المعادلات الرياضية لطبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني

أبو بيروت:

الاحتلال في فلسطين هو استعمار استيطاني استحلالي واسرائيل هي قاعدة عسكرية متقدمة للمشروع الصهيو أمريكي في الوطن العربي للهيمنة على ثروات المنطقة وطرق التجارة العالمية ويعتمد هذا المشروع المتكامل على ترسانة فكرية واعلامية واقتصادية وعسكرية وامنية واستخباراتية وعلى تحالفات استراتيجية وHدوات محلية وعمالات رسمية وشعبية . وبعد طوفان الاقصى العجائبي الاسطوري زلزل هذا المشروع فانتبه قادة الكيان (قبل المحور) الى أن هذه الحرب هي وجودية . كل ماذكرناه صار من الثوابت والبديهيات. لنفكك إذا هذه المعادلة الرياضية ونبني من خلالها الحلول العلمية لطبيعة الصراع مع العدو ومخططاته وأدواته.

1.وجود استعمار يستوجب حتما تحرير الارض بكل الوسائل المتاحة حسب جميع الشرائع الدينية والانسانية.

2.كون هذا الاستعمار استيطاني استحلالي يعني إبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه ومصادرة كل مقدراته ووسائل عيشه فلا يجب أن نستغرب ما ارتكبه ومايقوم به الاسرائيلي من جرائم تخدم مشروعه وبمباركة امريكية ترى فيما يحدث استحضار لتاريخها الاستيطاني وابادتها لاكثر من 100 مليون من السكان الاصليين. تبعا لما ذكرنا نحيي صمود شعبنا العربي الفلسطيني على أرضه طيلة 70 عاما وبالاخص معجزة غزة الآن.

3.بما ان اسرائيل هي قاعدة عسكرية متقدمة للغرب فمن الطبيعي أن يوفر هذا الغرب كل مقومات الحياة داخل هذه القاعدة من اسلحة متطورة وفتاكة ولوجستيك مرن وبالتالي ومن الضروري ان تحطم اركان هذه القاعدة كما فعلت الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال حرب ال12يوما باستهدافها للمراكز الحساسة جدا داخل الكيان القاعدة بكل دقة وبتدمير مركز الذي حولها لأثر بعد عين مثل معهد وايزمان (كل خسائر العدو الفادحة نشرها الاعلام الغربي تحت وقع الصدمة) فأجبرت امريكا على طلب وقف اطلاق النار.

4.المشروع الصهيو امريكي يرمي الى نهب ثروات المنطقة وهذا ماحققه بالفعل طيلة قرن بالاعتماد على أنظمة خليجية عميلة صنعها الاستعمار وتكفل بحماية عروشها وهذا يستوجب ويحتم على أحرار الامة ومقاوميها خلخلة هذه العروش واسقاطها كخطوة اساسية لضرب هذا المشروع.

أما فيما يخص طرق التجارة العالمية البحرية التي تعد شريان الحياة للعدو وكذلك مطاراته فإن ضربها يعد أساسا لحصار الكيان وجزءا رئيسا من المقاومة وهذا ما أفلح فيه اليمن العنيد وقلب به جميع المعادلات الجيوسياسية في الشرق الاوسط وآلم المستوطنين الصهاينة وقذف في قلوبهم الرعب وحيد الاساطيل الغربية وأخرجها من دائرة الصراع كما أقر بذلك الامريكي .

5.حول تحالفات العدو الدولية الرسمية(بعد طوفان الاقصى كل شعوب الارض اصبحت متضامنة مع فلسطين) لاتوجد دولة تقول بتحرير فلسطين من البحر الى النهر عدى ايران واليمن وتونس والجزائر وكوبا .لذا لا يمكننا المراهنة على الدول التي تتجاهل أو تنكر هذا الحق ولا على الهيئات الاممية وعلى رأسها الامم المتحدة التي ساهمت في جريمة القرن- نكبة فلسطين- ومهما كانت علاقاتنا الايجابية ببعض الدول الكبرى ( روسيا والصين) لايمكننا نسيان أنها أول من اعترف بإسرائيل ويقيم معها حتى اليوم علاقات اقتصاديا وامنية وثيقة وبالتالي وحدها المقاومة من يحرر الارض والانسان.

6. الخيانة و العمالة داخل الوطن العربي حكومات وأفراد هي من مكنت العدو من البقاء ومن اختراق الشعوب والمنظمات المقاومة وبالتالي يستوجب على حركات المقاومة محاربة العملاء والخونة وتطهير الساحة منهم لضمان نجاح محاربة العدو وهذا ما تفطن له القائد المقاوم يحي السنوار رحمه الله فتحقق طوفان الاقصى المعجزة ووعاه أنصار الله فسيطروا على البحار والاجواء وكانوا خير جبهة اسناد لغزة. اما حزب الله فهادن المكونات اللبنانية العميلة تحت شعار السلم الاهلي فانكشف ظهره وخسر الكثير ولازال الخونة والعملاء داخل لبنان يطالبون بحصرية السلاح لدى الدولة ونحن نطرح حلا جوهريا لهذا المشكل والمتمثل في سيطرة المقاومة الللبنانية على الدولة وبذلك يحصر السلاح بيدها ثم تطهر الدولة من كل من يرتبط جزئيا أوكليا بالمشروع الصهيو أمريكي.

7.العدو الصهيوني يجير كل الامكانيات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية لخدمة مشروعه التوسعي وعلينا نحن كمقاومة ان نحشد قوانا الفكرية( نخب وطنية ومرجعيات دينية مقاومة ) لمواجهة الفكر التوراتي واساطير اليمين المسيحي واليهودي المتطرف وقوانا الاعلامية البديلة لفضح السردية الصهيونية وشحذ همة شعوب الامة . ولقد نجح اليمن وخاصة من خلال إطلالات السيد عبد الملك وخطاباته والقنوات التلفزية المقاومة وكذلك حزب الله وسماحة شهيد الامة رضوان الله عليه ؛ في شرح طبيعة الصراع ووسائل إدارته.

8. أما كون هذه الحرب وجودية كما فهمها العدو وشنها ونجح الى حد كبير في ادارتها فعلينا ان نفهمها كذلك ونخوضها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة بدون سقوف وبدون اعتبار للقانون الدولي وبتجرد من الانسانية تجاه شذاذ الآفاق وذلك بقصف اي نقطة تطالها الصواريخ ومها كانت الاهداف فلا يوجد مدني واحد في الكيان .لذا وبالنتيجة المنطقية يجب استهداف المراكز الحساسة العسكرية والمدنية والابراج السكنية والبنى التحتية (طاقة؛ مستشفيات؛ مطارات…) والرجوع الى العمليات الاستشهادية حتى يجبر الصهاينة على الهروب.

9. على الدول المجاورة للكيان ان تعي مدى خطورة ما يخطط له الاسرائيلي حتى لانقول العدو لان هذه الدول تقيم علاقات جيدة معه وتسنده في حربه على المقاومة وان الدور قادما عليها لامحالة وسوف تنهار عما قريب اما بافعل الاحتلال او بثورة شعوبها وانقلاب جيوشها.

10. نكرر دائما أن وحدها الحروب التي تغير التاريخ والجغرافيا وأن الله ينصر من ينصره وأن العزة لرسوله وللمؤمنين.

كاتب من تونس