موسكو: عراقة التاريخ والثقافة

تُعدّ موسكو من أبرز الوجهات التي تستقطب الزوّار الإماراتيين، وذلك نظراً لما تجمعه من التاريخ العريق والفخامة والتجارب العصرية. وتلقى المعالم الأيقونية مثل الساحة الحمراء والكرملين وكاتدرائية سانت باسيل اهتماماً كبيراً لما تحمله من مكانة تاريخية وثقافية عميقة. كما يستمتع الزوّار العرب بتجارب التسوّق الفاخرة في متاجر جوموتسوم الكبرى، والمرافق الترفيهية العصرية مثل ناطحات السحاب في المدينة. ويشكّل كلٌ من فورسيزونز موسكو والريتز-كارلتون أهم وجهات الضيافة للسيّاح. كما يبدي الزوّار الإماراتيون اهتماماً بالمواقع الثقافية مثل مسرح البولشوي ومعرض تريتياتكوف ومترو موسكو الشهير بهندسته المعمارية الاستثنائية.

ويشير العديد من خبراء القطاع إلى تميز المكانة السياحية لموسكو مقارنةً بغيرها من الوجهات الأوروبية الشهيرة بالنسبة الى الزوّار العرب ممن يبحثون عن فنادق راقية وتجارب تناول طعام استثنائية ومجموعة من العروض الفريدة، وهو ما تقدّمه العاصمة الروسية بالتحديد.

كما تبذل لجنة السياحة في مدينة موسكو جهوداً لتحسين تجربة الزوّار العرب من خلال توفير العديد من الفنادق والمطاعم الآن خيار المأكولات الحلال، إلى جانب مجموعة من أبرز الفعاليات التي تجذب الزوّار من الشرق الأوسط بشكل خاص، مثل أيام الإمارات الثقافية خلال صيف 2024، والتي نجحت على مدى خمسة أيام في استقطاب أكثر من 300 ألف زائر، وتعرّف خلالها سكان موسكو وروسيا على الثقافة الإماراتية ولمسوا كرم الضيافة في العاصمة الروسية.

كما يمكن كبار الشخصيات الاستمتاع بتجارب سفر راقية، بما في ذلك جولات خاصة بالمدينة، وخدمة مساعدة التسوّق الفاخر وعروض سياحة العافية بهدف جذب الزوّار من أصحاب الملاءات المالية العالية من منطقة الخليج.

وأصدرت الدولة في عام 2024 دليل السائح المُسلم، وهو موجّه الى الزوّار من الشرق الأوسط ويضم توصيات حول أبرز المطاعم والفنادق والنشاطات الترفيهية الصيفية والشتوية والمعالم السياحية والمتنزّهات ومراكز التسوّق. ويحتوي الدليل على المواقع التي تمثّل المدينة على أفضل وجه، وتقدّم تجارب فريدة من نوعها، بما يلبي تفضيلات الزوّار من الشرق الأوسط.

تحتضن موسكو أكثر من 22 ألف وجهة لتناول الطعام، بما فيها المطاعم التي تقدّم مأكولاتٍ حلالاً، مما يجعل تناول وجبات الفطور والغداء والعشاء يومياً في مطاعم مختلفة يتطلب أكثر من 20 عاماً. ويمكن الزوّار الإماراتيين الاستمتاع بمشهد تناول الطعام المتنوع الذي تقدّمه المدينة، بما في ذلك تجارب تناول الطعام الراقية مع خيار المأكولات الحلال في مطاعم شهيرة. كما يحظون بفرصة تذوّق المأكولات الروسية مثل البورش والبليني والكافيار التي تقدّمها مجموعة من المطاعم الفاخرة مثل كافيه بوشكين ووايت رابيت، اللذين يقدّمان خيار المأكولات الحلال عند الطلب.

كما يمكن عشّاق الفنون زيارة معرض تريتياكوف ومتحف بوشكين للفنون الجميلة للاطلاع على الإرث الفني الغني الذي تمتلكه روسيا. كما توفّر موسكو مجموعة من التجارب الثقافية الغامرة، مثل عروض الباليه الخاصة في مسرح البولشوي والرحلات النهرية المسائية في نهر موسكو، بالإضافة إلى زيارة القصور والمعالم التاريخية مثل كولومنسكوي.

وتم العمل على إطلاق بعثات تجارية وتنظيم جولات تعريفية بموسكو لممثلي القطاع، إضافة إلى المشاركة في المعارض والمنتديات الدولية. إلى جانب إطلاق تطبيق 'اكتشف موسكو' ليكون بوابة سياحية رسمية للمدينة أمام الزوّار الأجانب، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز جاذبية المدينة، وتوفير كل المعلومات المتعلقة بها أمام الجميع.

كما يمكن الزوّار الاستمتاع بما توفّره موسكو حتى في فصل الشتاء؛ من خلال المرافق الترفيهية التي تجذب الزوّار طوال العام، بما في ذلك المهرجانات الشتوية واحتفالات رأس السنة والمنتجعات الصحية الفاخرة.

ويبرز في موسكو العديد من التوجّهات السياحية الناشئة، بما فيها السياحة الشخصية والفاخرة، والتجارب المخصّصة للزوّار من أصحاب الملاءات المالية العالية، بما في ذلك زيارات المتاحف الخاصة وجولات التسوّق الفاخرة، والسياحة للتعرّف على فنون الطهو، حيث تحظّى تجارب تناول الطعام الفاخرة باهتمام متزايد، بالتوازي مع زيادة المطاعم التي تقدّم خيارات المأكولات الحلال.

كما تشهد السياحة الطبّية والشفائية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الزوّار ممن ينشدون علاجات طبّية ورعاية صحية مرموقة، بما في ذلك الطب التجميلي والملاذات الصحية وعيادات مكافحة التقدم في السنّ، إلى جانب السياحة البيئية والمستدامة، حيث تدمج موسكو بين المساحات الخضراء والفنادق المستدامة وخيارات النقل الصديقة للبيئة لجذب الزوّار المهتمين بالبيئة.

وتبذل موسكو جهوداً دؤوبة لتطوير مبادرات السياحة المستدامة من خلال تقديم خيارات عدة للنقل المستدام، بما في ذلك توسيع أسطولها من الحافلات الكهربائية (تقريباً 2200 حافة كهربائية) وتطوير نظام المترو لتخفيض الانبعاثات. وثمة تركيز واضح على الفنادق الصديقة للبيئة، مثل الفنادق التي تعتمد ممارسات لتوفير الطاقة وسياسات الحد من النفايات. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مشاريع تطوير المتنزّهات، مثل متنزّه زاريادي والمساحات الخضراء التابعة لمركز معارض عموم روسيا، على تعزيز المشهد الحضري وتوفير مساحات ترفيهية تجذب الزوّار.

وللحديث عن التعاون مع دولة الإمارات، عزّزت موسكو التعاون السياحي الثنائي مع دولة الإمارات من خلال المشاركة في معارض السفر العربية والتعاون مع منظّمي الرحلات السياحية الإماراتيين. وأطلقت المدينة حملات تسويقية خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تسلّط الضوء على العروض الفاخرة التي تقدّمها موسكو في مجالات السياحة الثقافية والطبّية.

وتواصل موسكو جهودها في تعزيز الرحلات الجوية المباشرة، من خلال التعاون مع نخبة شركات الطيران مثل طيران الإمارات وأيروفلوت، إضافة إلى تقديم خدمات كونسيرج فاخرة مصمّمة خصيصاً للمسافرين المميزين. وتتعاون لجنة السياحة في مدينة موسكو مع الهيئات السياحية والسفارات من مختلف الدول لتعزيز مكانة العاصمة الروسية كوجهة سياحية مرموقة، والمساهمة في زيادة تدفق السيّاح بينها وبين باقي البلدان.

وتشمل الجهود المبذولة تجاه منطقة الشرق الأوسط تنظيم بعثات تجارية وجولات دراسية خاصة بالقطاع إلى موسكو، إضافة إلى فعاليات سياحية وثقافية عالمية المستوى، والمشاركة في المعارض والمنتديات الدولية. حيث شهد عام 2024 تنظيم عشر بعثات تجارية إلى العديد من الدول، مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان. وأسفرت هذه البعثات عن توقيع أو التخطيط لتوقيع أكثر من 2.7 ألف عقد شراكة بين موسكو ونخبة الشركات السياحية الأجنبية. وسجّلت البعثات التجارية في العام الماضي إجراء أكثر من 20 ألف لقاء تجاري، تم عقد أكثر من 40% منها في منطقة الشرق الأوسط.

ونجحت موسكو في ترسيخ مكانتها كمركز رئيسي للسياحة الطبّية الفاخرة، لا سيما من خلال تقديم علاجات فعّالة بتكاليف معقولة، بما في ذلك علاجات أمراض القلب وجراحة العظام وعلاجات الخصوبة. وتحظى المدينة بشعبية متزايدة على صعيد منتجعات الرفاهية الفاخرة وعيادات مكافحة التقدم في السنّ، والتي تقدّم علاجات السبا وبرامج التخلص من السموم وطب تجديد الخلايا. كما يوفر العديد من المراكز الطبّية في الوقت الحالي خدمات كونسيرج طبّية متميزة لكبار الشخصيات، مما يجعل من موسكو وجهة جذّابة للزوّار الإماراتيين ممن يبحثون عن رعاية صحية متقدّمة وإقامة فاخرة.