اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
رغم أن اضطرابات قاع الحوض تُربط عادة بالنساء، خصوصًا بعد الولادة أو خلال سن اليأس، إلا أن خبراء في جراحة المسالك البولية والعلاج الطبيعي حذروا من أن هذه الحالة باتت شائعة بشكل متزايد لدى الرجال، مسببة أعراضًا صامتة قد تؤثر في جودة حياتهم، بحسب الرجل.
وتُشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل ستة رجال في الولايات المتحدة – أي نحو 27 مليون رجل – يعاني من هذا الاضطراب، معظمهم تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا، بحسب الطبيب ديفيد شوسترمان David Shusterman، اختصاصي جراحة المسالك البولية في نيويورك.
اضطراب قاع الحوض
قاع الحوض هو مجموعة من العضلات والأربطة التي تدعم المثانة والأمعاء والبروستاتا لدى الرجال، وتُعرف هذه المنطقة أيضًا باسم المثلث البولي التناسلي، الذي يشمل القضيب، الإحليل، والصفن، وهي عضلات ضرورية للانتصاب الطبيعي والقذف الصحي.
ويحدث الاضطراب عندما تفشل هذه العضلات في الانقباض أو الارتخاء بشكل صحيح، ما يؤدي إلى مشكلات تتراوح بين صعوبة التبول أو التغوّط، وحتى السلس البولي أو البرازي، وقد يعاني الرجال أيضًا من آلام في القضيب، الخصيتين، المستقيم، أو عظمة العصعص.
وبحسب الأطباء، يمكن أن تنجم هذه الحالة عن إصابات جسدية طفيفة، مثل السقوط أثناء ممارسة التزلج أو غيره من الرياضات، أو نتيجة ممارسات صحية شائعة مثل رفع الأوزان الثقيلة أو أداء تمارين القرفصاء بكثافة، إذ تضغط هذه الأنشطة بشكل مباشر على عضلات الحوض.
وتقول الطبيبة ليا ريسبولي Leia Rispoli، المختصة في إدارة الألم والعلاج التأهيلي في مركز DISC بكاليفورنيا: 'حتى الحركات البسيطة قد تؤدي إلى دورة من الألم المزمن في منطقة الحوض، خصوصًا عند إهمال العلاج'.
وقد تسهم عوامل مثل التقدم في العمر، السمنة، التوتر، الجلوس لفترات طويلة، وحتى الإمساك المزمن، في تفاقم الحالة، خاصة لدى من يعانون متلازمة القولون العصبي.
أعراض قد تُخطئ في تفسيرها
من التحديات الرئيسية في تشخيص اضطراب قاع الحوض لدى الرجال، أنه يُشبه أعراض حالات أخرى مثل التهاب البروستاتا أو الإمساك، ما يجعل الأطباء يلجؤون إلى 'تشخيص الاستبعاد'، أي استبعاد جميع الأسباب الأخرى قبل الوصول للتشخيص الدقيق.
ويقول الدكتور شوسترمان: 'إنه ليس مرضًا قاتلًا، لكنه يُضعف جودة الحياة بشدة، وقد يسبب عزلة اجتماعية ومشكلات نفسية خطيرة عند تجاهله'.
وكانت الجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية قد أصدرت توصيات جديدة تدعو الأطباء إلى التعامل بجدية أكبر مع اضطرابات قاع الحوض لدى الرجال، وتوجيههم للعلاج المناسب بدلًا من إهمال الشكاوى.
ويُركز العلاج على تقوية عضلات الحوض عبر العلاج الفيزيائي طويل الأمد، باستخدام تقنيات مثل الارتجاع البيولوجي biofeedback، الذي يعتمد على أجهزة استشعار تراقب نشاط العضلات وتعرضه على شاشة لمساعدة المريض في فهم وتحسين تحكمه.
كما يُستخدم العلاج بالموجات التصادمية shockwave therapy لتحفيز تدفق الدم في المنطقة، ما يُساعد في استعادة وظائف العضلات.
وللوقاية، ينصح الأطباء بممارسة تمارين الحوض بزاوية مائلة لتخفيف الضغط المباشر، كما يمكن لراكبي الدراجات استخدام 'مقعد البروستاتا' الذي يُخفف الضغط عن منطقة العجان.
اضطراب قاع الحوض لم يعد حكرًا على النساء، بل أصبح تحديًا متزايدًا يواجه الرجال في صمت.
ورغم أن الحالة لا تُهدد الحياة، إلا أن تجاهلها قد يؤدي إلى سلسلة من المشكلات الصحية والاجتماعية التي تؤثر في حياة الرجل على المدى الطويل.