اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
ثمة ما هو أعمق من السياسة، وأقسى من الحرب، وأشدّ تمزيقًا من الرصاصة.. إنّه 'الخذلان الجنوبي' حين يُعاد تدويره في مشهد مألوف لم يعد يُدهش العين، ولا يُحرّك في القلب سوى عُقدة المرارة!
الجنوب الذي خُيِّل إلينا أنه نهض ذات يوم من ركام الغياب، ها هو اليوم يُساق إلى غرف الإنعاش من جديد، ولكن ليس على يد خصومه.. بل بأيدي أبنائه!
في كل منعطف، كأن التاريخ يُصاب بعطبٍ في ذاكرته، فيكرّر نفس اللحن الرديء: قيادات تتنازع، نخَبٌ تقتتل على الظل، وشعبٌ مُنهك يصفّق للحالمين، ثم يُدفن تحت أقدامهم حين ينتصرون.
أيّها الجنوب.. يا حلمًا صار له عُشّاق كُثُر ولكن بلا قلبٍ واحد!
متى يصبح اسمك 'وطنًا' لا 'منصةً للظهور'، ورايتك 'أمانةً'، لا 'غنيمةً' يُزايد بها من شاء؟
متى يتوقف البعض عن صناعة المجد على جراحك، والاحتفال فوق أطلالك، ورفع شعارات الانتصار في جنازات الحقيقة؟
الجنوب لا يحتاج مزيدًا من البيانات، بل إلى رجالٍ لا يتقنون الهتاف بل يعرفون كيف يُنجزون الصمت حين يتكلم الفعل، ويُطفئون الحرائق بعرق الوفاء لا بوقود الغرور.
ما أحوجنا اليوم إلى وعيٍ متمرد، يرفض أن يكون أداة في يد المتسلقين، وسوقًا لباعة المواقف، ومنصةً للمهرّجين السياسيين الذين يبدّلون قضاياهم كما يبدّلون صورهم في المهرجانات.
هذه لحظة مفصلية، إما أن نكتب فيها سطر الحقيقة الأخيرة، أو نُسدل الستار على حلمٍ كنّا نحسبه وطنًا، فإذا هو 'إعلان شوقٍ' مؤقت في نشرة أخبار لا أحد يراها!