رجال المرور في المخا.. عيد بلا إجازة

في صباح يوم العيد، حيث الأفراح تعم الأرجاء والناس يتزينون بأجمل الثياب، كان هناك من يزينون الشوارع بالأمان، إنهم رجال المرور، بزيهم الرسمي المهيب، حيث وقفوا شامخين أمام المصلى، ينظمون حركة السيارات بكل همة ونشاط، متناسين بهجة العيد من حولهم، مركزين فقط على سلامة الناس.

ومع تقدم الأيام، لم تختلف الصورة كثيرا، فقد شوهد أبطال المرور في الجولات وتقاطعات الشوارع، يعودون إلى مهامهم بلا كلل أو ملل، وكأنهم الجنود المجهولون، يحرسون المدينة من الفوضى، ويؤدون واجبهم بكل إخلاص.

وها هم اليوم، على ذات الحال، يواصلون مهمتهم الرئيسية في تنظيم حركة السيارات وتخليص الشوارع من الزحام، يعملون بصمت، لكن أثرهم يصدح في كل مكان، فالنظام الذي يحافظون عليه هو السيمفونية التي تعزفها المدينة كل يوم.

هؤلاء الأبطال، الذين يؤدون الواجب بعناية فائقة، لا يبحثون عن الراحة أو الاسترخاء. بل يجدون الراحة في راحة الآخرين، والسعادة في سلامة الطرقات. إنهم يقدمون لنا، من خلال عملهم الدؤوب، درسا في الإخلاص والتفاني.

في نهاية اليوم، عندما يعود كل منا إلى بيته، محملا بذكريات العيد، لن ننسى أن نرسل دعوة صادقة لهؤلاء الرجال الذين ضحوا بفرحتهم ليضمنوا سلامتنا، فلهم منا كل الشكر والتقدير على ما يبذلونه من جهد، كي تكون الأعياد عيدا لسلامة المجتمع.