اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
عز الدين الحداد، بات المطلوب الأول لإسرائيل في قطاع غزة، بعد مقتل قادة الصف الأول في قيادة 'كتائب القسام'، الجناح المسلح لحركة حماس.
الحداد، الملقب بـ'الشبح'، تدرج في صفوف حماس بعد نجاته من ست محاولات اغتيال، وكُلِّف بإعادة بناء بنيتها التحتية المدنية والعسكرية خلال فترة الهدنة القصيرة التي شهدها القطاع، وضمان سلاسة عملية تسليم الرهائن، وفقًا لصحيفة 'التايمز' البريطانية.
وقالت مصادر استخباراتية للصحيفة البريطانية إن الحداد يحتجز رهائن إسرائيليين ويملك حق النقض 'الفيتو' على اقتراح اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وحدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، السبت، أهم قياديين من حركة حماس على قائمة الاستهداف وهما الحداد وخليل الحية.
الشبح قائدا للقسام
وفي حين أن الحداد، القيادي العسكري المعروف إعلامياً بـ'شبح القسام'، يوجد في قطاع غزة، فإن القيادي خليل الحية يوجد خارج الأراضي الفلسطينية وهو قائد حماس في غزة ورئيس الوفد المفاوض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً، مساء السبت، مقتل محمد السنوار ومحمد شبانة ومهدي كوارع في غارة جوية قوية على أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس يوم 13 مايو/أيار.
والسنوار هو قائد الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، فيما أن محمد شبانة هو قائد لواء رفح الحركة، ومهدي كوارع هو قائد كتيبة جنوب خان يونس.
وأكدت 'التايمز' أن الحداد البالغ من العمر 55 عامًا تولى قيادة الجناح المسلح لـ'حماس' خلفا لمحمد السنوار، وهو ما لم تؤكده أو تنفه حركة حماس حتى اللحظة.
من هو الشبح؟
وحاولت إسرائيل قتل الحداد 6 مرات بينها 3 أثناء الحرب الحالية، بما في ذلك إرسال قوات إلى منزل كان من المفترض أنه يختبئ فيه، ولكن لم يتم العثور عليه في أي مكان.
وعز الدين الحداد، المعروف بـ'أبوصهيب' هو قائد لواء غزة وعضو المجلس العسكري المصغر لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وبدأ حداد مسيرته في كتائب القسام كقائد سرية، ثم قائد كتيبة، وفي النهاية تولى قيادة لواء غزة بعد مقتل قائد اللواء السابق باسم عيسى في عام 2021.
وقاد الحداد ما لا يقل عن ست كتائب، بالإضافة إلى كتيبة من القوات الخاصة، وفي يونيو/حزيران 2024 أفيد عن تعيينه مسؤولاً عن منطقة شمال قطاع غزة.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كُلِّف الحداد بتنسيق عملية التسلل الأولى إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث حشد القادة تحت إمرته في الليلة السابقة بوثيقة مكتوبة تتضمن تعليمات لتنفيذ الهجوم.
وحددت الوثيقة ثلاثة أهداف رئيسية: الاختطاف الجماعي، والبث المباشر، وتدمير التجمعات السكانية الإسرائيلية.
وعلى وجه الخصوص، أدار الحداد عملية الاستيلاء على قاعدة 'ناحال عوز' العسكرية، حيث قُتل أكثر من 60 جنديًا إسرائيليًا.
ومن المعروف أن الحداد، الذي كانت هناك مكافأة سابقة قدرها 750 ألف دولار لمن يدلي بأي معلومات عن مكان تواجده، يتسم بالحذر الشديد في اتصالاته، ويتجنب إلى حد كبير الظهور في الأماكن العامة أو وسائل الإعلام.
وأفادت الاستخبارات الإسرائيلية الميدانية بأن 'الشبح' يغير مكانه باستمرار، ولا يثق إلا بقلة قليلة من الأشخاص خارج دائرته المقربة.
قُتل ابنه الأكبر، صهيب، وحفيده في غارة إسرائيلية في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وابنه الثاني في أبريل/نيسان الماضي.
عمل في البداية في الأمن الداخلي إلى جانب يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث كان يطارد الفلسطينيين المتعاونين مع إسرائيل.
وقال مصدر أمني إقليمي: 'إنه من آخر القادة المتبقين والوحيدين في الميدان بغزة. هو تحت ضغط هائل. إذ لا يريد أن يُخلّد اسمه في التاريخ كآخر قائد يحكم غزة. إذا لم توافق حماس على الاتفاق، فإن إسرائيل تبدو عازمة على ترسيخ سيطرتها على غزة ومواصلة القضاء على كبار قادة حماس داخل غزة وخارجها'.
صاحب الفيتو
والحداد هو صاحب الكلمة الفصل في وقف إطلاق النار من داخل غزة، لكن يقود المفاوضات مع الولايات المتحدة رجل يُدعى محمد إسماعيل درويش، وفقا لـ'التايمز'.
ومساعي وقف إطلاق النار الحالية، هي الأقرب إلى تحقيق اختراق منذ شهور، إذ ينظر إليها الوسطاء على أنها الفرصة الأخيرة لتحقيق هدنة قبل أن يُكمل الجيش الإسرائيلي سيطرته على كل قطاع غزة.
وتتضمن خطة ويتكوف وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وإطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين أحياء و18 قتيلاً من إجمالي 58 رهينة تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك 125 يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة، وأكثر من ألف من سكان بغزة اعتقلوا منذ بداية الحرب.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية قبولها للمقترح، فيما طلب حماس إدخال تعديلات عليه، تتعلق بوتيرة ومواعيد إطلاق الرهائن، وضمانات إنهاء الحرب.
وقال ويتكوف إن رد حركة حماس على مقترحه 'غير مقبول على الإطلاق ويعيدنا للوراء'، فيما اتهمته الحركة بالانحياز.
ويقدر دبلوماسيون أنه في حالة فشل الاتفاق، فإن ترامب سيعطي الضوء الأخضر لإسرائيل 'للمضي قدما' في المرحلة التالية من الحرب، بعد أن وافق بالفعل على الحل الإسرائيلي لآلية المساعدات لإطعام سكان غزة.