اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في مشهدٍ يتكرر في كل أزمة، تتجلى معاناة المواطن أمام عجز مؤسسات الدولة وغياب المسؤولية الوطنية. فبين مجلس رئاسة مهاجر، وحكومة بلا ضمير، ومجلس نواب غارق في سباته، ومسؤولين لا يحرصون إلا على تقاضي مرتباتهم بالعملة الصعبة، يظل الشعب آخر الاهتمامات.
تغيب الضمائر ما دامت الأمور تسير في هدوء، ولا تتحرك إلا حين تقع الكارثة. عندها فقط يخرج المسؤولون من سباتهم العميق لإثبات وجودهم، والظهور في وسائل الإعلام، وتشكيل اللجان، وترديد العبارات المعسولة في محاولة لتجميل الصورة وامتصاص الغضب الشعبي الناتج عن فشلهم في أداء واجبهم كما يجب.
ولعل كارثة باص العرقوب خير شاهد على ذلك، إذ أعادت هذه الحادثة المأساوية الحديث عن حافلات بلا مواصفات وسلامة مفقودة والأخطاء المتراكمة في الطرق العامة، والمنعطفات الخطرة التي كان من المفترض معالجتها منذ سنوات. تلك الأخطاء التي لم تكن لتبقى لو كان في البلاد رجال دولة حقيقيون يعملون لمصلحة المواطن والوطن، لا لمصالحهم ومكاسبهم الشخصية.
الواقع المؤلم يؤكد أن غياب التخطيط والرقابة، وترك الملفات الحيوية تتآكل بالإهمال، ليس محض صدفة، بل نتيجة سياسات ممنهجة أوصلت البلاد إلى ما هي عليه اليوم. هناك من أراد لهذا الوضع أن يستمر، خدمةً لمصالح ومخططات قوى إقليمية ودولية تجد في ضعف الدولة فرصة لتكريس نفوذها.
إن ما تحتاجه البلاد اليوم ليس مزيدًا من اللجان أو الخطابات، بل صحوة حقيقية لضمير المسؤول، وإرادة سياسية تضع المواطن فوق كل اعتبار. فالكارثة لا يجب أن تكون المحرك الوحيد للعمل، بل الدافع الدائم للإصلاح قبل أن نفقد ما تبقى من هذا الوطن المنهك.
الصحفي صالح حقروص
2025/11/10م













































