اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
في مشهد يشبه مفترق طرق حاسم، وجدت OpenAI نفسها بين نيران التزاماتها الأخلاقية وطموحاتها المالية. ضغوط شديدة مارستها شخصيات مثل إيلون ماسك، وأكاديميون بارزون، وموظفون سابقون، أجبرت الشركة على إعادة النظر في مسارها الربحي، لتعود وتعلن قرارًا يغير ملامح استراتيجيتها بالكامل. القرار لم يأتِ بسهولة، بل كان ثمرة نقاشات معمقة مع جهات رقابية، ومراجعة دقيقة لهوية المؤسسة التي لطالما قدمت نفسها كحارس للمصلحة العامة في عالم الذكاء الاصطناعي.
تحوّل استراتيجي جذري في OpenAI
أعلنت شركة OpenAI، المطورة لأشهر نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، عن تخليها عن خطتها للتحول إلى كيان ربحي تقليدي. وجاء هذا القرار عقب تصاعد انتقادات علنية من موظفين سابقين وأكاديميين، بالإضافة إلى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك. الشركة قررت بدلاً من ذلك إعادة هيكلة قسمها الربحي ليعمل كـ'شركة منفعة عامة'، مع الحفاظ على سيطرة الجهة غير الربحية الأم على العمليات التجارية.
توافق قانوني ومجتمعي يحدد ملامح المستقبل
رئيس مجلس إدارة الشركة، بريت تايلور، أوضح في بيان رسمي أن القرار جاء بعد مشاورات مكثفة مع منظمات المجتمع المدني ومكاتب النائب العام في ولايتي ديلاوير وكاليفورنيا، المسؤولتين عن تقييم إعادة الهيكلة. وقدّم تايلور شكره لتلك الجهات، مؤكدًا استمرار الحوار من أجل ضمان اتساق الهيكل الجديد مع أهداف OpenAI الرامية لخدمة البشرية من خلال الذكاء الاصطناعي.
التوازن بين الاستثمارات والمهمة الأخلاقية
الرئيس التنفيذي سام ألتمان أشار في حديث مع الصحفيين إلى أن الهيكل المعدل يتيح للشركة جمع التمويل اللازم دون التضحية بمهمتها الأخلاقية. وأضاف أن هذا التغيير يلغي الحد الأقصى لعوائد المستثمرين، مما يجعل الشركة أكثر جاذبية في عيون المستثمرين، لا سيما في ظل المنافسة العالمية الشرسة في هذا المجال.
ضغوط التمويل والمستقبل المجهول
ورغم تحقيق الشركة لإيرادات متوقعة تبلغ 12.7 مليار دولار هذا العام، فإن تكاليف تطوير نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تظل عبئًا كبيرًا، حيث قد تصل تكلفة النموذج الواحد إلى مليارات الدولارات. وفي ظل جولة تمويل تصل إلى 40 مليار دولار، وضع المستثمر الرئيسي 'سوفت بنك' شرطًا حاسمًا يقضي بإتمام إعادة الهيكلة قبل نهاية عام 2025، وإلا فسيتم تقليص التمويل بنحو 10 مليارات دولار.
تساؤلات قانونية وأخلاقية حول النية الحقيقية
وقد أبدى دارين شيفر، وهو شريك في مكتب هانسون بريدجيت للمحاماة، تحفظه على هذا التوجه، مشيرًا إلى أن الجمع بين أهداف غير ربحية واحتياجات استثمارية يفتح الباب أمام تساؤلات معقدة بشأن الأولويات. من جانبها، عبرت روز تشان لوي، المديرة التنفيذية بمركز لوييل ميلكن بجامعة كاليفورنيا، عن قلقها من مدى سيطرة الكيان غير الربحي على التقنيات المطورة، مؤكدة أن التفاصيل المستقبلية ستكون حاسمة في تحديد نجاح هذا التحول.