اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
يفر التجار من جحيم مليشيات الحوثي فتتلقفهم مطرقة إخوان اليمن بالملاحقة والإتاوات حتى غدت مدينة مثل تعز بيئة طاردة لرؤوس الأموال.
وعلى خطى مليشيات الحوثي وبشكل لا يختلف عن جوهرها الإجرامي، يمارس الإخوان وعناصرهم ابتزاز رجال المال ويفرضون الجبايات غير المشروعة تحت وطأة تهديد السلاح، فضلا عن المضايقات والسطو على محلاتهم وممتلكاتهم بل وحتى تصفياتهم بدم بارد.
ويعود السبب الرئيسي في تفاقم هذه الجرائم ضد عصب الاقتصاد المحلي إلى إزدواجية إخوان تعز، ففيما يحركون من خلف الستار فوضى المسلحين، يظهرون علنا بثوب الواعظ بل وفي صف المعارضة للتنصل من مسؤوليتهم أمام الرأي العام.
ولعل أحدث فصول هذا المسلسل الدامي، ما تعرض له تاجر قطع السيارات مهيوب قاسم الشرعبي من ملاحقة مسلحين لتنظيم الإخوان واقتحام منزله في حي عصيفرة وسط مدينة تعز الأيام الماضية في محاولة سافرة لابتزازه ماليا.
وبحسب مصادر محلية مدعومة بمقطع مصور فقد أصيب نجل التاجر مهيوب الشرعبي، بجروح خطيرة إثر تعرضه لاعتداء ومحاولة القتل من قِبل هؤلاء المسلحين الذين طاردوه في الأزقة وعلى أسقف المنازل المجاورة في مشهد يعكس تمادي الإجرام.
ولم يكن هذا الهجوم هو الأول في مسلسل الرعب الإخواني، إذ سبق في أبريل/ نيسان الماضي، اعتداء الضابط المحسوب على الإخوان علي الأثوري على التاجر جلال المشرقي في مقر عمله بمدينة التربة جنوبي تعز وذلك أمام عدسات كاميرات المراقبة.
وأظهر مقطع مصور اقتحام الضابط الإخواني الأثوري برفقة مسلحيه للمحل التجاري والاعتداء بالضرب على التاجر المشرقي قبل اعتقاله بالقوة وهو ما أثار غضب الرأي العام، ودفع بالكثيرين للنزول للشارع والتظاهر للمطالبة بمحاسبة الضابط المعتدي.
نهب واغتيالات واختطاف
على مدى 10 سنوات عجاف، لم يسلم التجار في مدينة تعز من مسلسل الإرهاب، والتي تنوعت بين هجمات بالنار والرصاص ونهب محلات تجارية بل ومواجهة آخرين الاغتيالات والاختطافات المنهجية.
وأحد الأمثلة على هذا الإرهاب المنظم، ما حدث في سبتمر/ أيلول 2024, حين أطلق مسلح إخواني النار على معرض الشرق الأوسط للأجهزة المنزلية والإلكترونيات بشارع جمال الحيوي، ممّا أدى إلى إصابة صاحبه وذلك إثر فشل المسلح في ابتزاز التاجر، وإجباره على دفع إتاوات باهظة غير قانونية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، رصدت عدسات كاميرات المراقبة واقعة سطو مسلح أخرى طالت 'محل الوكيل لبيع الهواتف'، الكائن في شارع التحرير الاسفل وسط تعز، وذلك تهديد السلاح.
في يوليو/ تموز 2022, اغتال مسلحين مجهولين التاجر محمد سيف عبدالله في مقر عمله في نجد قسيم بمديرية المسراخ جنوب تعز، فيما اختطف مسلحين في الشهر ذاته التاجر هشام الزريقي، أحد تجّار سوق الجملة، وتاجر ومالك محلات “الزريقي للإلكترونيات” في شارع جمال وسط المدينة.
ويُعتقد أن التساهل الأمني والتواطؤ الإخواني، قد شجع على تصاعد هذه الجرائم ضد التجار، ومنها ما تعرض له تاجر الفحم قاسم الزبيدي من جريمة وحشية شاركت فيها عصابة من 3 عناصر بينهم امرأة قي مدينة التربة نهاية عام 2022 في حادثة هزت المجتمع.
وشهد عامي 2018 و2019, ذروة هذه الهجمات ولعل أكثرها وحشية اقتحام عصابة إخوانية مسلحة منزل التاجر 'حسين عبدالرب آل سنان' في بلدة بئر باشا غرب مدينة تعز، وطعنه حتى الموت.
وفي حادثة أخرى تجسد حجم الإجرام، حاولت عصابة تنتمي لذات التيار على ابتزاز التاجر مروان حميد المخلافي وعندما واجهت بالمقاومة لجأت لإطلاق النار عليه مما أدى لمصرعه على الفور وإصابة شقيقه ووالدتهما.
وفي ظل هذا الفراغ الأمني المريب، تنشط عناصر مسلحة موالية للإخوان في تقديم خدمة مجانية لمليشيات الحوثية التي تراهن على حالة عدم الاستقرار في مناطق الشرعية لترسم صورة سيئة لاسيما عن تعز أمام الرأي العام وتظهرها عاجزة عن حماية ابنائها التجار.
ووفقا لتجار في تعز فإن 'استمرار هذه الأعمال العدائية بحق هذه الشريحة التي تحرّك عجلة التنمية في المحافظة تستهدف طرد رؤوس الأموال”.
ويضيف تاجر فضل عدم ذكر اسمه، لـ'العين الإخبارية' بمرارة بالقول 'نحن نقوم بعملنا التجاري ولا ناقة لنا ولا جمل في الصراعات التي تعيشها تعز، ونكافح من أجل لقمة العيش لأطفالنا بعد الفرار من جحيم بطش الحوثي لنقع في نار عصابات الإخوان”.