اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٦ أيلول ٢٠٢٥
خلفت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى في القطاع الصحي وسط انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة.
تفشي الأوبئة في البلاد تسبب في تسجيل الكثير من الوفيات، وسط تحذيرات دولية من انتشار العدوى على نطاق واسع.
وتفاقمت الأزمة مع تعنت مليشيا الحوثي في عدم السماح للمنظمات الإنسانية من القيام بالتدخلات المطلوبة وتوفير العلاجات.
وسُجلت مؤخرًا، خمس حالات وفاة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، في مخيمات متفرقة للنازحين بالمناطق الشمالية من محافظة الحديدة، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وقال متخصصون إن مديرية الزهرة، شمالي الحديدة، تشهد وضعا صحيا حرجا، يهدد حياة الأطفال وكبار السنّ بدرجة رئيسة، إثر انتشار واسع للإسهال المائي الحاد، في ظل نقص المياه النظيفة ورداءة البنية التحتية للصرف الصحي وعدم توفّر أدوات الفحص والمستلزمات الطبية اللازمة.
وتتحمل مليشيا الحوثي، مسؤولية تدهور الأوضاع، نتيجة منعها للمنظمات الإنسانية الدولية من القيام بالتدخلات المطلوبة وتوفير العلاجات، وعدم اكتراثها بحالة التدهور التي تضرب القطاع الصحي في المدن ومخيمات النزوح.
وفي محافظة تعز التي تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية والإخوانية، سُجِّلت عشر حالات مصابة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا، مع ارتفاع أعداد الحالات المشتبه إصابتها إلى 5695 حالة، منذ مطلع العام الجاري، في مناطق المحافظة.
فيما توفيت عشر حالات أخرى بفيروس الحصبة، من إجمالي 1609 حالات مصابة خلال العام الجاري، فضلا عن حالة وفاة واحدة مصابة بالحمّى، التي بلغت إحصاءاتها التراكمية خلال ذات الفترة، إلى 2508 حالات مصابة بحمّى الضنك وحمّى الانحناء وغرب النيل.
القطاع الصحي يشهد انهيارًا واسعًا جراء الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ سنوات، حيث تحولت المستشفيات والمراكز الطبية إلى أطلال عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات للمرضى.
هذا الانهيار لم يكن نتيجة الحرب فقط، بل جاء أيضًا بفعل السياسات المتعمدة للمليشيات التي استهدفت البنية التحتية، وصادرت الأدوية والمستلزمات الطبية، وحولت بعضها إلى أدوات للابتزاز السياسي والعسكري.
وارتكبت مليشيا الحوثي جرائم ممنهجة بحق القطاع الصحي، من خلال قصف المستشفيات، وإغلاق مراكز الرعاية، وحرمان آلاف المرضى من حقهم في العلاج.
كما عمدت المليشيات الحوثية إلى تجنيد الطواقم الطبية أو تهجيرها، ما فاقم من معاناة السكان، خصوصا الأطفال والنساء وكبار السن الذين يواجهون مخاطر الأوبئة والأمراض المزمنة دون رعاية.
ولم تكن المليشيات الإخوانية بعيدة عن هذه الكارثة، إذ تورطت في التآمر مع الحوثيين عبر تعطيل الدعم المخصص للقطاع الصحي في الجنوب، والتلاعب بالمساعدات الإنسانية وتوجيهها بما يخدم أجنداتها السياسية.
هذا التخادم بين المليشيات زاد من مأساة المواطنين، وأدى إلى حرمان مناطق بأكملها من الخدمات الطبية الضرورية.