الناخبون الكوريون الجنوبيون "الغاضبون" يلجأون إلى حزب الاحتجاج الناشئ

سيول - سئمت تشو يونج مون من حكومة كوريا الجنوبية ورؤية أمل ضئيل في المعارضة، وقالت إنها ستدلي بصوت احتجاجي في انتخابات الأسبوع المقبل - لصالح حزب عمره شهر بقيادة سياسي مشين يواجه السجن.

وتشو، وهو طبيب أسنان يبلغ من العمر 48 عاما، هو واحد من عدد متزايد من الكوريين الجنوبيين الذين يشيرون إلى أنهم يعتزمون التصويت لحزب إعادة بناء كوريا الذي يتزعمه وزير العدل السابق تشو كوك وبرنامجه المناهض بشدة للحكومة في 10 أبريل.

وظلت معدلات تأييد الرئيس يون سوك يول عالقة في نطاق 30% المنخفض لعدة أشهر، مدفوعة بسلسلة من الفضائح واستياء الناخبين من ارتفاع التضخم وتباطؤ الاقتصاد وإضراب الأطباء المستمر.

وفي حين أن حزب تشو كوك لا يقدم سوى القليل من السياسات الموضوعية الخاصة به، فإن بيانات استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أنه متعادل مع الحزب الحاكم، ويقول المحللون إن جاذبيته لإثارة غضب الناخبين قد تجعله يفوز بمقاعد كافية للعب دور صانع الملوك في البرلمان المقبل.

لكن بالنسبة لتشو كوك، قد يكون الهدف أكثر بساطة، وهو الانتقام.

كان تشو كوك، الذي كان نجمًا سياسيًا صاعدًا، مرشحًا للترشح للرئاسة قبل فضيحة القبول الأكاديمي في عام 2019 التي اجتاحت عائلته.

وكان يقود التحقيق الآن الرئيس يون.

وبعد اتهامه بتزوير وثائق لإدخال أطفاله إلى الجامعة، أمضت زوجة تشو أكثر من ثلاث سنوات في السجن، وأجبرت ابنته على التخلي عن رخصتها الطبية، ويواجه تشو نفسه عامين خلف القضبان إذا رفضت المحكمة العليا استئنافه.

ولكن بعد مرور عامين، تعمل قصة تشو الآن على تضخيم رسالته المناهضة ليون بين الناخبين الذين تظهر استطلاعات الرأي أنهم يشعرون بخيبة أمل متزايدة من الرئيس وإدارته.

وقال تشو لوكالة فرانس برس 'سأجعل من الرئيس يون أولا بطة عرجاء ثم بطة ميتة'.

'فشل ذريع'

ويقول الخبراء إن حقيقة أن الحزب الذي تم تأسيسه قبل أسابيع فقط يقوم بإجراء استطلاعات الرأي يسلط الضوء بقوة على الاستياء الواسع النطاق من كل من يون والحزب الديمقراطي المعارض، الذي يسيطر حاليًا على البرلمان.

وقال المعلق السياسي يو جونغ هون لوكالة فرانس برس إن 'ما نشهده مع حزب تشو هو الفشل الذريع للحزبين الرئيسيين في الاستجابة لمطالب الناخبين'.

ولم يعقد يون مؤتمرًا صحفيًا مفتوحًا منذ أغسطس 2022.

وتبلغ نسبة تأييد حزب تشو نحو 30 بالمئة، وهو ما يعني - إذا تأكدت هذه الأرقام الأسبوع المقبل - أنه قد ينتهي به الأمر بالحصول على 15 نائبا في البرلمان المؤلف من 300 مقعد.

وقال يو: 'إن حزب تشو يعمل إلى حد كبير على قضية واحدة، وهي أن هذه الانتخابات يجب أن تكون استفتاء صارماً على يون - وهو يحظى بالكثير من الدعم'.

ولا يُسمح للرئيس يون دستوريًا إلا بفترة ولاية واحدة مدتها خمس سنوات، ويسعى حزبه بشدة إلى السيطرة على البرلمان حتى يتمكنوا من المضي قدمًا في أجندته المحافظة اجتماعيًا.

لكن الفضائح، ولا سيما تلك المتعلقة بقبول السيدة الأولى كيم كيون هي حقيبة ديور - التي شوهدت في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع - وتورطها في فضيحة التلاعب بالأسهم، أججت الاستياء العام من إدارته.

ويقول تشو إن المدعين كانوا 'متساهلين' مع يون وعائلته، في تناقض حاد مع ملاحقتهم لعائلته، التي 'تحملت محاكمات قاسية لسنوات'.

وهو يدعو إلى إجراء انتخابات مباشرة للمدعين العامين لوضع حد لما يسميه التحيز السياسي ويعزو دعم حزبه إلى الاستياء من الوضع الراهن.

وقال: 'هناك خيبة أمل وغضب مكبوتان تجاه الحكومة، لكن لا توجد أحزاب أو سياسيون يمثلون هذه المشاعر بشكل كامل'.

'الأكثر تضررا'

وقال المحلل السياسي يوم سيونغ يول لوكالة فرانس برس إن قصة تشو الشخصية تساعد في تحفيز الناخبين غير الراضين عن كلا الحزبين الرئيسيين.

وقال يام: 'يُنظر إليه على أنه الأكثر تضرراً' من قبل يون، بسبب الملاحقة القضائية العدوانية التي واجهتها عائلته، مضيفاً أنه لن يتفاجأ إذا حقق الحزب فوزاً كبيراً في استطلاعات الرأي.وإذا رفضت المحكمة العليا استئنافه النهائي، فسيتم سجنه لمدة عامين.

ولا يوجد جدول زمني للحكم.

وفي تجمع حاشد بوسط سيول الأسبوع الماضي، هتف المئات من أنصار تشو باسمه وشعار حزبه - 'ثلاث سنوات طويلة جدًا!' - في إشارة إلى فترة ولاية يون المتبقية في منصبه.

وقال طبيب الأسنان تشو في المظاهرة: 'الناس غاضبون من الحكومة'. ويعتقد الكثيرون، مثلها، أن ادعاءات المعارضة بأنها ستقوم بعمل أفضل في معالجة مخاوفهم هي ادعاءات 'فارغة'.

'تشو مختلف لأنه أخبرنا بما سيفعله بالفعل لإبقاء يون تحت المراقبة.'