حملة حوثية تداهم مقرات أممية في صنعاء والحديدة وتعتقل موظفين

شنت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، الأحد، حملة مداهمات واسعة استهدفت مقرات منظمات تابعة للأمم المتحدة في صنعاء والحديدة، تخللتها عمليات اعتقال تعسفي بحق عدد من الموظفين، وسط انتشار أمني مكثف وحصار للمباني المستهدفة.

وقالت مصادر محلية في صنعاء إن عناصر مسلحة حوثية مدججة بالأسلحة الرشاشة اقتحمت مقري منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي (WFP)، قبل أن تنفذ اعتقالات تعسفية ضد الموظفين والعاملين.

وبحسب المصادر، فقد اعتقلت الميليشيات ستة موظفين من برنامج الغذاء العالمي، أربعة منهم من المقر الرئيسي في صنعاء واثنان من مكتب الحديدة، كما اعتقلت ثلاثة موظفين من منظمة اليونيسيف في صنعاء عقب اخضاع كامل الموظفين للتحقيق داخل مبنى المنظمة في شارع الجزائر بصنعاء.

وأوضحت المصادر أن المداهمات جرت بشكل متزامن في أحياء حدة ومناطق أخرى من صنعاء، ترافقها حالة استنفار وانتشار واسع للمسلحين، دون أن تكشف سلطات الحوثي عن أسباب هذه الإجراءات أو مصير المعتقلين.

وتأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد بين الحوثيين والمنظمات الإنسانية الدولية، على خلفية خلافات بشأن آليات توزيع المساعدات والرقابة المفروضة على أنشطة الإغاثة. ويُعد برنامج الغذاء العالمي من أبرز المنظمات العاملة في اليمن، إذ يقدم مساعدات غذائية لملايين اليمنيين المتضررين من النزاع المستمر منذ سنوات، غير أن تدخلات الحوثيين المتكررة وقيودهم المفروضة على العاملين باتت تعيق وصول الدعم إلى مستحقيه.

ويحذر مراقبون من أن الحادثة الأخيرة تنذر بمزيد من التعقيدات أمام الجهود الإنسانية في البلاد، وتهدد بحرمان ملايين اليمنيين من المساعدات التي يعتمدون عليها لتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.