اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
في تطور سياسي ودبلوماسي لافت، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اللحظة الراهنة بأنها 'فرصة حاسمة' لإنهاء 'المذبحة والمعاناة في غزة'، مؤكداً على أهمية ضمان الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين على حد سواء.
تصريحات تورك جاءت بعد إعلان حركة 'حماس' موافقتها على الدخول 'الفوري' في مفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائن، وفقًا لخطة وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة.
نتنياهو يستعد لـ'المرحلة الأولى'.. ديرمر رئيسا لوفد التفاوض واستبعاد سموتيرتيش وبن جفير | تقرير
ويُنظر إلى هذا الإعلان على أنه نقطة تحول قد تمهد الطريق لإنهاء واحدة من أعنف جولات الصراع في المنطقة.
ردود الفعل الدولية لم تتأخر، فمن جانبها وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين استعداد حماس للإفراج عن الرهائن بأنه 'مشجع'، ودعت إلى اغتنام الفرصة من أجل إنهاء الحرب المستمرة.
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فقد اعتبر أن 'قبول' حماس بالمبادرة الأمريكية يمثل 'خطوة مهمة إلى الأمام'، مطالبًا جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق 'دون أي تأخير'.
وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن التزام حماس يجب أن يُترجم على أرض الواقع بسرعة، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن باتا 'في المتناول'.
من جهته، شدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس على أن اللحظة الحالية تمثل 'أفضل فرصة للسلام'، داعياً الأطراف إلى عدم تضييع هذه الفرصة.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أبدى هو الآخر 'ترحيبًا' و'تشجيعًا' حيال الموقف الجديد، في وقت أضاف فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس صوته للترحيب بمبادرة ترامب، واصفًا رد حماس بأنه 'إيجابي'.
وعلى الصعيد العربي، قوبل إعلان حماس بترحيب حذر، فقد أكدت قطر، استعدادها لمواصلة جهودهما من أجل ضمان تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، مع التشديد على ضرورة أن يترافق أي وقف لإطلاق النار مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة.
أما الأردن فقد دعا إلى أن تكون هذه الخطوة مقدمة لعملية سياسية شاملة تعالج جذور الصراع، بينما شددت السعودية والإمارات على أن أي حل يجب أن يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويمهد الطريق نحو إقامة دولة مستقلة على حدود 1967. هذه المواقف تعكس إجماعًا عربيًا على الترحيب بالهدنة، لكن مع الإصرار على أن تكون خطوة أولى نحو حل سياسي عادل ودائم، لا مجرد هدنة مؤقتة.
ورحبت مصر، برد حماس، بيان حماس رداً على خطة الرئيس الأمريكي 'ترامب' بشأن وقف الحرب في قطاع غزة، بما يعكس حرصاً من الحركة وكافة الفصائل الفلسطينية على حقن دماء الشعب الفلسطيني والحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء، والرغبة الراسخة لإنهاء فترة مظلمة من تاريخ المنطقة، وإدراكاً الضرورة إنهاء هذه الحرب، بما يؤسس للمضي نحو تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لتجسيد دولته.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان رسمي أن مصر تكرر الإعراب عن تقديرها لجهود الرئيس الأمريكي 'ترامب' ورؤيته إزاء تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ولاسيما التزامه الكامل بإنهاء الحرب في قطاع غزة، فضلاً عن رفضه الكامل لضم الضفة الغربية أو تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وإطلاق خطة لإعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء الفلسطينيين في أراضيهم وعودة من يرغب في العودة إلى وطنه، وهو ما يعكس قيادة حكيمة ورؤية واعية وثاقبة من الرئيس ترامب لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وحرصا منه على تكريس التعايش السلمي بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني في هذه البقعة الهامة من العالم.
وتعرب مصر عن الأمل في أن يؤدي هذا التطور الإيجابي إلى أن ترتقي كافة الأطراف إلى مستوي المسئولية بالالتزام بتنفيذ خطة الرئيس 'ترامب' على الأرض وإنهاء الحرب، ونفاذ المساعدات الإنسانية عبر الآليات الاممية دون قيود، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، بما يؤسس لمرحلة جديدة نحو السلام، بدءاً من التفاوض على التفاصيل والآليات اللازمة لوضع رؤية الرئيس 'ترامب' موضع التنفيذ على الأرض في إطار أفق سياسي يقود إلى حل الدولتين الذي توافق المجتمع الدولي على مرجعيته، بما يحقق السلام والازدهار في المنطقة.
كما تعرب مصر عن اعتزامها القيام بأقصى جهد بالتنسيق مع كافة الأشقاء بالدول العربية والاسلامية والولايات المتحدة والجانب الأوروبي والمجتمع الدولي للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإزالة المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة.
موسكو تشيد بـ 'ويتكوف' وتعلن استعدادها دعم خطة ترامب بـ شرط وحيدمجلس سلام أم وصاية جديدة؟ .. ما سر رفض الفلسطينيين لـ توني بلير حاكما لـ غزة ؟
وفي الداخل الإسرائيلي، قال يائير جولان، زعيم حزب 'الديمقراطيين' اليساري، إن التحدي الحقيقي الآن يتمثل في منع 'تخريب' خطة ترامب، سواء من جانب حماس أو من قِبل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تواجه ضغوطًا داخلية متزايدة.
ولكن يعكس تصريح يائير جولان حجم الانقسام السياسي داخل إسرائيل حول التعامل مع مبادرة ترامب، حيث يتخوف التيار اليساري من أن تؤدي سياسات الحكومة اليمينية المتشددة إلى إجهاض الفرصة الحالية، خاصة مع استبعاد بعض الوزراء المتطرفين من المشاورات الأمنية الأخيرة. ويرى مراقبون أن الموقف الإسرائيلي ما زال متأرجحاً بين القبول الحذر والرفض الضمني، في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لعدم تعطيل المسار السياسي الذي قد يضع حدًا للحرب المستمرة منذ أشهر.
ورغم الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالإعلان، يبقى السؤال الأكبر حول قدرة الأطراف على تحويل هذه الالتزامات إلى خطوات عملية ملموسة. فالتجارب السابقة تشير إلى أن التصريحات الأولية كثيرًا ما تصطدم بالواقع المعقد على الأرض، سواء بفعل الانقسامات الداخلية الفلسطينية أو المواقف المتشددة داخل الحكومة الإسرائيلية.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن ما يميز هذه اللحظة هو حجم التوافق الدولي حول ضرورة إنهاء الحرب، إذ بدا واضحًا أن أوروبا والولايات المتحدة والأمم المتحدة تسعى جميعها لتسريع مسار التنفيذ، بما يقلل من المخاطر الإنسانية الكارثية التي يواجهها سكان غزة.
يلفت خبراء إلى أن الدور المقبل سيقع بشكل أساسي على الوسطاء الإقليميين، وخاصة مصر وقطر، لضمان متابعة الاتفاق على الأرض، وضمان أن تكون أي خطوات ملموسة – مثل إطلاق الرهائن أو إدخال المساعدات – متزامنة وسريعة، بما يحافظ على الثقة المتبادلة ويمنع انهيار العملية السياسية في مهدها.
وفي هذا السياق، يحذر البعض من أن أي تأخير في التنفيذ قد يمنح الأطراف الرافضة للاتفاق، سواء في إسرائيل أو في صفوف حماس، الفرصة لإفشاله. وهو ما يجعل الإرادة السياسية والقدرة على فرض التزامات صارمة في غاية الأهمية في هذه المرحلة الدقيقة.
الأنظار كلها تتجه الآن إلى الأيام والأسابيع المقبلة، حيث سيُختبر مدى جدية حماس في الالتزام بخطة ترامب، وقدرة الحكومة الإسرائيلية على المضي قدمًا دون تعطيل.
وبين الضغوط الدولية والرهانات المحلية، يبقى الطريق إلى السلام محفوفًا بالمخاطر، لكنه في الوقت ذاته يبدو أقرب من أي وقت مضى منذ سنوات.