اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تشير دراسات علمية حديثة إلى أن الاختلافات بين أدمغة الرجال والنساء ليست مجرد نتيجة للتربية أو تأثير البيئة المحيطة كما كان يُعتقد سابقًا، بل تمتد جذورها عميقًا في تاريخ التطور البيولوجي، بحسب الرجل.
ووفقًا لما نشره موقع The Conversation، اكتشف العلماء أن هذه الفروق تظهر منذ المراحل الأولى لنمو الجنين، أي قبل أن يولد الإنسان بوقت طويل.
وتبيّن للباحثين عند دراسة النشاط الجيني داخل الدماغ أن هناك آلاف الجينات التي تعمل بشكل مختلف بين الجنسين. فقد وجدوا أن مئات الجينات تكون أكثر نشاطًا في أدمغة الذكور، بينما توجد مئات أخرى تعمل بقوة أكبر في أدمغة الإناث.
تأثير الهرمونات على الدماغ
وفي دراسة حديثة أُجريت عام 2025 على 266 دماغًا لجنين بعد الوفاة، لاحظ العلماء أن هذه الفروق الجينية تبدأ مبكرًا جدًا، إذ كان هناك عدد كبير من الجينات النشطة لدى الأجنة الذكور مقابل عدد آخر لدى الإناث، وهي أنماط تستمر لاحقًا في دماغ الإنسان البالغ.
ورغم الاعتقاد السابق بأن الكروموسومات الجنسية (X وY) هي المصدر الرئيسي لهذه الفروق، تبيّن أن أغلب الجينات المتأثرة لا تقع على هذه الكروموسومات، بل على كروموسومات يشترك فيها الرجال والنساء.
وهذا يعني أن الهرمونات، مثل التستوستيرون والإستروجين، تلعب دورًا كبيرًا في تشغيل الجينات داخل الدماغ أو تعطيلها، مما يخلق اختلافات واضحة في كيفية عمل الخلايا العصبية.
وتشير الأبحاث أيضًا إلى ارتباط بعض هذه الاختلافات بخطر الإصابة بأمراض معينة. فهناك جينات ترتبط بالنساء وقد يكون لها علاقة بارتفاع نسب الإصابة بمرض ألزهايمر بينهن، بينما تشير دراسات أخرى إلى أن وجود جين ذكري معين في الدماغ قد يزيد من شدة أعراض مرض باركنسون لدى الرجال.
ومع ذلك، يحذر العلماء من أن اختلاف نشاط الجينات لا يعني بالضرورة اختلافًا مباشرًا في القدرات العقلية أو السلوك، لأن الدماغ يملك آليات تعويضية تساعده في الحفاظ على توازن وظيفي بين الجنسين.
ولا تقتصر هذه الفروق الجينية على البشر فقط، إذ رُصدت أنماط مشابهة في أدمغة الفئران والجرذان والقرود، بل وحتى في كائنات بسيطة للغاية. وهذا يدل على أن الاختلافات بين أدمغة الذكور والإناث قديمة جدًا، وربما تعود إلى بدايات ظهور الثدييات قبل عشرات الملايين من السنين.
ورغم تراكم الأدلة العلمية، يؤكد الباحثون أن فهم التأثير الحقيقي لهذه الفروق على القدرات العقلية والسلوك والصحة ما يزال محدودًا، وأن السنوات المقبلة قد تحمل تفسيرًا أوضح لكيفية تشكل هذه الفروق وما تعنيه لحياة الإنسان اليومية.













































