اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
عدن، 5 أكتوبر 2025 – كشف استطلاع رأي أطلقه 'منتدى الإرادة الذاتية' (Self-Determination Forum) لتقييم تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي (STC) بعد مرور تسع سنوات على تأسيسه، عن تباين حاد في آراء النخب الجنوبية، تراوحت بين الإشادة بالنجاح الأمني والدبلوماسي، والتقييم الحاد الذي وصل إلى وصف التجربة بـ 'الفشل الذريع' في الملف الخدمي والمعيشي.
وشارك في الاستطلاع عدد من الأكاديميين والناشطين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، الذين دعوا جميعاً إلى مراجعة استراتيجية شاملة للمسار السياسي الحالي في الجنوب.
السؤال المحوري الأول: تقييم التجربة (جوانب القوة والضعف)
أظهرت التقييمات نقاط إجماع واضحة في تحديد جوانب القوة والضعف، حيث أجمع غالبية المشاركين على أن أبرز نجاحات 'الانتقالي' تكمن في الجانب العسكري والأمني والدبلوماسي، بينما يمثل الملف الخدمي والاقتصادي نقطة الضعف الأكبر. وقد قوبل هذا الإجماع بنقد راديكالي ينفي أي إنجاز حقيقي.
(تُدرج هنا مداخلة الأستاذة نغمة السيلي كجزء من التقييم الحاد):
كما قدمت الأستاذة نغمة علي أحمد السيلي، عضو مجلس قيادة الحركة المدنية الحقوقية، تقييماً نقدياً مفصلاً، مؤكدة أن القصد منه هو 'التنبيه إلى نقاط الضعف التي رافقت مسيرة المجلس منذ العام 2017م'. وأوضحت السيلي أن الحركة تستوعب تماماً 'ما تحقق من إنجازات للمجلس الانتقالي في الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب والمخدرات'.
ولكنها أشارت إلى أن ما 'يعاب عليه الإخفاق في مجال تقديم الخدمات وضمان تحسين معيشة المواطنين'، مشددة على أن سكان المحافظات المحررة يعانون من عدم توفر الكهرباء والماء، وارتفاع أسعار السلع، والحرمان من الراتب الذي هو حق وليس منة. وأضافت السيلي أن الجنوب 'أصبح لا يمتلك قراره وافتقد لحق السيادة الوطنية والسيادة على المرافق السيادية'، مشيرة إلى أن 'موارد الدولة أصبح ينتفع بها البعض على حساب الغالبية العظمى من أبناء الجنوب'.
جوانب القوة (إشادة حذرة)
الاختراق الدبلوماسي والتمثيل: أشارت الناشطة مريم العمودي إلى 'نجاح المجلس في رفع القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية'. وأكد الأستاذ مياد سالم نجاحه في 'تشكيل كيان سياسي جنوبي موحد يمثل القضية محلياً وخارجياً'.
النجاح الأمني (جزئياً): أكدت الدكتورة جميلة السليماني أن أبرز جوانب القوة تتمثل في 'النجاح بمكافحة الإرهاب، وامتلاك قوات نظامية مجهزة'.
جوانب الضعف والتحديات (الإخفاقات الداخلية والفساد)
الفشل في الخدمات والمعيشة: وصفت الدكتورة السليماني الفشل في تحسين معيشة المواطن بأنه 'فشل ذريع'، لتركيزه على الجانب الأمني وإهمال ملف الخدمات.
تقييم 'فاجعة شعب': وصف العميد أحمد السليماني التجربة بأنها 'فاجعة شعب'، مؤكداً أن المجلس ضاعف معاناة الشعب وفقدانه لـ سيادته على أرضه وقراره وكرامته.
تقييم نقدي شامل: 'فشل سياسي' وهيكلة عسكرية 'ناشز'
قدم رئيس الرابطة الإعلامية الجنوبية، الأستاذ محمد الحريبي، تقييماً حاداً وشاملاً، ناصباً الانتقاد نحو الفشل السياسي والضرر المجتمعي والهيكلة العسكرية الحالية:
فشل سياسي وتبعية للخارج: أكد الحريبي أن التجربة تعكس 'فشلاً سياسياً' نتج عن تقديم الانتقالي نفسه 'كأداة تنفيذية تتماشى مع إرادة الخارج، ولا تعكس تطلعات الشعب'.
الانتقاد الحاد للجوانب العسكرية: أشار الحريبي إلى أن الحديث عن الإنجازات العسكرية يمثل 'حالة نشاز'، معتبراً أن القوات الموجودة، رغم كونها جنوبية، إلا أنها 'خضعت إلى إدارة التحالف الذي جعلها عبارة عن ميليشيات تحمل طابعاً مناطقياً ودينياً'. وحذر من أن هذا التناقض 'الفاجر' قد يتسبب 'بكوارث إن لم يتم إعادة ترتيبها ضمن مؤسسة عسكرية واحدة'.
ضرر مجتمعي وقيمي: أكد الحريبي أن هذا المسار أدى إلى تعميق الانقسامات ونشر ثقافة المناطقية والمحسوبية، وممارسة الفساد بكل أشكاله، مما أحدث أضراراً فادحة في قيم الشعب، وجعل إيمانهم بالقضية 'مهزوزاً ومشوهًا'.
خلاصة الرؤية: اختتم الحريبي تقييمه بالتأكيد على أن 'الانتقالي لا يمثل تطلعات الجنوبيين إطلاقاً وإنما يمثل تطلعات منظومات مصالح'.
السؤال المحوري الثاني: قناعات المستقبل (البدائل المطلوبة)
توافقت الآراء النقدية على أن المستقبل يتطلب تغييرات جذرية في المسار الحالي، تركز على البناء الداخلي وتوسيع المشاركة.
الدعوة إلى نظام حكم مدني:
الأستاذ محمد العيسائي (عضو قيادة حركة) طالب برؤية بديلة تتمثل في 'إعداد وتخطيط برنامج ورؤية لـ نظام حكم مدني'، مؤكداً أن 'الخلاص… هو في إقامة نظام مدني' لمواجهة العقلية القبلية والعسكرية المهيمنة.
ضرورة البديل والمراجعة الشاملة:
أكد العميد أحمد السليماني أن البديل أصبح ضرورة ملحة، طالباً من قواعد الانتقالي أولاً 'فرض التغيير المطلوب لقيادتة'. وشدد على أنه في حال عدم القدرة على ذلك، 'سيولد بديل من رحم معاناة الشعب وهذا الأمر حتمي'.
دعا الأستاذ مياد سالم إلى ضرورة 'إعادة توجيه المسار' عبر ثلاث نقاط: توسيع قاعدة المشاركة السياسية لتشمل كافة المكونات، والتركيز على بناء مؤسسات مدنية قوية، والانفتاح على مبادرات الحوار الوطني الجنوبي.
أوصت مريم العمودي بضرورة أن يُقيم المجلس مشاركته الحالية ويضع رؤية جديدة لـ تعزيز دور المجالس التنفيذية التابعة له في المحافظات.