ناطق محور تعز العسكري يكشف عن العلاقة بين الفرس واليمن تاريخيا

كريتر سكاي: خاص

تحدث الناطق العسكري بإسم محور تعز العقيد عبدالباسط البحر عن العلاقة بين الفرس واليمن تاريخياً

وقال البحر في منشور عبر حائط صفحته الرسمية بموقع فيسبوك رصده محرر موقع كريتر سكاي كما هو دون أي اضافة او تعديل عليه:

*العلاقة بين الفرس واليمن تاريخيا*

*✒️عقيد. عبدالباسط البحر*

*الخميس 23 / 12 / 2021م.*

أثار مصرع الهالك ( حسن ايرلو) ضابط الحرس الثوري الايراني في صنعاء مؤخرا، وترجيح مصرعه في الأعمال العسكرية التي تنخرط فيها ايران بشكل مباشر مع الحوثيين ضد اليمنيين في مأرب واليمن عموما، أثار الجدل حول الصراع اليمني الفارسي عبر التاريخ، والاطماع الفارسية في اليمن والجزيرة العربية منذ القدم.

ولعل أبرز ما يطالعنا في هذا المجال، هو قصة استعانة ملك اليمن سيف بن ذي يزن الحميري بالفرس في قتاله للاحتلال الحبشي لبلاده، وأن ملك الفرس لم يجبه بداية ثم عدل عن رأيه بمشورة مقربيه أن يرسل معه شذاذ الآفاق وقطاع الطرق واللصوص والمجرمين والمحكوم عليهم، فإن هلكوا فهو المراد، وإن ملكوا فقد توسعوا في أملاك إمبراطورية فارس، وبرغم أهمية الحدث إلا أنه لا يوجد أي وثائق تاريخية أو نقوش تتحدث عن استعانة اليمنيين بالفرس؛ لإخراج الاحباش من اليمن إلا روايات وأخبار تم تناقلها ودونها الطبري والمسعودي.

وكيف ما كان الأمر فالحقيقة لا تضيع، فقد تم اغتيال قائد الثورة اليمنية ضد الاحباش سيف بن ذي يزن الحميري عن طريق الفرس، هذه هي الحقيقة التاريخية الثابتة وصار الحكم للفرس في اليمن، أي أنه كان المستفيد من مقتل سيف بن ذي يزن هم الفرس حصرا.

وقام الفرس بعد ذلك بتصفية كثير من اقيال اليمن حتى جاء عهد حكم ( باذان ).

وقبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم اندلعت ثورات اقيال القبائل الحميرية ضد الفرس؛ وهنا نضع سؤال:

الفرس دخلوا اليمن بدعوة من أبرز اقيال الأسر الحميرية كما يروى وهم حلفاء لهم !.

اذن فلماذا ثارت القبائل الحميرية عليهم؟؟!

وبقيادة أبرز أقيال حمير ومذحج وبني الحارث وخولان وهم ذو الكلاع الحميري، والنعمان بن عبدكلال الحميري، وعمرو بن معد كرب الزبيدي، وعنبسة بن زيد الخولاني، والحصن بن يزيد الحارثي، وزيد بن عبد المدان، وهذه الثورة جعلت الفرس بقيادة باذان يتحالفون مع قبيلة همدان بقسميها حاشد وبكيل وكتبوا عهدا بذلك؛، أنا عن نفسي أشك بصحة نصوصه،، و لكن قد يكون حدث تحالف استغل فيه الفرس الخلاف التاريخي القديم الحاصل بين همدان وبكيل من جهة والقبائل الحميرية من جهة اخرى..

كان نتيجة هذه الثورة أن تم حصر نفوذ الفرس بقيادة باذان في صنعاء وفي عدن وبعض المدن الرئيسية فقط ..

ويبدو من الاحداث التاريخية أن قلوب اليمنيين لم تكن راضية عن الفرس ومن تحالف معهم؛ حتى بعد اسلام اليمنيين وباذان معهم، ويدل على ذلك المعارك التى حدثت في صدر الاسلام.

فعندما تمرد عبهلة العنسي في السنة ١٠ للهجرة، من بلدة خب في الجوف كان من ضمن شعارته التي رفعها، أنه ضد الفرس وانضم إليه قيس بن مكشوح المرادي وعمرو بن معدي كرب الزبيدي، وبعد مقتل العنسي تزعم الثورة والتمرد قيس بن مكشوح والاشعث بن قيس الكندي صهر الخليفة ابوبكر الصديق رضي الله عنه، وزوج أخته عاتكة أم فروة سنة ١١ هجرية، وكان يهدف قيس والزبيدي إلى ابادة الابناء من الفرس وتطهير اليمن والجزيرة منهم، لأن الابناء خونة بنظرهم، ووقفوا إلى جانب همدان في معركة الرزام التي كانت نتيجتها مقتل الكثير من قبيلة مراد، وتم اخراج مراد من الجوف إلى منطقة الجوبة مساكنها الحالية، وقاد ذو الكلاع قومه، وهزم قيس بن مكشوح والزبيدي والكندي وسلموا أنفسهم لمبعوث أبوبكر الصديق رضي الله عنه.

ونتج عن حركة العنسي وقيس بن مكشوح، إضعاف مركز الفرس في اليمن، فلم يتم توليتهم بعد هذه التمرادات إلا في عهد معاوية بن ابي سفيان ويتضح من الروايات التاريخية أن الفرس كانوا قساة في تعاملهم مع اليمنيين ..

وكان لقيس بن مكشوح المرادي وعمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي وذوالكلاع الحميري والاشعث بن قيس الكندي وقبائلهم دور بارز في معركة القادسية ومعركة نهاوند اللتان اطاحتا بعرش كسرى ودولته، وكانت نهاوند، آخر معقل لجأ إليه كسرى يزدجرد الثالث آخر ملوك فارس، وتم تقسيم كنوز كسرى والارض العربية التي كان يسيطر عليها الفرس في العراق على اولئك القادة وقبائلهم، ولذا نلحظ أن قلوب الفرس تكاد تتميز من الغيظ من اليمنيين خصوصا ومن العرب بشكل عام ...

وهاهم يحملون احقادهم التاريخية ضد اليمنيين والعرب، ورغبتهم المحمومة بالانتقام منهم، ويعملون بكل خبث ومكر ودهاء على إشعال الحروب الطائفية، وتغذية الانقسامات والصراعات البينية في كل البلاد العربية إلى اليوم .

وسيحسم اليمنيون جميعا والعرب معهم أمرهم، ومعركتهم الكبرى مع الفرس ( ايران ) قريبا باذن الله تعالى، وبشكل حاسم وحازم يليق بهم وبتاريخهم وحضارتهم .