اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
يمثل تخادم قوى الشر والإرهاب، عنوانًا رئيسيًّا وسببًا واضحًا لحالة عدم الاستقرار في أرجاء البلاد بما في ذلك التوسع في استهداف الجنوب العربي.
هذا التخادم وثقه تقرير حقوقي يتضمن معلومات خطيرة للتخادم والتنسيق الميداني بين مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش، حيث قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات إنّ هذا التعاون يخدم مصالح الحوثيين في تقويض مؤسسات الدولة وتهيئة بيئة مناسبة لأنشطتهم الإرهابية.
وأضافت أنّ هذا التنسيق تجلّى في صفقات تبادل وإفراجات متكررة نفذتها المليشيات الحوثية لصالح عناصر من التنظيمين الإرهابيين خلال السنوات الماضية.
وأوضحت أن الحوثيين أفرجوا في نوفمبر 2018 عن 20 عنصراً إرهابياً، بينهم 16 من تنظيم القاعدة و4 من داعش، من سجن الأمن السياسي بصنعاء، تلتها عملية أخرى في ديسمبر 2019 شملت الإفراج عن 6 من عناصر القاعدة المتهمين بتنفيذ عمليات إرهابية، من بينهم المدعوين أبو مصعب الرداعي وأبو محسن العولقي.
بحسب التقرير أيضًا، أطلقت المليشيات في أبريل من العام نفسه 43 عنصرًا من القاعدة من سجون صنعاء، بينهم الإرهابي المدعو عبدالله المنهالي المتورط في تنفيذ عملية إرهابية في حضرموت، كما أفرجت في يونيو 2020 عن ثلاثة من أخطر الإرهابيين المتورطين في اغتيال الدبلوماسي السعودي خالد العنزي بصنعاء عام 2012.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين أفرجوا كذلك عن القيادي في القاعدة المدعو أبو عطاء، المتهم بتدبير هجوم إرهابي على عرض عسكري في ميدان السبعين أدى إلى مقتل 86 جندياً.
ونوه التقرير بأن المليشيات لم تكتفِ بالإفراج عن هؤلاء العناصر، بل دفعت بعدد منهم إلى جبهات القتال للقتال في صفوفها، مشيرا إلى قائمة تضم 12 من عناصر القاعدة أفرجت عنهم وأعادت دمجهم ميدانياً، منهم المدعوين ماجد أحمد السلمي، بسام محمد الحكمي، عصام البعداني، أسامة القاسمي، وجمال القمادي وغيرهم.
وأفاد التقرير بأن هذه الوقائع تمثل دليلاً دامغاً على التنسيق بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، في إطار مشروع مشترك يهدف إلى ضرب المؤسسات وإطالة أمد الصراع في البلاد.
الساحة تشهد تحالفًا خطيرًا تتقاطع فيه مصالح الشر بين مليشيا الحوثي وتنظيمي القاعدة وداعش، في مشهد يكشف حجم التنسيق غير المعلن بين هذه الكيانات الإرهابية التي يجمعها هدف واحد وهو ضرب الجنوب وزعزعة استقراره.
هذا التحالف الشيطاني تجاوز الخلافات الأيديولوجية ليصطف تحت راية الفوضى، مستغلًا الانشغال الدولي والإقليمي لإعادة توزيع مناطق النفوذ وخلق بؤر توتر جديدة.
تعمل هذه القوى المتطرفة بتناغم مريب؛ فالمليشيات الحوثية توفر الغطاء والدعم اللوجستي لعناصر القاعدة وداعش، بينما تتولى الأخيرة تنفيذ العمليات الإرهابية ضد القوات الجنوبية والمنشآت الحيوية، في محاولة لإرباك المشهد وإضعاف منظومة الأمن، وتكون النتيجة هي مشهد دموي يهدف إلى كسر إرادة الجنوب ومنعه من بناء مؤسساته المستقرة.
أصبح هذا التحالف الإرهابي أحد أبرز أسباب استمرار حالة عدم الاستقرار، حيث يسعى إلى تفخيخ الجهود السياسية والعسكرية التي تبذل لإحلال السلام.
غير أن وعي الجنوبيين وتكاتفهم مع شركائهم في التحالف العربي، وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة، يشكل صمام أمان في مواجهة هذا المخطط الأسود، ويؤكد أن مشروع الإرهاب سيهزم أمام إرادة الشعوب الساعية للأمن والاستقرار والبناء.













































