اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
صنعاء- سبأ:
يمثل العدوان الأمريكي على إيران، اليوم الأحد، منعطفًا خطيرًا في مسار تطورات الأحداث في المنطقة، وتحديدًا في الصراع مع العدو الإسرائيلي؛ لأن هذا الصراع، بعد العدوان الأمريكي، يضع إيران في معركة وجود ، وهي معركة تتطلب منها إعادة قراءة الأحداث برؤية استراتيجية، تتجاوز ما كانت عليه قبلا، وتعزز من قدرتها على استغلال الفرص السانحة الآن، وتستثمر جيدًا قدرات الصد والهجوم في آن.
وفي مقدمة هذه الفرص استغلال حالة الإرهاق والضعف التي بات عليها العدو الإسرائيلي على مستوى الدفاعات الجوية، ومواصلة الهجمات الجوية من ناحية، ومن ناحية أخرى تعزيز قدرات هذه الهجمات، من حيث استهداف قدرات العدو المؤثرة في خريطة وجوده العسكري؛ بمعنى تحديد أهداف أكثر أهمية، واستغلال ما وصلت إليه دقة الصواريخ الإيرانية في استنزاف إمكانات الكيان الاستراتيجية، والوصول بالهجمات إلى مرحلة ترتفع معها نسب إصابة الأهداف العسكرية الاستراتيجية.
واستمرار الهجمات، وفق هذا الرؤية، يعني في المقابل تراجع كبير لقدرات الدفاع الجوي للكيان، وتصاعد مخاوف الكيان، وبالتالي واشنطن.
من نافل القول الإشارة إلى أنه مع كل موجة من موجات الهجمات الصاروخية الإيرانية تتراجع نسبة من قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتالي فالمعركة تمضي لصالح طهران، لكن عليها استغلال ما يحدث جيدًا.
تقول مصادر أمريكية إن الكيان يخسر يوميًا ما قيمته مليار دولار، هي قيمة صواريخ الدفاع الجوي في منظومته متعددة الطبقات، كما تقول ذات المصادر إنه لم يتبق لديه من مخزون صواريخ هذه المنظومة إلا القليل، مما يعني أن الأيام المقبلة ستكون أكثر فائدة للجانب الإيراني، وعليه استغلالها من خلال دراسة عميقة لأهداف العدو في داخل الكيان، وتحقيق أعلى نسبة من الدقة في الإصابة، وصولًا إلى إفقاد العدو قدرته على الصد، وبالتالي مزيد من انفتاح اجواءه أمام الهجمات، وحينها ستتراجع قدرته على الدفاع.
بالتأكيد أن واشنطن تدرك ذلك، ولن تترك الكيان للهزيمة؛ لأن هزيمته تعني تلاشي وجوده الطارئ؛ وبالتالي ستدعمه، لكن استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية ستكون كفيلة بتحقيق مراحل من الارهاق المتوالي، مهما كان قدرة العدو على الصمود، وتلقي الدعم.
استطاعت الهجمات الإيرانية خلال الأيام العشرة الماضية تحويل الكيان الصهيوني من حال الهجوم إلى حال الدفاع؛ تحت الضربات الصاروخية المتوالية صباحًا ومساء؛ والتي استطاعت أن تربكه، وتضعف قدراته الهجومية؛ وقبل ذلك إرباك علاقته مع الداخل، على وقع الضربات المتوالية، التي تجعل المستوطنين في حالة رعب، وقبل ذلك في حال خسارة متوالية أصبح يدفعها كل مستوطن، وهي خسارة لا تقتصر على جهاز دولة الكيان، وبالتالي مع توالي الهجمات اليومية ستتضخم خسارة العدو، وتتدهور علاقته بالمستوطنين، جراء توالي الخسائر وارتفاع مؤشرات عدم الاستقرار مقابل الخوف الدائم من الصواريخ؛ أي افقاد الوجود الإسرائيلي لاستقراره وتعزيز شعوره بالضعف.
عقب العدوان الأمريكي سيعمل العدو الإسرائيلي على استغلال الفرصة، ويكثف من هجماته في الداخل الإيراني،
والحل الوحيد لمحاصرة هجمات العدو الإسرائيلي في الداخل الإيراني هو القبض على الجواسيس، وفي مقدمتهم من كانوا وراء مسيّرات الاغتيالات.
في المقابل، على طهران مضاعفة الهجمات وتكثيفها على الكيان؛ وعدم إتاحة الفرصة للكيان لاستغلال زمن ما بعد العدوان الأمريكي، أي أن طهران معنية بتحويل اللحظة لصالحها؛ وهو ما يجب أن تستوعبه طهران وتعمل عليه، وتستمر في خطتها الهجومية دون تراجع، لتحقيق الهدف، وهو كسر شوكة العدو؛ فالمعركة باتت معركة وجود؛ والخيارات باتت هجومية صوب الكيان؛ والعدو لن يتوقف، وعلى طهران أن تستثمر اللحظة، وتحقق الغلبة، وفق رؤية استراتيجية تتجاوز ما كانت عليه قبل العدوان الأمريكي.
إكــس