اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
كشفت لقطات جديدة نشرتها المؤسسة الإيطالية للتكنولوجيا (IIT) عن أول عملية إقلاع عمودي ناجحة لروبوت بشري يُدعى iRonCub MK3، يُعد الأول من نوعه في العالم يعمل بمحركات نفاثة، في خطوة تُمهّد لمستقبل قد يشهد انتشار روبوتات قادرة على الطيران والمناورة في بيئات يصعب الوصول إليها.
الروبوت الجديد، الذي يعتمد على تصميم المنصة البحثية الشهيرة iCub، يستخدم أربعة محركات دفع نفاثة لتحقيق الإقلاع العمودي: اثنان منها في موضع الذراعين، واثنان مدمجان في حزمة دفع خلفية.
ويظهر الروبوت، ذو الوجه الطفولي الجامد، في الفيديو وهو يرتفع عن الأرض لمسافة تُقارب 50 سنتيمترًا أثناء الاختبار، معلقًا بحزام أمان لدواعٍ هندسية.
وبحسب الدراسة المنشورة في الأول من يونيو على منصة arXiv، فإن هذا الابتكار يمثل أول نموذج لروبوت بشري قادر على الطيران باستخدام محركات نفاثة، ويهدف إلى دمج قدرات الحركة الأرضية والجوية ضمن منصة واحدة.
وأكد الباحثون أن هذه القدرات المزدوجة تفتح آفاقًا جديدة في مهام البحث والإنقاذ، خاصة في المناطق المنهارة أو المغمورة بالمياه، بالإضافة إلى عمليات التدخل في مواقع خطرة كالتسربات الكيميائية أو النووية.
يبلغ طول iRonCub نحو متر واحد ويزن 22 كغم، وقد تم تعديل هيكله بإضافة عمود فقري من التيتانيوم، ومواد عازلة للحرارة لتحمل درجات حرارة العادم التي تتجاوز 600 درجة مئوية.
كما أزيلت الذراعان لتثبيت المحركات، لكن الفريق أشار إلى أن التصميم لا يزال يسمح بإعادة تركيب الذراعين لاحقًا.
ولتحقيق الثبات أثناء الطيران، استخدم المهندسون تقنية تحكم معقدة تُعرف باسم النموذج التنبؤي المعتمد على المتغيرات الخطية (Linear Parameter Varying Model Predictive Control)، وهي خوارزمية قادرة على تعديل زوايا المفاصل وقوة الدفع في الوقت الحقيقي لتفادي الانحراف أو الانقلاب.
وخضع النظام لاختبارات مكثفة عبر محاكاة حاسوبية قبل بدء التجارب الحقيقية، نظرًا لمخاطر تشغيل المحركات في البيئات المغلقة. وتُخطط IIT حاليًا لتحسين قدرة الروبوت على التعامل مع الاضطرابات الخارجية أثناء الطيران، مثل الرياح أو التغيرات الجوية.
هذا التقدم يُشكل نقلة نوعية في مجال الروبوتات الطائرة، وقد يمهد الطريق لاستخدامات في صيانة الجسور، واستكشاف البيئات غير الآمنة، وربما تطوير أنظمة تحكم عن بُعد عبر الواقع الافتراضي، كما هو الحال في النموذج القائم الذي يتحكم فيه المشغّل عبر خوذة عرض رأسية.