تغذية الحامل.. مسؤولية تبدأ من اليوم الأول لضمان صحة الجنين

رحلة الحمل ليست مجرد انتظار لقدوم طفل جديد، بل هي مرحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية تتطلب وعيًا خاصًا بالتغذية، فجسم الأم الحامل يتحول خلال هذه الفترة إلى المصدر الأساسي لتغذية الجنين، وكل وجبة تتناولها تترك بصمتها على نمو الطفل وصحته. ومن هنا، يصبح الطعام أثناء الحمل ليس مجرد وسيلة لإشباع الجوع، بل لبنة أساسية في تكوين أعضاء وعظام ودماغ الجنين.

أهمية التغذية المتوازنة خلال الحمل

77.235.62.132

يؤكد تقرير طبي نشره موقع Ascensus Health أن الاهتمام بتغذية الأم الحامل يعد بمثابة تعزيز لصحة الجنين، حيث يلعب الغذاء المتوازن والمياه الكافية دورًا محوريًا في تكوينه. كما أن تجنب المخاطر الغذائية يشكل قاعدة ذهبية لضمان حمل صحي بعيدًا عن التعقيدات.

التغذية السليمة للأم الحامل لا تعني الإفراط في تناول الطعام، وإنما الحرص على اختيار الأطعمة الغنية بالمغذيات الأساسية التي يحتاجها كل من الأم والجنين.

متطلبات الطاقة والسعرات الحرارية

من أبرز المفاهيم الخاطئة لدى الكثير من الأمهات فكرة أنه يجب 'الأكل لشخصين'. الحقيقة أن الجسم لا يحتاج سوى زيادة بسيطة في السعرات الحرارية بعد الثلث الأول من الحمل.

في الشهور الأولى: تكفي الاحتياجات العادية دون زيادة.

في الثلثين الثاني والثالث: تحتاج الأم إلى حوالي 2300 سعر حراري يوميًا.

الإفراط في الأكل خلال الحمل قد يسبب مضاعفات مثل سكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم، كما يزيد من احتمالية الحاجة إلى ولادة قيصرية.

المغذيات الأساسية للحامل

هناك مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية التي لا غنى عنها لضمان نمو سليم للجنين وحفاظ الأم على صحتها:

حمض الفوليك: يحمي الجنين من تشوهات الجهاز العصبي، ويوصى بتناوله كمكمل غذائي إلى جانب الخضروات الورقية والعدس.

الحديد: عنصر أساسي لتكوين الدم ونقل الأكسجين. مصادره تشمل اللحوم الحمراء، المكسرات، والخضروات، مع فيتامين C لتعزيز الامتصاص.

الكالسيوم: ضروري لتكوين العظام والأسنان، ومتوفر في الحليب، الأجبان، السبانخ، والتوفو.

DHA (أوميجا 3): مهم لنمو الدماغ والعينين، ويتواجد في الأسماك الدهنية والمكسرات.

العادات الغذائية التي تساعد الأم الحامل

الحمل قد يرافقه بعض الأعراض مثل الغثيان أو حرقة المعدة. لتجنبها، يُنصح الأم بالالتزام بالعادات التالية:

تقسيم الوجبات إلى صغيرة ومتعددة على مدار اليوم.

تناول الألياف الطبيعية من الفواكه والخضروات للحد من الإمساك.

شرب كمية كافية من الماء يوميًا للحفاظ على الترطيب وتعويض فقدان السوائل.

الاعتدال في تناول السكريات والدهون لتجنب زيادة الوزن غير الصحية.

الأطعمة الممنوعة أثناء الحمل

كما توجد أطعمة مفيدة، هناك أيضًا قائمة يجب أن تتجنبها الحامل حفاظًا على صحتها وصحة الجنين:

اللحوم النيئة والبيض غير المطهو جيدًا: قد تحتوي على بكتيريا ضارة تسبب تسممًا غذائيًا.

الأجبان الطرية غير المبسترة: تزيد خطر الإصابة بعدوى الليستيريا.

الكحول: يؤدي إلى إعاقات عقلية وتأخر في النمو.

بعض أنواع الأسماك مثل القرش وأبو سيف: تحتوي على نسب مرتفعة من الزئبق الضار.

إن تغذية الحامل ليست رفاهية، بل ركيزة أساسية لحياة صحية لها ولطفلها، اختيار الطعام الصحيح، الاعتدال في السعرات، وتجنب الأطعمة الممنوعة هي خطوات صغيرة لكنها تصنع فرقًا كبيرًا في رحلة الحمل، فالأم التي تعتني بغذائها اليوم، تضمن غدًا أكثر صحة لطفلها.