اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
دمشق- بدأت القوات السورية بالانتشار في السويداء في جنوب البلاد الاثنين 14 يوليو 2025، مع تواصل الاشتباكات الدامية بين مقاتلين دروز وعشائر من البدو موقعة 50 قتيلا بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم ستة من القوات السورية.
وتعيد هذه الاشتباكات الدامية التي بدأت الأحد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي لا تزال تواجهها السلطات الانتقالية في سوريا منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، لناحية بسط الأمن.
وسبق أن وقعت أحداث دامية في الساحل السوري في آذار/مارس، واشتباكات قرب دمشق بين مقاتلين دروز وقوات الأمن في نيسان/ابريل.
ولا تزال الاشتباكات متواصلة في بعض القرى في ريف محافظة السويداء الغربي الأحد بحسب ما ذكر المرصد ومنصة السويداء 24 المحلية.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 50 قتيلا في الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في مدينة السويداء ومناطق في ريف المحافظة، وهم 34 من الدروز، بينهم طفلان، و10 من البدو، بالإضافة إلى ستة قتلى من القوات السورية.
وأفاد مصدر في وزارة الدفاع لقناة الإخبارية السورية الرسمية عن مقتل ستّة من القوات السورية 'خلال عمليات فض الاشتباك في السويداء'.
وإثر الاشتباكات، أعلنت وزارة الدفاع أنها باشرت 'بالتنسيق مع وزارة الداخلية، نشر وحداتنا العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم'.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، انطلقت 'شرارة الاشتباكات السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحي البدو الذين وضعوا حواجز على طريق السويداء - دمشق، ليتحوّل بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة بين الطرفين'.
وقالت منصة السويداء 24 المحلية في وقت لاحق إنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.
لكن المرصد أشار إلى أن هذه الاضطرابات الأخيرة تعود إلى 'توتّر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في نيسان/ابريل' بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، وشارك فيها إلى جانب قوات الأمن مسلحون من عشائر البدو السنية في المحافظة.
-'فرض الأمن'-
وأسفرت أعمال العنف التي اندلعت في نيسان/ابريل عن مقتل 119 شخصا على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن. وإثر هذه الاشتباكات، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.
ومنذ أيار/مايو، يتولّى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من عشائر البدو السنة.
واعتبرت وزارة الدفاع في بيانها الأحد أن 'الفراغ المؤسساتي الذي رافق اندلاع هذه الاشتباكات ساهم في تفاقم مناخ الفوضى وانعدام القدرة على التدخل من قبل المؤسسات الرسمية الأمنية أو العسكرية، مما أعاق جهود التهدئة وضبط النفس'.
من جهته، كتب وزير الداخلية أنس خطاب على موقع 'إكس' أن 'غياب مؤسسات الدولة، وخصوصا العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة'، معتبرا أن 'لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها'.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت في وقت سابق أنها ستبدأ بنشر قواتها بالتنسيق مع وزارة الدفاع. واشارت الوزارة في بيانها إلى أن هذه الاشتباكات وقعت 'على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة'.
-توتر متكرر-
وفي أعقاب الاشتباكات، دعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى 'ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار' مضيفا 'نثمن الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين'.
ودعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء وحضّت سلطات دمشق على التدخل.
وبعد توليها الحكم، حضّ المجتمع الدولي والموفدون الغربيون الذين زاروا دمشق السلطة ذات التوجه الإسلامي على حماية الأقليات وضمان مشاركتهم في إدارة المرحلة الانتقالية، وسط هواجس من إقصائهم لا سيما بعد وقوع أعمال عنف على خلفية طائفية، عدا عن انتهاكات في مناطق عدة.
وفي حزيران/يونيو، أسفر هجوم انتحاري على كنيسة في دمشق عن مقتل 25 شخصا، واتهمت الحكومة تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذه، ما فاقم مخاوف الأقليات في سوريا.
وتُقدّر أعداد الدروز بأكثر من مليون، يتركّز غالبيتهم في مناطق جبلية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.
يقدّر تعدادهم في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، شمال غرب البلاد.
وبعد الاشتباكات في نيسان/ابريل، شنّت اسرائيل غارات جوية في سوريا وحذّرت دمشق من المساس بأبناء الطائفة الدرزية.