اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.. كل الرفاق وقعوا على إعلان الوحدة في مايو 1990.
أسماء قادة الاشتراكي ال 28 الموقعين على اتفاق الوحدة
هل كان باستطاعة علي سالم البيض اتخاذ قرار الوحدة بمفرده في ظل وجود قيادات في الصف الأول لها حجمها وثقلها المناطقي والسياسي والتاريخي ؟
الكونفرس الحزبي في صيف 1987 أكد في خلاصة الوثيقة النقدية التحليلية على فصل السلطات وتعزيز مبدأ القيادة الجماعية
جمال شنيتر
ليس عيبا أن تخطئ، ولكن العيب هو الاستمرار في الخطأ وعدم الاعتراف به أو تحميل الآخرين الخطأ وتبرئة نفسك
هذه قاعدة يحفظها كبارنا وصغارنا، غير أن عدداً من الرفاق من قادة الصف الأول في الاشتراكي يتحاشون الاعتراف بالخطا التاريخي في تحقيق الوحدة بالشكل الذي تم، وتجدهم في كل واردة وشاردة يلقون باللائمة على أمين عام الحزب علي سالم البيض في توقيعه على الوحدة
وكل الحقائق والأدلة تدل بما لا يدع مجالا للشك أن قرار الوحدة كان بموافقة كل الشلة الاشتراكية التي حكمت عدن بعد أحداث يناير 86 دون استثناء.
والحقيقة التي لا تخفى حتى على أبسط أبناء شعبنا أن مشروع الوحدة مر بعدد من المحطات والخطوات بين حكومتي صنعاء وعدن، منها اتفاقية القاهرة 1972، واتفاقية الكويت 1979، واتفاقية صنعاء 1988، واتفاقية عدن 1989، ثم تكلل باتفاق لقاء صنعاء التاريخي في أبريل 1990، أي قبل شهر واحد فقط من إعلان الوحدة، بموافقة كل القيادة الاشتراكية التي حكمت عدن بعد أحداث يناير 1986.
تتسابق الأسئلة إلى الذهن، هل كان باستطاعة علي سالم البيض اتخاذ قرار الوحدة بمفرده دون بقية القيادة في المكتب السياسي واللجنة المركزية؟ في ظل وجود قيادات في الصف الأول لها حجمها وثقلها المناطقي والسياسي والتاريخي، والتي لا يستطيع البيض تجاوزها والقفز عليها، هنا لا نبري البيض من مسؤوليته التاريخية كأمين عام للحزب في جر شعب الجنوب إلى نفق الوحدة المظلم، فهو يتحمل كغيره من هذه القيادات وزر ما جرى، لكن بالمقابل علينا أن نعلم أن البيض لا يمتلك شكلا ومضمونا سلطة القرار الكاملة إلا سلطة الحزب فقط، بل حتى سلطة الحزب هذه لم تكن فردية له في ظل مبدأ القيادة الجماعية الذي اتخذه نظام عدن بعد أحداث يناير 86، وفصل سلطة الحزب عن سلطة رئاسة الدولة والبرلمان والسلطة التنفيذية مجلس الوزراء وحتى المؤسسة العسكرية.
وما يعزز هذا التوجه حينها انعقاد الكونفرس الحزبي في صيف 1987 الذي أكد في خلاصة الوثيقة النقدية التحليلية التي صدرت عنه على أهمية تعزيز فصل السلطات الثلاث وتعزيز مبدأ القيادة الجماعية.
ظروف متعددة
لقد تولدت عدد من الظروف الموضوعية والذاتية داخليا وخارجيا سارعت في التعجيل بالوحدة، لعل أهمها المتغيرات الدراماتيكية الطارئة التي شهدتها كتلة الأحزاب الاشتراكية في المنظومة السوفياتية بعد تبني الزعيم السوفياتي جورباتشوف مشروع البيريسترويكا، صحيح أن البيريسترويكا ولدت في 1985 ببعض الإجراءات الاقتصادية فقط، إلا أن طفرتها كانت من بعد العام 1988، وكل ذلك ألقى بلا جدال بظلاله على اليمن الديمقراطية، والتي سارعت إلى تبني القيادة الاشتراكية فيها برنامج إصلاحات سياسية واقتصادية وإعلامية واجتماعية أعلن عنها المهندس حيدر العطاس قبيل الوحدة
مغالطات
من المغالطات المستمرة التي يرددها بعض قيادات الصف الأول في الحزب الاشتراكي اليمني أن الأمين العام الاسبق للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض هو من يتحمل قرار الوحدة مع دولة الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990 م، قائلين إنها تمت بقرار مفاجئ وبشخطة قلم في نفق جولدمور بالتواهي قبيل إعلان الوحدة بيوم واحد، وما يردده قادة الصف الأول في الاشتراكي مغالطة تاريخية لحقيقة ما تم بالفعل من خطوات وحدوية أفضت في المحصلة النهائية إلى الوحدة.
اتفاق صنعاء لم يكن كذبة أبريل بل حجر الزاوية
بحسب المعطيات التاريخية، عقد لقاء تاريخي في صنعاء لقيادتي ومسؤولي الشطرين في الفترة من 24-27 رمضان 1410هـ الموافق 19-22 أبريل 1990م، أي قبل شهر فقط من تحقيق الوحدة، واُتُّفِق فيه على تقديم الوحدة إلى 26 مايو 1990م بدلا عن 30 نوفمبر 1990، ولم يكن هذا القرار الا تمهيداً لقرارات أخرى تعجّل ليس في تقديم الوحدة فقط، بل في ضوابطها وأدبياتها، واستغل نظام صنعاء الظروف المحلية والدولية لا سيما سقوط دول المنظومة الاشتراكية، في تحقيق مآربه غير الصادقة مع الوحدة في ظل قيادة جنوبية جمع بعضهم بين السذاجة والحماس الغبي من جهة، والقفز السريع لإيجاد لها موطئ قدم من كعكعة سلطة الوحدة الجديدة من جهة اخرى.
وحدة 26 مايو
في الخلاصة أفضى اتفاق لقاء صنعاء بين قيادة الدولتين على أن يكون يوم 26 مايو 1990م يوم إعلان الوحدة، وبعد هذا الاتفاق مباشرة تسارعت الخطوات الوحدوية، حتى زار الرئيس صالح عدن، والتقى القيادة الجنوبية بقيادة الأمين العام للحزب علي سالم البيض، واُتُّفِق على تقديم الوحدة أربعة أيام فقط عن موعدها ( أي أن يكون يوم 22 مايو بدلا عن 26 مايو 1990م)، وتنفيذ نفس اتفاق الوحدة الذي وُقِّع عليه يوم 22 أبريل 1990م في صنعاء.
وهكذا تتجلى مغالطات أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية في تحميل الرئيس البيض مسؤولية توقيع الوحدة بمفرده، والحقائق تؤكد أن الوحدة وشروطها وُقِّع عليها، وعلى موعدها من قبل قيادات الاشتراكي (كافة أعضاء المكتب السياسي وبعض أعضاء المركزية) قبل شهر من إعلانها، وبعد سبعة أشهر من توقيع اتفاق 30 نوفمبر 1989م.
أخطر بنود اتفاق صنعاء أبريل 1990على الجنوب
هذا البند الأول من اتفاق لقاء صنعاء الذي تم في الفترة من 24- - 27 رمضان 1410هـ الموافق 19-22 أبريل 1990م.
مادة (1) تقوم بتاريخ 26 من مايو عام 1990م الموافق 1 من ذي القعدة 1410هـ بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وحدة اندماجية كاملة تذوب فيها الشخصية الدولية لكل منهما في شخص دولي واحد يسمى (الجمهورية اليمنية) ويكون للجمهورية اليمنية سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية واحدة.
قيادات الاشتراكي الموقعة على اتفاق صنعاء والذي حدد 26 مايو يوما لإعلان الوحدة
اليكم أسماء الموقعين من قيادات الحزب الاشتراكي على اتفاقية إعلان الوحدة ممن حضروا ووقعوا اتفاق صنعاء في أبريل 1990(قبل شهر من إعلان الوحدة)
أمين عام اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض.
رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى عضو المكتب السياسي حيدر أبو بكر العطاس.
الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني سالم صالح محمد.
عضو المكتب السياسي رئيس الوزراء دكتور/ ياسين سعيد نعمان.
عضو المكتب السياسي سكرتير اللجنة المركزية محمد سعيد عبد الله (محسن الشرجبي.)
عضو المكتب السياسي سكرتير اللجنة المركزية فضل محسن عبد الله.
عضو المكتب السياسي وزير أمن الدولة عميد/ سعيد صالح سالم.
عضو المكتب السياسي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية عميد/صالح منصر السيلي.
عضو المكتب السياسي دكتور/عبد الله أحمد الخامري.
عضو المكتب السياسي وزير الدفاع عميد/ صالح عبيد أحمد .
عضو المكتب السياسي سكرتير اللجنة المركزية عميد/ محمد حيدرة مسدوس.
عضو المكتب السياسي المرشح النائب الأول لوزير الدفاع رئيس هيئة الأركان العامة عميد/ هيثم قاسم طاهر.
عضو المكتب السياسي المرشح سكرتير أول منظمة الحزب بمحافظة عدن دكتور/ سيف صائل خالد.
عضو المكتب السياسي المرشح وزير الثروة السمكية سالم محمد جبران.
عضو اللجنة المركزية سكرتير اللجنة المركزية دكتور/ سالم بكير.
عضو اللجنة المركزية سكرتير اللجنة المركزية شعفل عمر علي.
عضو اللجنة المركزية سكرتير اللجنة المركزية صالح محسن الحاج.
عضو اللجنة المركزية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والمعادن صالح أبو بكر بن حسينون.
عضو اللجنة المركزية رئيس لجنة الرقابة الحزبية قاسم عبد الرب.
عضو اللجنة المركزية وزير الخارجية دكتور/ عبد العزيز الدالي.
عضو اللجنة المركزية وزير الدولة لشؤون الوحدة راشد محمد ثابت.
عضو اللجنة المركزية عضو هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى صالح شايف حسين
عضو اللجنة المركزية وزير الثقافة والإعلام دكتور/ محمد أحمد جرهوم .
عضو هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى أحمد الحبيشي.
عضو اللجنة المركزية مدير الدائرة السياسية بالقوات المسلحة مقدم/ د حسين علي حسن.
وزير العدل عبد الواسع سلام.
عضو هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى علي أحمد السلامي.
عضو مجلس الشعب الأعلى جعفر سعيد باصالح .
كفّارة البيض
يحسب لعلي سالم البيض أنه كفّر عن ذنبه بحق شعب الجنوب،فلم يهادن نظام صنعاء بعد حرب 94، وتزعم الحركة الوطنية الجنوبية لفك الارتباط، وعندما فشل في ذلك ظل على موقفه المبدئي في معارضة وحدة 1990، وتجلى ذلك بجلاء في تزعمه للحراك الجنوبي في 2009، ولم يتزحزح قيد أنملة في موقفه الوطني مع شعبه، على العكس من بعض الرفاق الذين رتبوا أوضاعهم مع نظام صنعاء بعد الحرب، وبعضهم تحول إلى خصم للجنوب وقضيته حتى اليوم.
