اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
أعادت التطورات الأمنية الخطيرة في محافظة المهرة إلى الواجهة معادلة التحالفات المشبوهة التي تتشكل في الظل ضد الجنوب وقضيته شعبه العادلة.
ففي أعقاب اعتقال القيادي الحوثي المدعو محمد أحمد الزايدي في منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عُمان، وما تبعه من هجوم مسلح استهدف قوات محور الغيضة بهدف تهريبه، انكشف الغطاء عن التنسيق غير المعلن بين مليشيا الحوثي ومليشيا الإخوان.
تجلى هذا التنسيق بوضوح في العبور السلس لعناصر حوثية إلى المهرة دون اعتراض من مليشيا الإخوان، رغم سيطرتها المفترضة على بعض الممرات.
ولا يمكن أن يكون هناك أي تحرك حوثي قادمًا من مناطق اليمن إلى عمق محافظة المهرة دون أن يواجه أي عرقلة إخوانية إذا ما كانت هناك حقًا حالة عداء بين الطرفين كما تروج لها وسائل الإعلام التابعة لكليهما.
لكن ما حدث يؤكد أن هناك غض طرف متعمد وتسهيلات متبادلة، تكشف أن الخلافات بين الحوثيين والإخوان من وحي الخيال، وأنهما ينسقان تحركاتهما لمواجهة الجنوب وقضية شعبه.
لم يكن الدور الميداني فقط هو ما فضح هذا التنسيق، بل إن الغطاء الإعلامي المساند للهجوم الحوثي، والمتمثل في التناول المنحاز من قنوات إخوانية.
هذا التناول أظهر حجم التواطؤ الذي تتعامل به الأبواق الإخوانية مع تحركات الحوثيين، ما يعكس تقاطع المصالح السياسية والإعلامية بين المليشيات، في حرب مشتركة ضد الجنوب وحقه في استعادة دولته وهويته.
ما يحدث في المهرة يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك تحالفًا خفيًا بين مليشيا الحوثي ومليشيا الإخوان، تحالف بات يتجاوز مرحلة التنسيق غير المباشر إلى تنفيذ عمليات ميدانية مشتركة، أو على الأقل بغطاء متبادل.
فالعدوان على القوات الجنوبية، وتحديدًا في محافظة المهرة، لا يخدم سوى أجندة واحدة وهو إضعاف الجنوب وتمزيق جبهته الداخلية وتعطيل مشروع التحرير والاستقلال.
رغم هذه التحديات المعقدة، فإن الجنوب اليوم، يدرك جيدًا خطورة هذا التحالف المشبوه بين الحوثيين والإخوان، ويتعامل معه بوعي ويقظة ومسؤولية.
فما جرى في المهرة يُعد جرس إنذار جديد، يؤكد ضرورة تعزيز الحضور الجنوبي في كل الجبهات، لا سيما المناطق الحدودية والاستراتيجية.