اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٤
كل جمعة، يتقاطر الملايين على ساحة التظاهرات في اليمن وتحديدا شمال البلاد التي تديرها حركة انصار الله 'الحوثيين'، وهذه المشاركة الغير مسبوقة في تاريخ اليمن سواء كان الطقس مشمسا أو ماطرا ، تكون تلبية لدعوة متجددة يطلقها قائد الحركة عبدالملك الحوثي بشكل اسبوعي وتتعدد عناوينها، فما سر الالتفاف اليمني حول الحوثي؟
خاص – الخبر اليمني:
كان الحوثي حتى العام 2011 ، تاريخ الانتفاضة الشبابية في اليمن، يكاد يذكر بفعل الالة الإعلامية التي كرست لشيطنة الحركة بالتوازي مع قمع عسكري استمر لنحو 10 سنوات، لكنه الان اصبح محط اجماع يمني حتى في مناطق سيطرة خصومه وان تلاشت مظاهر التعبير والتفاعل بفعل عمليات القمع والحظر والاستهداف لكل مؤيدا له.
سطع نجم الحوثي بشكل اكبر في ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر من العام 2014 عندما حمل على عاتقه مسؤولية تصحيح الثورة التي اجهضتها التحالفات السياسية بغية العودة للسلطة وتقاسمها، ومنذ ذلك اتسعت قاعدته الشعبية لتشمل معظم المحافظات اليمنية، وقد اثبت انه الاجدر في إدارة البلاد والاقدر على مواجهة التهديدات اكانت خارجية او داخلية وإعادة تشكيل اليمن في وعي الانسان بصورتها الثقافية والاجتماعية الرفيعة بعد عقود من التدهور بفعل الممارسات التي فرضها النظام السابق واعانته الأنظمة الغربية بهدف غرس قيم قادمة من خلف الحدود.
ازدادت محبة الحوثي في قلوب اليمنيين مع قراره التصدي لعدوان واسع في العام 2015، وارتفع رصيده مع نجاحه بإمكانيات بسيطة إدارة المعركة لصالح اليمن وقلب موازينها لصالح البلد الذي كان الأخير في قائمة الاهتمامات الدولية ..
اليوم وبعد نحو 9 سنوات من الحرب والحصار الإقليمي ، ونحو عامين من المواجهة مع اقوى الدول وأكثرها نفوذا حول العالم، يبرز الحوثي كأخر الحصون المدافعة عن اليمن كأرض وانسان وعن القضايا العربية العادلة ، ليترسخ في اذهان اليمنيين كبطل قومي وقائد من الطراز الرفيع ..
رغم ما وصل اليه الحوثي من مكانة في قلوب العرب واليمنيين، لا يزال خط الدفاع الأول عن قضايا الامة واولها اليمن ، وهاهو اليوم يلقي بكل المكاسب بعيدا ويعرض كل الاتفاقيات للخطر بل وحياته أيضا ليقول لخصوم اليمن المساس بقوت الناس واتلاعب بحياتهم خط احمر ليبقي بذلك القائد الوحيد الذي عرفته اليمن الذي يفتدي نفسه لخدمة المجتمع وحماية مصالحه وبدونه كان يمكن لليمن ان تصبح صومال اخر تخيم عليها الصراعات الاهلية وتتجاذبه المصالح الإقليمية والدولية في وقت يغرق فيه شعبه بالمجاعة وبنهر الفساد مجتمعه.