اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
بين التهويل المطلق والتخفيف المستهتر، ما حدث في محافظات الشرق هو هزّة استثنائية لكل القوى اليمنية لا تُوازيها هزّة سابقة منذ سبتمبر 2014.
من شأن هذه الهزّة التي خضت أركان ما تبقي من الجمهورية اليمنية في الميدان وفي وعي الناس أن تدفع القادة إلى مخاطبة القوى والتشكيلات العسكرية التي تحت إمرتهم من أجل لملمة الصفوف وحث الهمم وامتصاص الصدمة.
هكذا فعل العرادة في خطابٍ محكم يخاطب ليس مأرب فقط بل عموم الجمهورية ويعيد رسم البوصلة ويعيد الثقة بالخطاب السياسي الرسمي، ومثله فعل طارق صالح.
وتحدّث البحسني أيضاً بصوتٍ منهك كأنها زفرات الموت، لكنه اقتصر في حديثه على الشأن الحضرمي.
وحده الرئيس العليمي لم يخاطب اليمنيين صوتاً وصورة.
أيّاً يكن الأمر، فإن شأن اليمن في قبضة القوى الإقليمية، وهي التي تستطيع إطلاق أو تكبيل القوى المحلية. هذا مجرّد توصيف لما هو ملموس إلى درجة أن الوحدة أو الانفصال لا يخرجان عن المزاج الإقليمي أكثر من ارتباطهما بإرادة اليمنيين، طالما افتقروا إلى الكتلة الحرجة القادرة على التعبير عن إرادة محلية وطنية.
وبالطبع، أمام حالة الشتات والتشظّي، فلا دلالة مشتركة لكلمة 'وطني'. فلكلٍّ وطنُه.
نصر مسلح في معركة لم تتم وأمام محتل متخيل. جرى الاستيلاء على المؤسسات والوحدات العسكرية بقوة جائت من خارج حضرموت. هذا الحدث سيشرخ الضمير الحضرمي ويتسبب بوجع الذاكرة الجمعية الحضرمية.
ستتغير خارطة السيطرة قلبلاً لكنها لن تغير الواقع السياسي في المدى القصير في منطقة اختطت لها مشروعاً سياسياً مفترقاً. حالة التعبئة وصلت إلى مستوى الإشباع. وحده الياس هو القادر على التنسيب وضم اعدا غفيرة وبالطبع يفعل مثله الفقر.
لعله نصر يعالج نفسية منكسرة بنصر قبيح حدث في 1994. وقد يعود العقل السياسي بعدها.
ألم يقل البردوني:
وأقبح النصر نصر الأقوياء بلا
فهم سوى فهم كم باعوا وكم كسبوا
هذا الانتظار الطويل في تأجيل المعركة مع الحوثي يعني أن يغرق اليمنيون ومعهم القوى الاقليمية في رمال اليمن .













































