اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
أظهرت استطلاعات رأي في إسرائيل أن شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو التي ارتفعت خلال الحرب مع إيران، أخذت بالتراجع مجددا مع عودة الحرب في غزة الى الصدارة، وتزايد الضغوط من أجل إنهائها وإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع.
وكان نتانياهو قد أعلن تحقيق 'النصر' على طهران عقب الحرب التي بدأتها إسرائيل بهجوم مباغت على مواقع عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية، وانتهت بعد 12 يوما باتفاق لوقف إطلاق النار أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تدخلت بلاده في المواجهة عبر قصف منشآت نووية في إيران.
وكتب أستاذ العلوم السياسية أساف ميداني في مقال بصحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية الأحد 'لقد استيقظ العالم على فجر جديد تُحترم فيه الهدنة بين إيران وإسرائيل، وستعود إيران إلى طاولة المفاوضات'.
أضاف 'هذا يُعد انتصارا لكل من ترامب ونتانياهو'، لكنه استدرك قائلا 'إلى جانب ذلك، سيتعين على نتانياهو أن يفسّر سلسلة من الإخفاقات، وعلى رأسها الفشل في إنهاء الحرب في غزة' التي بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكتب ميداني 'رغم أن حماس أُضعفت، إلا أنها لم تُدمَّر، وتحولت +السيوف الحديدية+ (الاسم الذي أطلقته إسرائيل على ردها العسكري) إلى حرب استنزاف'.
وزاد الاتفاق مع إيران من الضغط الداخلي والدبلوماسي على نتانياهو لإنهاء الحرب في غزة أيضا، حيث تقول الدولة العبرية إن أهدافها تشمل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم العام 2023.
وأظهر استطلاع للرأي نُشر غداة وقف إطلاق النار مع إيران في 24 حزيران/يونيو، ارتفاع نسبة تأييد نتانياهو، لكن 52% من المشاركين أكدوا أنهم لا يزالون يرغبون في تنحّيه عن المنصب، مقارنة بـ24% فقط يرون أنه يجب أن يبقى في السلطة.
كما أظهر استطلاع أجرته هيئة البث العامة 'كان 11' أن نحو ثلثي المشاركين يدعمون إنهاء الحرب في غزة، بينما يؤيد 22% فقط مواصلتها.
- ضغط سياسي -
وتجمّع آلاف الأشخاص في تل أبيب مساء السبت للمطالبة بإبرام صفقة لوقف إطلاق النار تتيح إعادة الرهائن.
وخاطبت ليري ألباغ التي كانت محتجزة في القطاع وأُفرج عنها في كانون الثاني/يناير بموجب هدنة سابقة، الحشد قائلة 'أناشد رئيس الوزراء نتانياهو والرئيس ترامب: لقد اتخذتما قرارات شجاعة بخصوص إيران. الآن اتخذا القرار الشجاع لإنهاء الحرب في غزة وإعادة المختطفين إلى منازلهم'.
وكتب ترامب السبت على منصته 'تروث سوشال' إن 'نتانياهو يتفاوض على صفقة مع حماس تتضمن إطلاق سراح المختطفين'. والأحد أضاف 'أبرموا الصفقة في غزة. أعيدوا الرهائن فورا!!!'.
وقال نتانياهو الأحد إن الحرب مع إيران وفّرت 'فرصا' للإفراج عن الرهائن.
في الموازاة، يتصاعد الضغط من خصوم نتانياهو السياسيين، وصولا الى حد الدعوة لاستقالته رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ الدولة العبرية.
وقال سلفه نفتالي بينيت في مقابلة مع القناة 12 السبت 'في ظل عجز الحكومة عن اتخاذ القرارات، وحالة الجمود الرهيبة والارتباك السياسي، أقترح الآن اتفاقا شاملا يتضمن الإفراج عن جميع المخطوفين'. وأضاف 'يجب على نتانياهو أن يتنحى. لقد ظل في السلطة لمدة 20 عاما وهذا أكثر من كافٍ... الشعب يريد التغيير، يريد السلام'.
ويتوقع أن يخوض بينيت المعترك السياسي مرة أخرى في الانتخابات المقبلة المقررة في أواخر عام 2026.
- 'الإخفاقات' -
وأقرّ جيل ديكمان، أحد الوجوه البارزة في التحركات المطالبة بالإفراج عن الرهائن، بأن 'العملية في إيران كانت ناجحة'.
وكانت ابنة عم ديكمان، كرمل غات، قد قُتلت أثناء احتجازها في غزة، وأُعيد جثمانها في أواخر آب/أغسطس 2024.
ويرى ديكمان أن نتانياهو 'فشل في جعل الناس ينسون مسؤوليته' عما يعتبره 'إخفاقات' خلال هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قتل فيها 56500 شخص في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وقال ديكمان 'لن تُنسى إخفاقاته الرهيبة وتخليه عن الأسرى'، وإن أعرب عن 'تفاؤل حذر' لوجود 'فرصة حقيقية لإنهاء الحرب' بناء على تصريحات ترامب. وأضاف لفرانس برس 'لم نتمكن من إنقاذ ابنة عمي، لكن لا يزال بإمكاننا إنقاذ من هم أحياء في غزة'.