شهدت العاصمة عدن اليوم إطلاق البرنامج الوطني التوعوي للقضاء على سرطان عنق الرحم والذي نظمته وزارة الصحة العامة والسكان ممثلةً بـ المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني وذلك برعاية وحضور وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم محمد بحيبح وعددٍ من المسؤولين والقيادات الصحية والشركاء الدوليين

وفي كلمته خلال الاحتفالية أكد الوزير الدكتور قاسم بحيبح أن إطلاق هذا البرنامج يشكل محطة مهمة في مسار تعزيز صحة المرأة ومكافحة أحد أخطر الأورام التي تهدد حياتها مشدداً على ضرورة تفعيل الدور الإرشادي والتوعوي تجاه سرطان عنق الرحم ودمج خدمات الكشف المبكر والعلاج في منظومة الرعاية الصحية الأولية إلى جانب تعزيز الخدمات المجتمعية وجعلها أكثر سهولةً ووصولاً للنساء في مختلف المحافظات

وأشار وزير الصحة إلى أن التوجه نحو القضاء على هذا النوع من السرطان يتطلب جهداً تكاملياً مستداماً بين القطاعات الصحية المختلفة داعياً إلى تحويل الاستراتيجية الوطنية إلى خطط تنفيذية عملية ومبسطة بعيدة عن الموسمية بحيث تضمن تحقيق الأهداف المرجوة على أرض الواقع

كما وجه بضرورة تهيئة المراكز الصحية لتكون أماكن صديقة للمرأة تقدم خدمات توعوية وتشخيصية وعلاجية بكفاءة وتميز

من جانبها أوضحت الوكيل المساعد لوزارة الصحة الدكتورة إشراق السباعي أن البرنامج يأتي استجابة للتوجهات الإقليمية والعالمية في مجال مكافحة سرطان عنق الرحم ونتيجة حتمية لتزايد الحالات المسجلة في اليمن خلال السنوات الأخيرة ,مشيرةً إلى أن ذلك يتطلب توحيد قاعدة البيانات الوطنية لتسهيل وضع خطط استجابة أكثر دقة وفاعلية

وأكدت الدكتورة السباعي على أهمية إدخال لقاح الوقاية من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) للفتيات من سن 9 حتى 14 عاماً ضمن برامج التحصين الوطنية باعتباره أحد أبرز الإجراءات الوقائية الفاعلة للحد من الإصابة بسرطان عنق الرحم

كما شددت على تعزيز قدرات مراكز الطوارئ التوليدية وتوفير خدمات الفحص المبكر والتشخيص ضمن حزمة الرعاية الصحية المتكاملة للمرأة

وقدمت الدكتورة السباعي خلال الفعالية عرضاً تفصيلياً تناولت فيه الوضع الوطني الراهن لسرطان عنق الرحم وأبرز التحديات التي تواجه القطاع الصحي في هذا الجانب مع استعراض جملة من الحلول العملية الهادفة إلى القضاء على المرض تماشياً مع الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية

بدوره أكد مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السرطان الدكتور جمال عبدالحميد أن القضاء على سرطان عنق الرحم ممكن من خلال رفع الوعي الصحي والتشخيص المبكر موضحاً أن التوعية المجتمعية تلعب دوراً محورياً في تشجيع النساء على إجراء الفحوص الدورية الأمر الذي يساهم في خفض معدلات الإصابة والوفيات بشكل ملموس

كما قدمت الدكتورة دنيس من منظمة ميدجلوبال عرضاً علمياً تناولت فيه الوضع العالمي لسرطان عنق الرحم..مشيرةً إلى النجاحات التي تحققت في العديد من الدول من خلال تطبيق استراتيجيات الوقاية الشاملة التي تشمل التحصين والكشف المبكر والعلاج في المراحل المبكرة للمرض

وشهدت الفعالية حضوراً واسعاً لقيادات وزارة الصحةمن بينهم وكيل قطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي أحمد الوليدي ووكيل قطاع السكان الدكتور سالم الشبحي ووكيل قطاع الطب العلاجي الدكتور شوقي الشرجبي ورئيس المجلس الطبي الأعلى الدكتور عمر زين وعميد معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية الدكتور جمال أمذيب إضافة إلى مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن الدكتورة نهى محمود وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والشركاء الداعمين في المجال الصحي

وفي ختام الحفل تم تكريم منظمة جلوبال ميديا وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومؤسسة يمان والمؤسسة الطبية الميدانية كجهات داعمة وفاعلة ساهمت في إنجاح فعاليات البرنامج وإطلاقه على المستوى الوطني تقديراً لدورهم في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز صحة المرأة والوقاية من الأورام

كما تخلل الحفل تقديم فقرات فنية معبرة لزهرات ليزا وفرقة سماء عدن نالت الاستحسان من الحاضرين

ويُعد البرنامج الوطني التوعوي للقضاء على سرطان عنق الرحم أحد البرامج الرائدة لوزارة الصحة إذ يهدف إلى خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن هذا المرض من خلال تعزيز الوعي الصحي وإدخال اللقاح الوقائي وتوسيع نطاق خدمات الفحص المبكر في المرافق الصحية والمجتمعية