اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
لم أكن يومًا ضد النضال، بل كنت أحد أولئك الذين آمنوا به، ودفعوا من أعمارهم وسكينتهم وأحلامهم ثمنًا لإبقائه حيًّا في زمن جفّت فيه المعاني
كنت أعتقد أن النضال طريق الخلاص، وأن الوقوف في وجه الظلم شرف لا يُضاهى .
لكن مع مرور الوقت، ومع كل خيبة، ومع كل رفيق انحرف عن الدرب، ومع كل راية رفعت لغير ما قيل لنا، بدأت أرى الصورة من زاوية أخرى .
النضال، حين يتحوّل إلى لافتة يستثمر فيها المتصدرون، ويتكئ عليها الانتهازيون، ويُدفع ثمنها الفقراء والبسطاء، يصبح كذبة كبرى
كذبة لا تُروى بالكلمات، بل تُزرع في العقول، وتُغذى بالأناشيد، وتُبرر بالعدو الخارجي، حتى تنسى الجماهير أن تسأل :
من المستفيد ؟
لم تكن المشكلة في الفكرة، بل في من احتكروها
لم تكن الخيانة من الخارج، بل من الداخل؛ من رفاق النضال الذين أصبحوا سادة، ومن الساحات التي صارت مراتب ترقية، ومن التضحيات التي اختُزلت في صور وخطابات
النضال الحقيقي صامت، لا يحتاج إلى ميكرفون، ولا إلى منصب، ولا إلى صفقات
النضال الحقيقي ربما لا يُسمى نضالًا، بل يُعرف من أثره في حياة الناس لا من أصدائه في وسائل الإعلام
اليوم، وأنا أنظر إلى المشهد بعين مُتعبة وتجربة ثقيلة، لا أقول إن النضال باطل، بل أقول :
الذي عشناه نحن كان كذبة، لأنه لم يغيّر شيئًا سوى مواقع المنتفعين !
ربما آن الأوان أن نعيد تعريف النضال … لا بأن نلعنه، بل بأن نُنقّيه .