة والفجيعة التي حلت على الأسر، وتؤكد على أن الكمية الصغيرة من المادة كانت كافية لإنهاء حياتهم.
وعلى الصعيد الصحي، أفادت مصادر طبية من المستشفى الذي نُقل إليه المصابون بأن الحالات وصلت في حالة حرجة للغاية. كانت الأعراض التي عانوا منها شملت فشلاً حاداً في الجهاز التنفسي، واضطرابات خطيرة في البصر والوعي، مما دفع الأطباء إلى إجراء محاولات إسعاف عاجلة.
ورغم الجهود المبذولة، لم تتمكن الفرق الطبية من إنقاذ حياة خمسة من الشباب، الذين فارقوا الحياة متأثرين بتلف حاد في الأعضاء الحيوية. فيما لا تزال حالة بقية المصابين حرجة ويخشى على حياتهم، حيث يعانون من نفس الأعراض السامة ويخضعون للرعاية المركزة.
