اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أثار ثوران بركان هايلي غوبى في إثيوبيا حالة من الاهتمام العالمي، بعدما انفجر البركان الخامل للمرة الأولى منذ نحو 10 آلاف عام، مطلقًا سحابة رماد ضخمة عبرت البحر الأحمر باتجاه اليمن وعُمان، حدث جيولوجي نادر أعاد الأنظار إلى واحدة من أخطر وأكثر المناطق في القشرة الأرضية.
بداية الثوران.. انفجار مفاجئ وصعود رماد إلى 15 كيلومترًا
بدأ ثوران بركان هايلي غوبى صباح الأحد عند الساعة 8:30 بتوقيت غرينتش، وفق مركز تولوز الاستشاري للرماد البركاني.
رصدت الأقمار الصناعية سحابة رماد ضخمة ارتفعت بين 10 و15 كيلومترًا في الغلاف الجوي، قبل أن تتجه سريعًا شرقًا، وتُظهر الصور الفضائية انبعاث كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂)، ما يشير إلى قوة النشاط الداخلي داخل النظام البركاني.
وتكمن أهمية هذه الصور في كونها المصدر الوحيد للمعلومات، لغياب محطات رصد أرضية في منطقة تُعد من أشد مناطق الأرض حرارة وقسوة، وتشهد ظروفًا طبيعية تُصعّب أي وجود بشري دائم.
بركان نادر في قلب واحدة من أخطر البيئات الجيولوجية
يقع البركان داخل منخفض داناكيل شمال شرقي إثيوبيا، على بعد حوالي 15 كيلومترًا فقط من بركان إرتا ألي الشهير، الذي يُعرف ببحيرته البركانية الدائمة ونشاطه المتواصل.
ورغم قربه من أحد أنشط البراكين في إفريقيا، لم تُسجّل أي ثورانات لهايلي غوبى في السجلات الجيولوجية الحديثة، ما يجعل الانفجار الحالي حدثًا استثنائيًا أعاد تسليط الضوء على المنطقة كمختبر طبيعي لدراسة تكوّن القشرة الأرضية وتفاعل الصفائح التكتونية.
سحابة الرماد تعبر البحر الأحمر نحو شبه الجزيرة العربية
أظهرت خرائط حركة الغلاف الجوي أن الرماد البركاني ارتفع إلى مستويات عالية قبل أن تنقله الرياح باتجاه البحر الأحمر.
ووصلت أجزاء من السحابة إلى أجواء اليمن وسلطنة عُمان، مع احتمالات ضعيفة لتأثيرات مباشرة على الرحلات الجوية، خاصة المسارات العابرة للبحر الأحمر.
ومع ذلك، يتوقع خبراء الأرصاد تشتت جزء كبير من السحابة خلال الساعات المقبلة، بينما تبقى الطبقات العليا من الجو الأكثر احتواءً للرماد.
لماذا يحظى ثوران هايلي غوبى باهتمام عالمي؟
يحظى هذا الحدث بمتابعة علمية واسعة لعدة أسباب، من أبرزها:
البركان يُصنف ضمن البراكين الخاملة طويلة الأمد.
آخر نشاط بركاني له يرجّح أنه حدث قبل نهاية العصر الحجري الحديث.
يقع في منطقة تتقاطع فيها الصفائح القارية الإفريقية والعربية، ما يجعل أي حركة فيها ذات دلالات جيولوجية مهمة.
قربه من بركان إرتا ألي يفتح الباب أمام دراسة احتمال وجود سلسلة نشاط بركاني مترابط لم تُرصد من قبل.
هذه العوامل مجتمعة تجعل من الثوران الحالي فرصة علمية نادرة لفهم ديناميكيات الأرض العميقة.
متابعة دولية وتحذيرات أولية للطيران
تتابع وكالات عالمية مثل ناسا وهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تطورات الوضع عبر الأقمار الصناعية، وأصدرت عدة جهات تحذيرات مبدئية لشركات الطيران لمراقبة مسارات الرحلات، نظرًا لتحرك سحابة الرماد في طبقات الجو العليا.
ختام المشهد
ورغم أن المنطقة المحيطة بالبركان غير مأهولة تقريبًا، يشدد الخبراء على ضرورة متابعة الوضع خلال الساعات المقبلة تحسبًا لزيادة الانبعاثات أو تغيّر اتجاه الرياح، وهي عوامل قد تُعيد رسم مشهد التأثيرات المتوقعة.













































