اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٤ أب ٢٠٢٥
يعتقد الكثيرون أن فقدان الذاكرة وتراجع القدرات الإدراكية أمر لا مفر منه مع التقدم في العمر، لكن دراسات حديثة أثبتت أن بعض كبار السن يتمتعون بذاكرة قوية وقدرات عقلية متميزة تقارن بمن هم أصغر منهم بثلاثة عقود.
من هم 'المسنون الخارقون'؟
يشير مصطلح 'المسنون الخارقون' إلى الأشخاص الذين تجاوزوا عمر 80 عامًا ويظهرون أداءً ذاكراتيًا متميزًا يضاهي الأشخاص في عمر 50 عامًا أو أقل. هذا الأداء الاستثنائي دفع الباحثين إلى دراسة أدمغتهم لفهم ما يجعلهم يحتفظون بمرونة عقلية كبيرة رغم تقدمهم في السن.
تفاصيل الدراسة وتحليل الأدمغة
حلل فريق بحثي أدمغة 79 شخصًا من كبار السن تم التبرع بها، ووجدوا فروقات كبيرة بين أدمغة 'المسنين الخارقين' وأولئك الذين يعانون من تراجع إدراكي طبيعي. في بعض الأدمغة، تراكمت بروتينات مثل الأميلويد والتاو التي ترتبط بمرض الزهايمر، بينما أدمغة أخرى كانت خالية من هذه البروتينات أو تحتوي عليها رغم الأداء الإدراكي القوي لأصحابها.
هذا يشير إلى وجود مسارات بيولوجية مختلفة للشيخوخة: بعضها مقاوم للتدهور، والآخر يعتمد على مرونة الدماغ في التكيف مع التغيرات.
السمات الدماغية والسلوكية لكبار السن الأصحاء
وجد الباحثون أن أدمغة كبار السن الذين يحافظون على ذاكرة قوية لا تظهر ترققًا في قشرة الدماغ الخارجية، وهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات وتنظيم العواطف. كما اكتشفوا زيادة في خلايا فون إيكونومو العصبية وخلايا أنتورينالية عصبية، المرتبطة بالذاكرة والسلوك الاجتماعي.
من ناحية أخرى، تميز كبار السن الأصحاء بأنهم اجتماعيون للغاية ويحتفظون بعلاقات شخصية قوية، ما يعزز صحتهم الذهنية.
نصائح للحفاظ على الذاكرة مع التقدم في العمر
تشدد الدراسة على أهمية اتباع نمط حياة صحي للحفاظ على صحة الدماغ، وتشير إلى أن 'ما هو جيد للقلب هو جيد للدماغ'.
تناول غذاء متوازن وصحي
الحصول على نوم كافٍ ومنتظم
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
الحفاظ على التواصل الاجتماعي والعلاقات القوية
علاج الأمراض المزمنة والابتعاد عن التدخين والمواد الضارة
هذه الإجراءات تساعد في تقليل عوامل الخطر المرتبطة بتدهور الإدراك مع التقدم في السن، رغم أنها لا تضمن القضاء التام على المشكلات.
تُظهر الأبحاث أن فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر ليس حتميًا، وهناك كبار سن يتمتعون بذاكرة فائقة وقدرة على التفكير بمرونة. الحفاظ على نمط حياة صحي وبيئة اجتماعية داعمة يلعب دورًا كبيرًا في دعم الصحة الإدراكية ورفاهية العقل حتى في مراحل الشيخوخة.
