اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
في مثل هذا اليوم من كل عام، يستحضر أبناء الجنوب، بمشاعر الفخر والاعتزاز، ملحمة تحرير الضالع التي لم تكن مجرّد معركة عسكرية، بل محطة مفصلية رسمت ملامح المسار الوطني التحرري نحو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
تحرير الضالع في 25 مايو 2015 مثّل لحظة فارقة، ليس فقط في بعدها العسكري، بل في شحذ الوعيالجنوبي وبلورة إدراك جديد لدى الأجيال الناشئة، مفاده أن استعادة الوطن لا تكون بالشعارات وحدها، بل بالإرادة والتضحية والفعل الميداني.
تاريخ الضالع مع النضال ليس وليد اللحظة، فمنذ اللحظات الأولى للاجتياح اليمني في 1994، كانت الضالع من أوائل المدن التي رفضت الأمر الواقع وواجهت أدوات الاحتلال بكل أشكال المقاومة السلمية والعسكرية.
لم تكن الجغرافيا وحدها ما منح الضالع أهميتها، بل ما تمثله من عمق استراتيجي وروحي للثورة الجنوبية، كما أن تحرير الضالع كان أول كسر حقيقي لقوة الاحتلال في الجنوب، وأول نصر عسكري منظم يُنتزع بإرادة المقاومة الجنوبية.
إن من أهم الدروس المستخلصة من تحرير الضالع، هو أن النصر لا يُهدى، بل يُنتزع، وأن الأرض التي تُروى بالدماء يجب أن تُصان بالوعي.
لذا، فإن غرس مفاهيم الهوية الوطنية الجنوبية، والتعريف بالتضحيات التي قدّمها أبناء الضالع، هو واجب تربوي وثقافي يقع على عاتق المؤسسات التعليمية والإعلامية معًا.
جيل اليوم بحاجة إلى أن يُدرك أن كل شهيد سقط في الضالع، كان يُمهّد الطريق لكرامة يعيشها هو اليوم، وأن كل أسرة تهجّرت وكل طفل فقد أمانه، كان ثمنًا لبناء وطن جديد لا يخضع للهيمنة ولا يقبل التبعية.
فحين سقطت جحافل الاحتلال على أطراف الضالع، ظنّ المعتدون أنهم أمام منطقة عبور، ففوجئوا بأنها قلعة صمود. ومن رحم هذا الصمود، وُلِد مشروع التحرير الممتد، فكانت الضالع هي من رفعت الراية أولًا، ودفعت بالمشروع الجنوبي إلى واجهة المعادلة الإقليمية والدولية.
تحرير الضالع ليس ذكرى تُروى، بل مسار يجب أن يُستكمل، وبالتالي يجب فهم أهمية هذا الحدث في سياقه السياسي والتاريخي ما يصنع الفرق بين جيل يحفظ التاريخ وجيل يصنعه.