×



klyoum.com
yemen
اليمن  ٢٢ تموز ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
yemen
اليمن  ٢٢ تموز ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار اليمن

»ثقافة وفن» شبكة الأمة برس»

لخالد خليفة : مرثية الذات المتصدعة في رواية «سمك ميت يتنفس قشور الليمون»

شبكة الأمة برس
times

نشر بتاريخ:  السبت ١٩ تموز ٢٠٢٥ - ١٩:١٤

لخالد خليفة : مرثية الذات المتصدعة في رواية سمك ميت يتنفس قشور الليمون

لخالد خليفة : مرثية الذات المتصدعة في رواية «سمك ميت يتنفس قشور الليمون»

اخبار اليمن

موقع كل يوم -

شبكة الأمة برس


نشر بتاريخ:  ١٩ تموز ٢٠٢٥ 

مروان ياسين الدليمي*

رواية «سمك ميت يتنفس قشور الليمون» التي صدرت في سبتمبر/أيلول 2024 عن دار هاشيت انطوان، هي آخر عمل سردي للروائي السوري خالد خليفة، الذي رحل في 30 سبتمبر 2023، ولم ينل المؤلف فرصة الاحتفاء بها لأنها نشرت بعد وفاته. الرواية ترتكز على التجربة الفردية ضمن مجتمع مأزوم. حيث تظهر سوريا كمكان مشحون بالعنف والخراب، يتجلى فيه: الانهيار، الفقد، هشاشة الهوية، والتفكك العائلي والجنسي والسياسي. والمتابع لنتاج خليفة يلاحظ عليه أن لغته السردية عالية الشعرية، تتسم بالتوتر العاطفي، وامتزاجها بالسرد الواقعي، ما يمنح نتاجه بعدا تأمليا وفنيا. بالشكل الذي يفتح أمام السرد فضاء حيويا للتعبير عن التوترات النفسية للشخصيات. والرواية توزعت على أربعة فصول رئيسية، يسرد كل منها صوت مختلف (سام، منال، ماريانا، موسى)، ليتيح لنا المؤلف فرصة أن نرى بنية العلاقات والشخوص والأحداث من زوايا متعددة، في شكل تقني هو أقرب إلى الرواية البوليفونية. ويُمكن القول إننا أمام نصٍ يجمع بين الزمن السردي غير الخطي والرمزية وتعدد الأصوات الساردة. يأتي اختيار خليفة لهذا الشكل في التناول السردي، سعيا منه لتعزيز رؤيته النقدية للواقع السوري، التي طبعت مجمل رواياته التي سبقت هذا العمل.

العنوان: مفتاح للقراءة

هذا العمل يبدو مرآة للذاكرة السورية الممزقة، وصرخة جمالية في وجه النسيان والموت البطيء. ووفقا لمفهوم «العتبات» عند جيرار جينيت، فإن العنوان الرمزي «سمك ميت يتنفس قشور الليمون» يخلق حالة من التوقّع المربك، ما يدفع القارئ للبحث عن المعنى الكامن فيه طوال القراءة. ومن خلال العنوان، يضعنا خليفة في قلب المعادلة: كيف نعيش في وطنٍ يسرق منا الحياة، ثم يُطالبنا بأن نتنفس القشور. يتميز العنوان بطابعه الاستعاري المكثّف، فهو يوحي منذ الوهلة الأولى بنص مفعم بالرمزية والانكسار الوجودي. والعنوان يمكن قراءته على مستويات متعددة: لغويا، رمزيا، ونفسيا، ما يجعله مفتاحا تأويليا أساسيا لفهم الرواية. فالسمك الميت رمز معروف في الأدب على الوجود الفارغ، أو الحياة الخالية من الجوهر. وفي هذه الرواية، يُشير إلى حالة الركود، والانكسار والانطفاء الداخلي، طالما تعيش الشخصيات تحت وطأة مشاعر الإحباط، والخسارات، والهوية المتآكلة.

لكن الأهم أن هذا «السمك» ما يزال «يتنفس»، أي أن الموت هنا ليس عضويا، بل معنويا، ما يحيل إلى حالة «النجاة المؤجلة» أو «الوجود في اللاوجود»، وهو توصيف دقيق للواقع النفسي والسياسي في سوريا المعاصرة كما تصوره الرواية.

وقشور الليمون، ما هو فاسد أو غير صالح للأكل، الجزء المتروك، تصبح في العنوان «هواء»، أي أن شخصيات الرواية تتنفس الفائض، المُهمّش، البقايا.

التنفس هنا لا يمنح الحياة، بل هو فعل شاق، خانق، يجعل الحياة أقرب إلى العذاب منها إلى البقاء الحقيقي. الليمون أيضا يُرتبط عادة بالمرارة واللسع، ما يزيد من الإيحاء بأن «التنفس» نفسه مؤلم.

رمزية العنوان: تعليق ساخر على الواقع

العنوان في مجمله يُبنى على تناقض داخلي: كيف يمكن لسمك ميت أن يتنفس؟ ولماذا قشور الليمون بالتحديد؟ هذا التضاد يُعزز الشعور بالعبث واللاجدوى الذي يسود الرواية: شخصيات عاجزة عن الخروج من واقعها، محاصرة بأقدارها، تتحرك في دوائر مغلقة من الماضي والذنب والفقد. وبالتالي، يُصبح العنوان مجازا لواقع عربي (سوري خصوصا) خانق، لا يُتيح الحياة الكريمة، لكنه لا يمنح الموت الكامل أيضا.

في السياق السوري، قد يُقرأ العنوان كتعليق على الواقع الاجتماعي والسياسي المسدود: السمك قد يرمز إلى الموت إلى القمع أو الخسارة العامة. قشور الليمون إلى الوعود الزائفة، والنجاة الفارغة التي تُمنَح مقابل خنوع طويل.

الشخصيات في الرواية (مثل سام، منال، موسى، وماريانا) تتنفس هذا الهواء المسموم الذي لا يقتل، لكنه لا يُنعش. هم «أحياء ميتون»، وهي مفارقة وجودية تتجلى ببلاغة في العنوان. والعنوان ليس فقط مدخلا شعريا للنص، بل هو تجريد مكثّف لكل ما تحاول الرواية قوله: عن الفقد، عن الحياة التي أصبحت عبئا، عن واقع خانق لا يُتيح الموت ولا يمنح الحياة، عن شخصيات تمارس الوجود رغم يقينها الداخلي بالفناء. بالتالي هو عنوان يحمل الرواية كلها داخله، بصريا ونفسيا وسياسيا، ويُجسد جوهر رؤية خالد خليفة للسرد كفعل مقاومة في وجه العبث. وهذه المهمة النقدية المضادة للواقع، كانت في مقدمة ما يشتغل عليه خليفة في أعماله.

كسر الخطية الزمنية

تتسم الرواية بتقنية السرد غير الخطّي، حيث يتم تقديم الأحداث من خلال أربعة فصول، كل منها يُروى من منظور شخصية مختلفة: سام، ماريانا، موسى، ومنال. هذا التقديم المتقطع والمتداخل يُمكّن القارئ من إعادة بناء الزمن الروائي بشكل غير تقليدي، ما يخلق إحساسا بالضياع والتمزق الزمني، وهو ما يتماشى مع مفهوم جينت عن «الزمن السردي» الذي لا يتبع تسلسلا منطقيا. خليفة في هذه الرواية يُفكك الزمن بشكلٍ واضح، فالأحداث لا تسير وفق ترتيبها الزمني، بل تُروى بطريقة الاسترجاع والاستباق، ما يُتيح تكوين صورة شاملة عن الشخصيات من خلال ماضيها وانعكاسه على حاضرها. هذا يُفضي إلى نوع من التشظي الزمني يعكس بدوره التشظي النفسي والمعيشي الذي تمر به الشخصيات.

تلعب الرواية على تكرار بعض الأحداث، مثل الانفصال، الفقد، صراع الهوية، القلق من الانهيار، ولكن في كل مرة من منظور مختلف، ما يُحقق ما يسمّيه جينيت بـ»التكرار السردي المتنوع»، حيث يتم إثراء الحدث لا بإعادة سرده فقط، بل بإعادة تفسيره وتلوينه بشخصية السارد وانحيازاته النفسية، ما يُضفي عمقا ويطرح تساؤلات حول «الحقيقة الموضوعية». الرواية تتناوب بين الرؤية من الداخل، حيث يدخل السارد إلى وعي الشخصية، والرؤية من الخارج أحيانا، ما يعكس تقنيات متعددة للتركيز. «سام» يرى العالم كمنفى داخلي، مهزوم وحائر. «منال» ترى الأمور من زاوية نسوية حزينة، قاسية أحيانا، عاطفية في أحيان أخرى. «ماريانا»، مسيحية في بيئة يغلب عليها الطابع العلوي والسني، تمثّل زاوية النظر «الهامشية»، والمُراقِبة لما يحدث دون أن تكون فاعلة فيه دائما.

الوظيفة الميتاسردية

يُشير جينيت إلى أن بعض النصوص تملك وعيا بذاتها وتعلّق على طبيعتها كـ»نصوص»، وهذا ما نجده في الرواية عند إشاراتها المتكررة إلى الكتابة، الفقد، والتاريخ، وكأن الشخصيات تُدرك أنها تعيش داخل قصة عبثية تبحث فيها عن معنى. هنا، تتحول الرواية إلى تأمل في دور السرد ذاته في «علاج الندوب الجماعية» السورية، وكأن الكاتب يطرح: هل يمكن للأدب أن يُنقذنا أو على الأقل أن يُخلّد ذاكرتنا المنهكة؟

يُقدّم خليفة في روايته تعددا في الأصوات السردية، حيث يُعبّر كل راوٍ عن رؤيته الخاصة للعالم والأحداث. هذا التعدد يُساهم في بناء صورة مركّبة للواقع، ويُظهر التباين في وجهات النظر والتجارب الشخصية. من خلال هذا التعدد، يُمكن للقارئ أن يتعرف على التوترات الداخلية لكل شخصية، مما يُثري الفهم العام للنص. أما عن المكان فتُعتبر مدينة اللاذقية في الرواية أكثر من مجرد خلفية جغرافية؛ فهي تمثل رمزا للواقع السوري المعاصر، بما تحمله من تناقضات وتغيرات اجتماعية وسياسية. من خلال وصف خليفة للمدينة، يُمكن ملاحظة تأثير الأحداث السياسية على الحياة اليومية للسكان، ما يُضفي بُعدا رمزيا على المكان ويُعزز من عمق الرواية.

تواطؤ السارد وبنية الحكاية

ينخرط خالد خليفة في بناء سردي يتجاوز البنية التقليدية للرواية الواقعية، متكئا على زمن حكائي مضغوط، تنفجر داخله طبقات متعددة من الزمن السردي، تتشابك لتنتج أثرا فنيا لا يُقرأ وفق خطية أفقية، بل يتطلّب تموضعا عموديا في النص. ما يبدو على السطح سردا عن موت أو انهيار، يكشف في عمقه عن تواطؤ ضمني بين السارد وبنية الحكاية، حيث تصبح اللغة أداة للكشف لا للوصف.

خصوصية النص تتبدى من خلال انزياحه عن مركز الواقعية المألوفة نحو ما يمكن تسميته بـالواقعية الرمزية، فالعنوان ذاته يحيل إلى صورة استعارية كثيفة تستبطن تناصا مع خطاب الموت واللذة، وهو تناص لا يُصرّح به بقدر ما يُبنى عليه المعمار الدلالي للنص. «السمك الميت» هنا ليس شخصية، بل «جسد سردي» مشحون بدوالّ مفتوحة، تتنفس داخل شبكة سردية تُحاكي فقدان المعنى في مجتمع مكبوت.

أما عن صوت السارد، فهو يتماهى مع المنظور الداخلي للشخصيات، دون أن يتخلى عن وعي فوقي بالكتابة ذاتها، ما يشي بما يسميه جينيت بـ»الاستبصار السردي الذاتي «هذه الميتاسردية لا تظهر كخطاب نظري، بل كموقف سردي متخفٍ، يعيد تشكيل العلاقة بين الذات، اللغة، والواقع عبر إيقاع لغوي يزاوج بين التوتر والسكينة.

بذلك، تتجاوز الرواية حدّ «الحكاية عن شيء»، لتغدو أداء شعريا للسرد نفسه، يُقارب الانهيار لا كمحتوى فحسب، بل كبنية نصية تحاكي الانهيار بلُغتها، ببُناها الزمنية، وبتقطيعها المقصود لتيار الإدراك.

إن «سمك ميت يتنفس قشور الليمون» نص سردي مركّب يعيد تشكيل العالم من خلال تقنيات سرد معقّدة: تلاعب زمني، تعدد صوتي، رمزية خانقة، رؤية داخلية كاشفة، نص داخل نص. الرواية بمثابة قناع سردي لحقيقة أكبر: الخوف السوري، الانهيار الشخصي، واستحالة الخلاص الجماعي في ظل بقاء الماضي مستمرا في احتلال الحاضر.

عُرف خليفة بكتاباته الجريئة حول الذاكرة السورية الفردية والجماعية، ويشكّل حضوره في المشهد السردي أحد أبرز الأصوات الروائية التي التزمت برصد ما هو مسكوت عنه في المجتمع، دون الوقوع في التقريرية أو الخطابية. وهذه الرواية تأتي في سياق تعبيري سوداوي، تختلط فيه الحميمية الشخصية بالكارثة العامة، وتتمازج فيه السخرية مع شعور عميق بالعجز، ما يجعل النص عملا يُلامس حدود الفلسفة والوجود والذاكرة.

ولد خليفة في مدينة حلب عام 1964، وبرز كأحد أهم الأصوات الروائية في سوريا والعالم العربي منذ تسعينيات القرن الماضي. نظرا لما امتلكه من جرأة في الرصد من أبرز أعماله: «مديح الكراهية» (2006) ترشّحت للبوكر العربية، ومُنعت في سوريا. «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» (2013). «الموت عمل شاق «(2016).

*كاتب عراقي

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار اليمن:

فلسطين تدعو الجامعة العربية لاجتماع عربي طارئ لوقف مجاعة غزة

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
3

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2090 days old | 460,291 Yemen News Articles | 15,599 Articles in Jul 2025 | 50 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 9 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل