مباشر- قفزت الفضة إلى مستوى قياسي جديد يوم الاثنين، مع قيام المتداولين بوضع رهانات مضاربة في ظل استمرار شح المعروض وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. في المقابل، استقر الذهب.

ارتفع سعر المعدن الأبيض إلى 57.86 دولارًا للأونصة، بعد أن قفز بنحو 6% مسجلًا رقمًا قياسيًا يوم الجمعة. وقد ارتفع على مدار ستة أيام متتالية، وتضاعفت قيمته هذا العام، متجاوزًا ارتفاعًا بنحو 60% في أسعار الذهب.

تدفقت كمية قياسية من المعدن إلى لندن في أكتوبر/تشرين الأول لتخفيف الضغط التاريخي على أكبر مركز لتجارة الفضة في العالم، إلا أن هذا وضع مراكز أخرى تحت ضغط . وبلغت المخزونات في المستودعات المرتبطة ببورصة شنغهاي للعقود الآجلة مؤخرًا أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد من الزمان، ولا تزال تكلفة اقتراض المعدن لمدة شهر واحد مرتفعة.

قال دانيال هاينز ، خبير استراتيجيات السلع الأساسية في مجموعة ANZ القابضة المحدودة : 'لا يزال النقص في المعروض في السوق العالمية نتيجةً للضغوط الأخيرة في لندن محسوسًا'. وأضاف: 'مع استراحة الذهب، يبدو أن المستثمرين قد حوّلوا انتباههم إلى الفضة'.

حصل كلا المعدنين على دفعة قوية من تزايد التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر. وتضع الأسواق في اعتبارها خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وذلك في ظل استمرار ضعف سوق العمل الأمريكي، وتصاعد التصريحات المتشددة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي. كما عزز إصدار البيانات الاقتصادية، الذي تأخر بسبب إغلاق الحكومة الأمريكية لمدة ستة أسابيع، من حجة خفض تكاليف الاقتراض، وهو ما تستفيد منه عادةً المعادن النفيسة غير المُدرّة للعائد.

قال ديفيد ويلسون ، مدير استراتيجية السلع في بنك بي إن بي باريبا: 'كان تحرك الأسبوع الماضي مدفوعًا بالمضاربة، حيث اجتذب زخم الصعود المتسارع المزيد من الأموال السريعة'. وأضاف: 'الأمر المهم الذي يجب متابعته هو انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة إلى ما يقارب 70'، مضيفًا أن المستثمرين سيراقبون مدى ارتفاع سعر الفضة مقارنةً بالذهب.

تشير النسبة إلى عدد أونصات الفضة اللازمة لشراء أونصة واحدة من الذهب.

يراقب المتداولون أيضًا أي رسوم جمركية محتملة على الفضة بعد إضافتها إلى قائمة هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية للمعادن الأساسية الشهر الماضي. وقد يدفع الخوف من زيادة مفاجئة في سعر الفضة في أمريكا بعض المتداولين إلى التردد في تصدير المعدن إلى خارج البلاد، مما يُضعف احتمالية حدوث انتعاش في حال تفاقم الوضع في السوق العالمية.

ارتفع اهتمام المستثمرين بالفضة الشهر الماضي، مع تسارع التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة مادياً بعد أن حقق المستثمرون أرباحاً في أكتوبر/تشرين الأول، بعد الذروة السابقة.