اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
أشارت دراسة تحليلية حديثة نُشرت في دورية Aging Cell إلى أن عقار راباميسين، المستخدم طبيًا كمثبط للمناعة، قد يحمل قدرة فريدة على إطالة العمر، بشكل مماثل لما تُحققه الحميات الغذائية المعتمدة على تقييد السعرات أو الصيام المتقطع، وذلك وفقًا لنتائج مأخوذة من 167 دراسة أجريت على ثمانية أنواع من الفقاريات، من بينها الفئران، والقرود، وأسماك الزينة، بحسب الرجل.
وبحسب الباحثة زهيدة سلطانوفا، فإن الهدف من التحليل كان معرفة ما إذا كان راباميسين والميتفورمين، وكلاهما من الأدوية المعروفة، يمكن أن يُحاكي التأثيرات البيولوجية الناتجة عن تقليل استهلاك الطعام.
وأظهرت النتائج أن راباميسين نجح بوضوح في إطالة متوسط العمر للحيوانات، بينما لم يحقق الميتفورمين نتائج مماثلة، واللافت أن أثر راباميسين اقترب كثيرًا من الحمية الغذائية، ما يفتح المجال أمام اعتباره خيارًا دوائيًا واعدًا في مجال أبحاث طول العمر.
وبينما تنوّعت طرق الحمية المدروسة ما بين خفض السعرات والصيام، فإن راباميسين أظهر ثباتًا نسبيًا في نتائجه، بغض النظر عن الجنس أو النوع الحيواني.
وتشير الدراسة إلى أن الآلية المحتملة تعود إلى قدرة الدواء على التأثير في مسار mTOR، أحد أبرز المسارات المرتبطة بالشيخوخة الخلوية.
تحديات أمام استخدامه البشري!
رغم النتائج المبشرة، يحذّر الباحثون من التسرع في استهلاك راباميسين خارج الإشراف الطبي، فالدواء لم يُختبر بعد على البشر بغرض إطالة العمر، ويُستخدم حاليًا في حالات زراعة الأعضاء وبعض أنواع السرطان، ما يجعله غير آمن للاستعمال العام بسبب تأثيراته على الجهاز المناعي.
ووفقًا لسلطانوفا، فإن الدراسات البشرية لا تزال بعيدة، وستتطلب وقتًا طويلًا نظرًا لطول متوسط عمر الإنسان، كما يجري العمل على تطوير 'رابالوجات'، وهي نسخ معدّلة من راباميسين تحافظ على فوائده البيولوجية مع تقليل آثاره الجانبية، خصوصًا المتعلقة بتثبيط المناعة.
بدوره، أشار الطبيب الجراح مير علي، والذي لم يشارك في الدراسة، إلى أن أهمية راباميسين تكمن في كشفه لدور الجهاز المناعي في تحديد عمر الإنسان، لكنه شدد على صعوبة تصميم تجارب بشرية آمنة بسبب مخاطر العقار المعروفة.
ومع ذلك، تبقى هذه الدراسة محطة مهمة في طريق طويل نحو اكتشاف أدوية قد تُغيّر فهمنا لطبيعة الشيخوخة، مع التأكيد أن الأمل العلمي لا يزال مرهونًا بالحذر والبحث المتأني.