شراكة متكاملة بين جمعيات أمانة العاصمة والحديدة لدعم سلاسل القيمة

الحديدة - سبأ- تقرير: جميل القشم

في ظل توجه وطني متصاعد لتعزيز الأمن الغذائي وصولًا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، تتكامل الجهود الرسمية والمجتمعية لبناء منظومة إنتاج متماسكة تعتمد على سلاسل القيمة الزراعية والسمكية، باعتبارها الركيزة الأكثر فاعلية في ربط الإنتاج بالأسواق ومعالجة فجوات التسويق والتجميع والتصنيع.

تُبرز محافظة الحديدة بثقلها الزراعي والسمكي كأحد أهم محاور الإنتاج، فيما تمثل أمانة العاصمة السوق الاستهلاكي الأكبر الذي يحتضن عمليات التسويق والتبريد والتجميع، ما يجعل التكامل بين الجانبين ضرورة إستراتيجية وليست مجرد تعاون مرحلي.

وانطلاقًا من هذه الرؤية، شهدت محافظة الحديدة خلال الأيام الماضية لقاءات مكثفة ونزولات ميدانية لفريق تنموي من أمانة العاصمة، ضمت رؤساء الجمعيات ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي الأمانة، بإشراف وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، وبالشراكة مع مكتب الشؤون الاجتماعية بالأمانة ومؤسسة بنيان التنموية.

شكلت اللقاءات منصة عملية لتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الميدانية للجمعيات الإنتاجية، وصولاً إلى التوافق على برامج مشتركة تدعم تطوير سلاسل القيمة وتحقيق التكامل بين مناطق الإنتاج ومراكز الاستهلاك.

وتوّجت اللقاءات والزيارات الميدانية بتوقيع اتفاقيات تعاون بين جمعيات أمانة العاصمة ومحافظة الحديدة في المجالات الزراعية والسمكية، لاستكمال سلاسل القيمة وتعزيز دور الجمعيات في دعم التنمية الاقتصادية.

وجاء توقيع الاتفاقيات في إطار اللقاءات التنسيقية والنزول الميداني لفريق أمانة العاصمة لعدد من مديريات محافظة الحديدة، لتعزيز التنسيق بين الجمعيات وتفعيل الشراكة مع شركاء التنمية في القطاعين الزراعي والسمكي.

واطلّع فريق الأمانة خلال نزولاته الميدانية إلى المديريات المستهدفة، على المشاريع الزراعية القائمة وتجارب الجمعيات التعاونية الزراعية والسمكية، وتبادل الخبرات ميدانياً بما يسهم في تطوير مجالات التعاون وتوسيع تطبيق نماذج سلاسل القيمة المتكاملة.

وفي اللقاءات، التي تخللها توقيع عدد من الاتفاقيات، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب، الاتفاقيات انتقالاً بالعمل التعاوني من مستوى الجهود المتفرقة إلى مستوى التخطيط والعمل المشترك وفق رؤى وبرامج واضحة، بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج الزراعي والسمكي وتحسين إدارة الموارد.

وأشار إلى أن أمانة العاصمة تراهن على الجمعيات كأذرع تنفيذية، قادرة على الوصول إلى المنتجين في الميدان، وربطهم بالأسواق عبر سلاسل قيمة متكاملة، بما يدعم التوجه لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف فاتورة الاستيراد.

فيما أكد وكلاء وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية لقطاع الثروة النباتية الدكتور إبراهيم السراجي وأمانة العاصمة لشؤون القطاع الزراعي محمد سريع، وقطاع التخطيط بالأمانة الدكتور عبدالوهاب شرف الدين، أن الشراكة بين جمعيات أمانة العاصمة وجمعيات الحديدة تمثل أنموذجاً للتكامل بين مناطق الإنتاج ومراكز الاستهلاك، من خلال تصميم تدخلات مشتركة تشمل مراحل الإنتاج والتجميع والتبريد والنقل والتسويق.

وأوضحوا أن الاتفاقيات الموقعة ستسهم في توحيد الجهود الفنية والتنظيمية للجمعيات، وتبادل الخبرات في إدارة السلاسل والقروض الدوّارة والخدمات الفنية للمزارعين ومربي الأسماك، بما ينعكس على جودة المنتجات وتنافسيتها في السوق المحلي.

بدوره، أوضح رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي والسمكي مبارك القيلي، أن هذه الخطوة تأتي في سياق رؤية أوسع للاتحاد تقوم على بناء شبكة مترابطة من الجمعيات القاعدية في مختلف المحافظات، بما يمكنها من أداء دورها التنموي وفق خطط وبرامج مدروسة.

ولفت إلى أن الاتحاد يعمل على مرافقة الجمعيات في الجوانب التنظيمية والقانونية والفنية، وتأهيل الكوادر الإدارية، وربط الجمعيات بمؤسسات التمويل والشركاء الداعمين، ترجمة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية بالتركيز على التنمية الإنتاجية وتعزيز صمود المواطنين.

وكيل المحافظة لشؤون مربع مدينة الحديدة علي كباري، أشار إلى أن اللقاءات التنسيقية تمثل مساحة عملية لتبادل الخبرات بين الجمعيات، وتوحيد الجهود في تنفيذ المشاريع الزراعية والسمكية، وبناء سلاسل قيمة متكاملة من الإنتاج حتى التسويق.

في حين أشاد رئيس هيئة تطوير تهامة علي هزاع، ومدير وحدة تمويل المبادرات والمشاريع الزراعية والسمكية بالمحافظة يحيى الوادعي، بالدور الذي تضطلع به أمانة العاصمة في دعم جهود تحقيق الأمن الغذائي.

وحثا جمعيات الأمانة على الاستفادة من التجارب والنجاحات التي حققتها جمعيات الحديدة في عدد من سلاسل القيمة، خاصة في إدارة التسويق، وتنظيم صغار المنتجين في كيانات تعاونية فعّالة.

وفي السياق، أفاد عضو وحدة التمويلات المركزية عامر الحاتمي، بأن توقيع اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها ستسهم في تذليل الصعوبات التي تواجه الجمعيات في الميدان، وتوسيع نطاق الاستفادة لمزارعي ومربي الأسماك في المديريات المستهدفة، مؤكداً استعداد الجهات المعنية بمحافظة الحديدة لتوفير التسهيلات اللازمة لإنجاح البرامج والمشاريع المشتركة.

وفي اللقاءات التي حضرها مدير المسالخ بالأمانة أحمد الإدريسي، ومسؤول قطاع مكتب الزراعة محمد هاجر، ورؤساء الجمعيات بأمانة العاصمة ومحافظة الحديدة ومدراء المديريات، استعرض مدير وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بالأمانة المهندس عبدالملك الإنسي، أبرز الإنجازات في سلاسل القيمة التي أسهمت الوحدة في إنجازها، ومنها إنشاء جمعيات وبنية تحتية تسويقية زراعية وسمكية من أسواق مركزية ونقاط تجميع وتبريد، باعتبار أمانة العاصمة السوق الاستهلاكي الرئيس للمحافظات.

وبين أن الوحدة تعمل على الانتقال ببرامجها من التدخلات المحدودة إلى بناء نماذج متكاملة لسلاسل القيمة، تضمن تحسين دخل المنتجين، وتوفير منتجات زراعية وسمكية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للمستهلك، من خلال ربط التمويل بالتدريب والإرشاد والخدمات التسويقية.

من جهته أكد مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالأمانة ناصر الكاهلي أن الجمعيات في الأمانة باتت اليوم أكثر جاهزية من النواحي القانونية والتنظيمية والإدارية، لتنفيذ مشاريع نوعية بالشراكة مع الجهات الحكومية ومؤسسات التنمية.

وأشار إلى استكمال تصحيح أوضاع عدد من الجمعيات، وإعادة تفعيل دورها الرقابي والخدمي داخل المجتمعات المحلية، لافتاً إلى أن المكتب يعمل على مرافقة الجمعيات في بناء قدراتها المؤسسية، وتمكينها من إدارة مشاريع تنموية مستدامة تستوعب مبادرات الشباب وتلبي احتياجات الأحياء والمناطق المستهدفة.

وأثنى فريق أمانة العاصمة، خلال الزيارات واللقاءات، على تعاون قيادة محافظة الحديدة وتفاعل السلطات المحلية في المديريات المستهدفة، وتهيئة الظروف الملائمة لإنجاح أعمال النزول الميداني.

وأكد الفريق أن الروح التشاركية، تمثل عاملاً محورياً في تسهيل مهام الجمعيات وتمكينها من تأسيس شراكات قوية تخدم التنمية الزراعية والسمكية في المحافظة.

وشهدت اللقاءات والزيارات، نقاشات موسّعة حول آليات تطوير سلاسل القيمة الزراعية والسمكية، واستعراض عدد من مشاريع الجمعيات في الحديدة، إضافة إلى جولات ميدانية شملت مشاريع زراعية ومزارع إنتاج، ومراكز تجميع وتبريد، ونماذج ناجحة لتكاتف الجمعيات مع المنتجين، بما أتاح تبادل الخبرات وتحديد فرص التكامل بين الجانبين.

وتأتي الزيارات وتوقيع الاتفاقيات في سياق توجه وطني شامل لتعزيز البنى الإنتاجية ورفع كفاءة سلاسل القيمة، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز قدرات الجمعيات في المحافظات على العمل وفق خطط مترابطة ومتكاملة من الإنتاج وحتى التسويق، وبما يدعم توجهات الدولة في الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتقليص فجوة الاستيراد.

إكــس