اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
توصل باحثون في جامعة ييل الأمريكية، إلى أن نشاط دماغ الطفل وقت الولادة، يؤثر بشكل مباشر على سلوكياته الاجتماعية بالمراحل العمرية اللاحقة.
توصلت الدراسة إلى أن شبكة الدماغ، والتي تدعم معالجة المحفزات الاجتماعية كالوجوه والنظرات والكلام، تكون نشطة بالفعل عند الولادة أو بعد ذلك بفترة وجيزة.
ويوفر هذا الاكتشاف نظرة ثاقبة على العمليات الدماغية التي تكمن وراء السلوكيات الاجتماعية في وقت لاحق من الحياة، فعلى سبيل المثال، يعد قلة الاهتمام بالوجوه أحد العلامات الرئيسية لاضطراب طيف التوحد، ويشتبه الباحثون في أن هذا المسار، المعروف باسم مسار الإدراك الاجتماعي، قد يكون وظيفيًا في وقت مبكر جدًا من التطور.
قالت الدكتورة كاتارزينا تشاوارسكا، أستاذة طب الأطفال النفسي في كلية الطب بجامعة ييل (YSM) والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن الأطفال حديثو الولادة يظهروا بالفعل تفضيلًا للوجوه والنظرات.
واستخدم الباحثون بيانات من مشروع تطوير الاتصال البشري، وهي دراسة تجمع صور الدماغ والبيانات السريرية والسلوكية والمعلومات الجينية من الأطفال حتى سن 10 أشهر، وباستخدام بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي للمشروع، قام الباحثون بتقييم الاتصال الوظيفي عبر مناطق الدماغ التي تشكل مسار الإدراك الاجتماعي، والذي يتضمن مناطق مخصصة لمعالجة الرؤية ومنطقة تسمى الثلم الصدغي العلوي والتي تتخصص في معالجة الوجوه والكلام ومعلومات النظرة.
أوضح الدكتور داستن شينوست، المدير المساعد لتقنيات التصوير الطبي الحيوي في معهد ييل، والباحث الرئيسى للدراسة، أن الباحثون وجدوا أن الاتصال داخل هذه الشبكة كان قويًا بالفعل في غضون أسبوعين بعد الولادة، وتشير هذه النتائج إلى أن بعض التفضيلات الاجتماعية التي نراها لدى الأطفال في وقت مبكر، قد تعتمد على هذا المسار.
أجرى الباحثون بعد ذلك تحليلًا مشابهًا على أطفال لديهم فرد من عائلتهم مصاب باضطراب طيف التوحد، مما يزيد من احتمالية إصابتهم بصعوبات اجتماعية، وضمن هذه المجموعة، بدا أن المسار العصبي مترابط منذ الولادة، كما لاحظ الباحثون لدى المشاركين في مشروع تطوير الشبكة العصبية البشرية.
بمتابعة هذه المجموعة الثانية من الأطفال على مر الزمن، وجد الباحثون أن الأطفال الذين أظهروا ارتباطًا أقوى في مسار الإدراك الاجتماعي بعد الولادة بفترة وجيزة، اهتموا أكثر بالوجوه عندما بلغوا أربعة أشهر، علاوة على ذلك، ارتبط الاهتمام الأكبر بالوجوه في عمر أربعة أشهر بانخفاض الصعوبات الاجتماعية في عمر ثمانية عشر شهرًا.
يشير إلى أن العمليات الدماغية القشرية التي تؤدي إلى الاهتمام الاجتماعي، من المرجح أن تلعب دورًا بعد الولادة بفترة وجيزة، وتضع الأساس لتطوير مهارات المشاركة الاجتماعية، كما تساعد تلك الدراسة على فهم المزيد عن العمليات الدماغية التي تحرك الاهتمام الاجتماعي في التطور الطبيعي، والتي قد تكون متورطة في نقاط الضعف الاجتماعية التي نعلم أنها مرتبطة بالتوحد.